تسلمولي شباب أندروبوف وألبير؛
بعد أربعة أيام سأكون في سوريا ورح أكتبلكم بعدها بيوم رداً ههنا أخبركم بأني وصلت بالسلامة وفي أحضان الأهل وربوع الوطن.

ـ هلوسات قبيل الرحيل بقليل ـ

مر علي في هذه الغربة 16 عاماً إلا 189 يوماً، فلقد وصلت إلى فرنسا في يوم الثلاثاء 11 أيلول/سبتمبر 1993
مر إذا تقريباً 188 شهر
أي 5714 يوم دون رؤية أهلي ورؤية الوطن
5714 يوم مر فيها الكثير، حصلت فيها على خمس شهادات علمية منها ماجستير في الرياضيات وآخر في المعلوميات، دخلت فيها لنادي الفكر طالباً واليوم لدي خبرة 8 سنوات عمل كمهندس معلوميات، برمجت وهندست وأدرت مشاريع تقنية.
توفت خلالها والدتي، أحببت وانفصلت وتألمت وعشت مع فتيات وعرفت غيرهن ونسيت بعضهن.
تزوجت خلالها أختي الصغيرة وأتت بصبي صغير "مهضوم" صار عمره 3 سنوات ولم أره بعد إلا في الصورة.
صار عدد أولاد أخوتي وأخواتي يزيد عن 29 ولداً وبنتاً منهم من يعمل الآن ومنهم من صار لديه أولاد ومنهم من هو بالجامعة ومنهم ما زال يحبي ..الخ، ولكني لا أستطيع التعرف على أيٍّ منهم لو رأيته في الشارع.
أبي صار ليس فقط جد بل ابنته الكبرى صارت جدة بدورها.
5714 يوم مر علي وما زلت ذاك الشاب الصغير الذي خرج من بلاده بأحلام الطفولة، فإني ما زلت أحس أني طفل في داخلي لم أكبر رغم بعض الشعرات البيض فأنا طفلٌ كبير لا أعرف كيف أكبر.