اقتباس:في كتاب الفيزياء أتذكر جيداً ، تلك الملحوظة التي كتبت تحت عبارة ( المادة لا تفنى ولا تستحدث من عدم ) بأنها غير صحيحة لمخالفتها للقرآن الكريم ، وأننا ندرسها فقط لنعرف كيف كان الكفرة يفكرون وقتئذ ، وكان الأساتذة دائماً يركزون مرة ومرتين على هذه النقطة في حصة الفيزياء .
وفي كتاب الرياضيات ملحوظة أخرى في الكتاب وعلى لسان المدرسين عند دراسة الخط المستقيم اللانهائي، تقول بأنه لا يوجد مثل هذا الخط لأن كل شيء نهائي ، ولأن الله تعالى محيط بكل شيء. فكل شيء له نهاية. فانتبهوا إلى مثل هذه الكفريات وخذوها على علاتها فقط من أجل الإمتحان

مم انا ايضا درست في السعودية ، في الجيل الذي بعدك يا البير ، ولكن علي العكس لم اذكر انني قرأت هذه الهوامش . كل الباقي الذي قلته صحيح مثل عمليات غسيل الدماغ والتركيز علي المواد الدينية في المدرسة وحفظ القران الاجباري حتي في المدارس العامة وارداء الثوب الابيض كزي اجباري.
انا مثلك ايضا كنت نابها في المواد الدينية ولكن اذكر مواقف كنت اسأل اسئلة نقدية وسط الحصص :
مثلا كنا ندرس الحلف بغير الله وانه شرك.
ثم اخدنا درسا اخر في تفسير الاية (ولا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ) وكان تفسيرها ان الله لا يؤاخذ الناس بالايمان التي يطلقونها بسرعه وانها لا كفارة عليها. قمت للمدرس وقلت له وهل هذا الاستثناء يشمل ايضا الحلفان بغير الله بسرعه وبدون قصد؟
هنا نظر لي المدرس في عيني قليلا ثم سال زميلي الجالس جواري: هل فهمت السؤال؟ فقال لا ، فسال زميل اخر هل فهمت السؤال فقال له لا ، فنظر لي مرة اخري وقال لي : اجلس ، لا احد يفهم سؤالك.
مرة اخري كنا في الاعدادي وبحصة حديث المهم مش فاكر ايه اللي حصل راح المدرس قال ان الصحابة كانوا يتبركون بكل ما ينزل من الرسول لدرجة ان النفة ينفها يتسابق اصحابه علي انتهافها قبل ان تصل الارض ويمسحون بها اجسادهم لتحصل البركة رحت انا وفي نص الفصل قلت اععععععععععععععع كرد فعل طبيعي وتلقائي علي هذا القرف.
لكن المتعة الحقيقية كانت في منهج الجيولوجيا
لان من كتبه راجل ملحد او علي الاقل مؤمن بنظرية التطور.
وكنت انا بذاكر كويس في تلك الفترة ، وحسيت- بالفطرة السليمة فقط - ان نظرية التطور صحيحة ومهمة .
وعلي عكس ما يظن البعض منهج الجيولوجيا قوي جدا في السعودية ، لان ثروتهم من النفط والنابهين من السعوديين يدخلون كلية الملك فهد للبترول والمعادن وهي كلية علي طراز امريكي ويدرس بها امريكيون.
المنهج علمنا عن الاحافير وكيفية الحفاظ عليها ، والطبقات الارضية مما جعل قصة وخلق الارض والسماوات في ستت ايام تركن شوية علي جنب.
انا كنت داخل امتحان الثانوية العامة حافظ العصور الجيولوجية من اول الكامبري للديفوني للجوراسي ، وحافظ اسماء الاحافير بالعربي والانجليزي (لكن احافير الhomonoids معرفتش عنها غير بعد كده لما قريت في التطور كتطور لانها كانت محذوفة من الكتاب) .
فتحس وانت بتذاكر المنهج انك بتقري قصه لكن في واحد قبلك مسك الكتاب وكل مايشوف اسم البطل يقطع الصفحة ، فانت بتبقي عارف " عن "البطل وتوصل لدرجة انك تعمل فكرة كويسه عنه ، لكن برضك معرفتش بالظبط ايه الموضوع.
مرة لقيت جملة في الكتاب بتقول ايه "ونشأت اليعاسب في العصر اللي مش عارف ايه" فرحت سئلت المدرس علي جنب مش كان احسن يقولوا وخلقت اليعاسب؟ فقلي ان اللي كتب الكتاب ده مؤمن بنظرية التطور وانه بيتكلم بلغة علمية مش اكتر . وكان بيجلي شعور شيطاني اني بخترق الحصار الدعائي لما بذاكر جيولوجيا وانه لا يمكن تعمية الحقائق . شعور شبه الراجل البطل في رواية 1984 جورج اورويل ، وفعلا بيبقي شعور مميز وبيحسس الواحد بقيمة العقل وتصنيف الحقائق والانتيباه لها ، يمكن اللي اتعلموا في مصر عمرهم ما حسوه .