كنت قد تكلمت عن قضية رسم محمد أيام هوجة الرسوم الكاريكاتيرية وأحب أن أعيد ماكتبته ففى الإعادة إفادة.
الإسلام بتحريمه فنون كالرسم والنحت والموسيقى فهو قد أرتكب جريمة فى حق المسلمين ظهرت نتيجتها جلية فى العصر الذى نعيش فيه وهى إنعدام الإبداع والإبتكار بينهم والمشكلة أنهم لليوم غير مدركين لأبعاد تلك الجريمة وهو مايؤدى بالتأكيد لإستمرار أثرها الكارثى عليهم.


التقنيات الحديثة فى التصوير والمتغلغلة فى كافة أوجه الحياة الهندسية والطبية والفنية وحتى العسكرية والمخابراتية لم تنشأ من فراغ ولكن مرت بمراحل كثيرة تراكمت فيها خلال القرون والألفيات خبرات ومعارف هى التى أدت فى النهاية لما نعيشه اليوم من تقدم علمى فى هذا العصر وإذا أردنا أن نبدأ القصة من أولها وأن نمد خطا على إستقامته بدءا من التليسكوب هابيل والميكرسكوب الإلكترونى والصور الرقمية فسننتهى لامحالة فى كهوف النيندرثال بفرنسا ورسوماتها الشهيرة والتى كانت بمثابة الخطوات الأولى للإنسان فى هذا المضمار.

رسوم النيندرثال تلك تطورت كغيرها من الأشياء لتصبح تلك الرسوم والنقوشات الجميلة على جدران المعابد الفرعونية والأشورية واليونانية وخرجت من تحت عبائتها أيضا تماثيل تلك الحضارات وكلما مر الزمن كلما أكتسب الإنسان خبرات ومعارف أكثر فى هذا المضمار مكنته من تجويد وإتقان هذا الفن وتلك الصناعة حتى وصلنا إلى أعمال مايكل أنجلو الخالدة وهكذا دواليك حتى وصلنا للحظة الراهنة.
الإسلام بتحريمه للرسم والنحت أغلق هذا الباب تماما فى وجه المسلمين وحجر على قدراتهم الإبداعية والفنية والفكرية ولهذا لانجد اليوم أى صور أو تماثيل إسلامية إلا فيما ندر وحتى تلك الصور المتواجدة تشعر أنها من صنع هواة وضئيلة القيمة الفنية كما لو أن من قام برسمها أطفال فى إبتدائى!! وأنحسر الفن الإسلامى كله فى فنين يتيمين هما الخط والزخرفة ومن يتأمل المهارة والتعقيد الذين مورس بهما هذين الفنين لابد أن يتساءل وماذا لو قام نفس هذا الفنان برسم لوحة أو نحت تمثال?

كملاحظة شخصية منى لاأعرف مدى صحتها وهل يجوز تعميمها أم لا وهى أن كل من عرفتهم من ذوى الخط الجميل كانوا أيضا موهوبين فى الرسم والعكس صحيح...... أنا مثلا خطى إبن وسخة زبالة وإختراع الكومبيوتر كان رحمة لأمثالى أما عن الرسم فحدث ولاحرج لدرجة إنى رحت خدت درس خصوصى فى الرسم وأنا فى الإعدادية وهو شئ لم يسمع به من قبل لأن مادة الرسم كانت من ضمن المجموع- بالمناسبة تعبير ملزقها بالتفافة كان هو التعبير المفضل لمدرس الرسم الخصوصى بتاعى لوصف أعمالى الفنية وللتعبير عن مدى قرفه وإشمئزازه منها- وعندما يأس تماما منى قال لى أنت حلك الوحيد إنك لما ترسم شخص أرسمه الأول على شكل عيدان كبريت وبعد كده لف حواليها شخبطة بالقلم الرصاص لتحديد معالم الجسم الخارجية ثم أمسح الشخبطة وأبتدى لون لأخفاء أثار جريمتك وحاول تعمل إطار كبير للصفحة فى الإمتحان حتى تستهلك أكبر مساحة من الورقة بدون أن تلوثها بإفرازاتك الفنية القذرة وأرسم أشخاص كبيرة لإستهلاك أكبر مساحة ممكنة وربنا يستر على من سيوقعه حظه العاثر فى تصحيح ورقتك!! المهم ماعلينا فإستنتاجى الشخصى أن من قام بعمل تلك الزخرفات والخطوط الجميلة كان قادرا -لو توفر له المناخ المناسب- فى أن يأتى بأعمال فنية تضاهى فى روعتها وإتقانها أعمال مايكل أنجلو وغيره من عظماء الفنانين والنتيجة أن بلد كإيطاليا اليوم مثلا تحولت شوارعها وميادينها لمتاحف مفتوحة فى حين أصبحت شوارعنا ومياديننا ومدننا مدنا للملح !!