رأي شخصي:

أتفق معه في أن أرفض منع ارتداء النقاب والحجاب ، وأعتقد أنه حق شخصي.
وهكذا يكون صديقك قد وضع نفسه في موقف حرج، فهو الآن مطالب بالإعتراف أن ما تفعله السعودية هو انتهاك لحقوق الإنسان.
لو قال لك: إنتظر حتى تعترف فرنسا بذلك ثم نطبق المثل على السعودية سيكون قد وقع في مغالطة منطقية كما جاءت في موضوع إنكي.
هم يفعلون شيئاً خاطئاً إذن من حقنا أن نفعل شيئاً خاطئاً كذلك.
إذن نحن على حق.
هذه نقطة.

نقطة أخرى: بغض النظر عن رأيي الشخصي أعلاه، لو مضينا في القول بأن ما فعلته فرنسا صحيح ولا يناقض مباديء الديمقراطية ،، فيمكن أن نقول التالي في مواجهة اعتراض صديقك :

لو تم تنفيذ الكلام الذي قالته هالة.
فسوف يمر السعوديون بالمرحلة التي تقولها أنت.
ثم تنتهي المرحلة ويصل الشعب إلى المرحلة التي قالها بهاء.

لو حصلت ديمقراطية حقيقية في السعودية، سيختار السعوديون في البداية نظاماً متزمتاً بمحض إرادتهم.
بعد أن يكتب الليبراليون والعلمانيون في السعودية ، وتعلو أصواتهم بفعل حرية التعبير ، وتنشأ النقاشات بين التيارات الدينية وبين التيارات العلمانية ، وتقوم مظاهرات للمطالبة بحقوق الإنسان ، وتحصل انتخابات حقيقية، وتتغير المناهج ، وتنتشر المدونات، والصحف الحرة ، وتكثر المؤسسات المدنية التي تقوم بتوعية المجتمع ، وتعلو أصوات الأقليات مطالبة بحقوقها ، سوف ينتهي الأمر إلى تلاشي الخفافيش شيئاً فشيئاً بفعل الضوء الشديد للحرية التي عاشت هي على قمعها عشرات السنين. ولن تملك في النهاية إلا أن تنقلب على الحكم بسرعة لتستطيع أن تتنفس من جديد وتنقذ نفسها، أو أن تحترق مثل مصاصي الدماء تحت ضوء الشمس الحارقة ، دون نظرة شفقة من أحد.
وهذه نقطة هامة فاتت صديقك، وهي أن النظام الديمقراطي حتى لو جاء بقانون متزمت، فإنه لا يستطيع أن يكتم حرية الرأي والتعبير والمعارضة، لأن هذه هي روح الديمقراطية، وهذه ستكون القاصمة لأي متزمت أو متطرف في بلد حر، لأن التطرف لا يستطيع الصمود أمام العقل والعلم.

الكويت خير مثال لديمقراطية هي أفضل من ألف سعودية دكتاتورية.
في كل يوم تتقدم الأصوات الحرة منتزعة المزيد من حقوقها، في مسيرة تتناسب مع تغير عقلية الشعب يوماً بعد يوم، لأن الضيق والكبت والتزمت والصلافة لا تستطيع أن تصمد أمام العقل والعلم والمساواة والعدالة لو تركت لهما فرصة متساوية ليواجها بعضهما البعض.