الأخ أبو زعبل السبعي

مرحباً بك يا أخا الإسلام ومبروك على استرجاع اسمك الطيب
نظريتك عن ( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) صحيحة بشكل عام ، ولكن ليس في حالتي.
فأنا في الوقت الذي بدأت فيه أتشكك في الإسلام، كنت في غاية الوسطية، في الحقيقة منذ أن قرأت القرضاوي، لم أعد مرة أخرى إلى التشدد أبداً، بالعكس، لقد كان التطرف الديني حامياً لي من النظر في أفكار الآخرين ، ذلك أنني كنت أريح نفسي وأكفرهم دون حاجة لفهمهم، أو لفهم لماذا هم كفرة.
لما تبنيت وسطية القرضاوي، وجدت الرجل من خلال كتاباته ، سواءً هو أو الغزالي، دارساً لشرائع الآخرين، عالماً بالمسيحية واليهودية وحتى الديانات الشرقية.
دفعني هذا الفضول "الوسطي" إلى قراءة الكتاب المقدٍس، وقتها كنت طبعاً في مصر.. وكان اول برنامج محادثة على الإطلاق قد خرج إلى الوجود.
بلا فخر، كنت من أوائل الذين دخلوا على الإنترنت في مصر، أواخر 95 وأوائل عام 1996 ، ولم يكن هناك على النت سوى بضعة محركات بحث عقيمة ، كانت بمثابة السحر لي وقتها، وأنا أنظر إليها بانبهار وأتصفح بسرعة 2Kbps من خلال التليفون، وأحببت أكثر شيء محرك HotBot والذي كان يشتمل على أكثر نتائج.
طبعاً إنس أن تجد شيئاً باللغة العربية وقتها.
ولكن بعد سنوات من الوسطية في مصر، وبعد خروج أول برنامج محادثة على الإنترنت والذي اخترعه مصري ، هو برنامج MIrc ، والذي كان عبارة عن نصوص فقط، وغرف، وأشهر سيرفر هو الدال نت ، DALNet ، تعرفت من خلاله على فتاة مسيحية مصرية تعيش في أمريكا ، ولأول مرة أرى الشخصية الملائكية الأرثوذكسية ، التي يحلو للبعض وصفها بالساذجة ، وبسبب وسطيتي ، خلق لدي دافع وفضول قوي لمعرفة كيف تفكر تلك الملاك ، وبماذا تؤمن .. تزامن هذا مع بداية فتحي لسفر التكوين لأضحك على سخافات أهل الكتاب الذين حرفوا كلام الله.

لا أريد الإستفاضة الآن ، ولكن أكتفي بهذه الجزئية فقط ، لبيان كيف كانت "نزعة التسامح" هي خطيئة القرضاوي القاتلة التي دفعتني إلى التشكك ، والتي كانت هي نفسها فضيلته التي خلصتني من براثن اليقين المطلق.