هذه المرثيات تعتبر جزء من أدب الطف و هناك بعض الدراسات و البحوث التي تتعمق في دراسة هذه المرثيات من الناحية اللغوية و الأدبية و البلاغية .. و هذا الفن ليس بجديد بل تعود عصوره للإمام جعفر الصادق عليه السلام حفيد الإمام الحسين عليه السلام حيث كان ابوه محمد الباقر و جده علي السجاد حاضرين في معركة كربلاء و أخذوا أسارى للشام . حيث كان يقال أن الأمام الصادق عليه السلام عندما يهل هلال المحرم لا يرى مبتسما و عندما يقترب يوم العاشر من المحرم كان يأتي بمجلسه الشعراء و يقولون الشعر في رثاء الحسين حيث حدث هذا الموقف .
حدثنا أبو العباس القرشي ، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب ، عن محمد بن اسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن ابي هارون المكفوف ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا ابا هارون أنشدني في الحسين ( عليه السلام ) ، قال : فأنشدته ، فبكى ، فقال : انشدني كما تنشدون - يعني بالرقة - قال : فأنشدته :
أُمرر على جدث الحسين وقل لأعظمه الزكيّة
يا أعظما لازلت من وطفاء ساكبة رويّه
ما لذّ عيشُُ بعد رضك بالجياد الأعوجية
قبرُُ تضمّن طيّبا ... آباؤه خير البريّة
آباؤه أهل الرياسة والخلافة والوصيّة
والخير والشيم المهذبة المطيّبة الرضيّة
فإذا مررت بقبره فأطل به وقف المطيّة
وابك المطهّر للمطهّر ة والمطهرة الزكية
كبكاء معولة غدت يوما بواحدها المنية
والعن صدى عمر بن سعد والملمّع بالنقيه
شمر بن جوشن الذي طاحت به نفس شقية
جعلوا ابن بنت نبيهم غرضا كما ترمى الدريّة
لم يدعهم لقتاله إلا الجعالة والعطية
لما دعوه لكي تحكّم فيه أولاد البغية
أولاد أخبث من مشى مرحا وأخبثهم سجيّه
فعصاهم وأبت له نفس معززة أبيّه
والبيض واليلب اليماني والطوال السمهريّة
وهم ألوف وهو في سبعين نفسا هاشمية
فلقوه في خلفٍ لأحمد مقبلين من الثنيّة
مستيقنين بأنّهم سيقوا لأسباب المنية
يا عين فابك ما حييت على ذوي الذمم الوفيّة
لا عذر في ترك البكاء دماً وأنت به حريّة
قال : فبكى ، ثم قال : زدني ، قال : فأنشدته القصيدة الاخرى ، قال : فبكى ، وسمعت البكاء من خلف الستر ، قال : فلما فرغت قال لي : يا أبا هارون من أنشد في الحسين ( عليه السلام ) شعراً فبكى وأبكى عشرا كتبت له الجنة ، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى خمسة كتبت له الجنة ، ومن انشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى واحدا كتبت لهما الجنة ، ومن ذكر الحسين ( عليه السلام ) عنده فخرج من عينه من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله ولم يرض له بدون الجنة.
------ قراءة الأشعار و المرثيات بإسلوب رقيق كان منذ تلك الفترة و تطور للوصول إلى العزاء بالطريقة التي نعرفها حيث أن الفلكلور تدخل في خلق أطوار كثيرة للعزاء .
الأطوار العربية تنقسم أكثرها شهرة ما بين الطور البحراني و الطور العراقي و هناك أطوار أخرى كالطور اللبناني لكن الطورين البحراني و الطور العراقي هما الأكثر شهرة . و هناك بالطبع الأطوار الغير عربية مثل الطور الإيراني و الهندي و الباكستاني .
مثال على طور بحراني في القراءة (على الرغم من أن القارئ عراقي ) و لكن هذه الطريقة إمتاز بها البحارنة و سكان المنطقة الشرقية في السعودية . تمتاز هذه القراءة بأن المستمع يكمل نهاية الأبيات و في بعض الأحيان ترى المستمعين من يقرأون . أبرز شعراء هذا الطور هما ( الملا علي بن فايز الأحسائي و الملا عطية الجمري البحراني )
http://www.youtube.com/watch?v=e_jYzxFC4Uc&feature=related
الطور العراقي يختلف عن الطور البحراني بأنه حزين أكثر و مشاركة المستمع فيه قليلة . و الشعراء العراقيين في هذا الطور كثيرون منهم ( كاظم منظور الكربلائي و عبدالأمير الفتلاوي و غيرهم ) و هذا الفيديو مثال .
http://www.youtube.com/watch?v=T7eYDB_gWVY&feature=related
بالنسبة للرواديد فسأكمل فلي عودة