مرحباً للجميع :

موضوع مهم ومفيد ... يسلط الضوء على المرأة كإنسان ويطرح تساؤل كبير وهو : ما الفرق بين المرأة والرجل إنسانياً ...؟

لا بد في البداية أن نعترف أن هناك فرق فيزيولوجي بين الرجل والمرأة وهذا أمر طبيعي ... وهذا الفرق هو الذي يخلق الرغبة لدى كل طرف تجاه الآخر ... لكن إذا تعمقنا في طبيعة الرغبة وشكلها سنجد أنها وليدة الطبيعة البيولوجية ورهينة الطبيعة النفسية ... ما المقصود بالكلام السابق ؟

تعالوا لنتناول حالة الحب كمثال لتكون مدخلاًً لموضوعنا الأساسي ...
إن الرغبة الجنسية تجاه الطرف الآخر هي وليدة حاجة فيزيولوجية وهذا غير مختلف عليه ... لكن شكل هذه الرغبة وتفرعاتها هي وليدة الحاجة النفسية المنبثقة عن حالة الوعي الإنساني وهذا الوعي متصل بشكل أو بآخر بالدماغ يؤثر ويتأثر يولد ويتولد عنه ...

لقد شاهدت في التلفاز دراسة علمية حول مجموعة من العشاق ، وجد العلماء فيها بعد مجموعة من الفحوصات المحددة على الدماغ أن الإنسان الواقع في حالة الغرام أو العشق أو سموها ما شئتم ... تنشط لديه منطقة محددة في الدماغ وعندما تتراجع حالة الحب يتراجع نشاط هذا المنطقة ... والحقيقة أن هذا الكلام طبيعي ولا مشكلة حوله ... لكن يبقى السؤال هل نشاط هذه المنطقة هو ما أدى إلى حالة الحب ... أم أن حالة الحب هي التي نشطت هذه المنطقة ...؟!

أي بمعنى آخر حتى نكون أكثر وضوحاً وبساطة ... في الحالة (الفيزيو – نفسية ) العادية هل الوعي هو الذي ينشط العضو فيزيولوجياً أم العكس ...؟!
من هذا السؤال سوف أنطلق ... إلى تقرير أن دعاة الفرق الفيزيولوجي بين الرجل والمرأة وبالتالي الفرق في شكل الوعي قد يكونوا محقين من ناحية ومخطئين في ناحية أخرى ...

الفرق الفيزيولوجي يخلق حالة خاصة مختلفة بين الجنسين ... ولكن للبيئة الاجتماعية آثر أيضاً في خلق مثل هذه الحالة ، وبالتالي لا نستطيع التقييم فعلاً أن الفرق الأساسي يكمن في الطبيعة الفيزيولوجية أم في الطبيعة النفسية التي تشكلها بشكل مشترك العوامل البيولوجية والاجتماعية المحيطة على السواء ...

بتبسيط أكثر ... ولأن البعض لا يفكر بالمرأة إلا من خلال الجنس دعوني أطرح مثال بعيد قليلاً ...
الإنسان المعاق جسدياً (إعاقة بسيطة) ، من المعروف أنه يختلف نفسياً عن الإنسان الطبيعي ولو قليلاً ... ولكن هل الاختلاف النفسي ناتج عن الإعاقة البيولوجية مباشرة ، أم أنه نتيجة الاختلاف عن الآخرين المحيطين...؟!

انطلاقاً من هذه النقطة أستطيع القول أن التعدد له وجهان مهمان لا يجوز إغفالهما ...

أولاً - التعدد ذو المنشأ الفيزيولوجي : أي أن الشريك الآخر غير كافي من الناحية الفيزيولوجية المحضة وهذا الأمر يحصل عند الرجال والنساء على السواء ، وربما من المنصف أن نقول أن المشكلة تكبر لدى النساء كون عدد لا بأس به من الرجال غير كافيين من الناحية الفيزيولوجية المحضة لتحقيق حالة الإشباع الجنسي عند المرأة ...!!

ثانياً – التعدد النفسي : أي الحاجة المستمرة لحيازة وتملك الآخرين جسدياً نتيجة دافع أو رغبة دفينة تظهر في الوعي أو تقبع في اللاوعي أحياناً ... ومن الواضح أن هذا الأمر علاقته المباشرة تتصل بالرغبات وبالوعي واللاوعي ... إلخ

من الغباء أن نقول أن المرأة لا تعاني هذا التعدد مثل الرجل لسبب بسيط ... أننا وحتى في المجتمعات الأكثر تقدماً لا زالت المرأة تتأخر عن الرجل بخطوة من الناحية النفسية ولها معاملة خاصة ومختلفة ... لذلك علينا أن لا نجزم بأنها بعيدة عن هذا الموضوع إلا في حالة واحدة إذا حصلنا على مرأة تساوي الرجل فعلياً ... أي مجتمعات إنسانية ذكورية أنثوية على السواء ..!!

إن المرأة إذا استغنينا عن رؤيتها بعين الذكر (الأنانية القاصرة) قد تنحو نحو التعدد كالذكر إذا ما توفرت الظروف الملائمة ...
ويبقى أن نقول أخيراً أن التعدد عند الذكر ليس قاعدة وعند المرأة ليس شذوذ عنها ... القضية برمتها رهن بالظروف الفيزيو- نفسية لكل فرد على حدى

آسف على الإطالة
وشكراً للجميع