الزميل ابراهيم

ألف سلامتك أولا .. و ثانيا:

اقتباس:كل دين لنا تحفظات عليه "من هنا للصبح"؛ ولكن هناك الدين كـ "نصوص ولوائح" وهناك الدين بما يحمل من حس عاطفي. أذكر أيام رمضان وكنا نسمع مسلسل "محمد رسول الله" وبصوت ياسمين الخيام. أذكر طريقة إلقاء ياسمين الخيام وهي تقول في الأغنية "ترنيمة داود... وبشارة عيسى... فصلى الله على محمد.. محمدُ رسولُ الله".

لو سألنا ياسمين الخيام عن رأيها في هذا النص أو ذاك لأجابتنا صريحة أنها لا تعرف سوى محمد صلى الله عليه وسلم الذي تصلي وتسلم عليه ويحتل مساحة كبيرة جداً في قلبها.

حيال هذا: هل هناك مطلوب الجدل؟

قبل أن تتخذ ياسمين موقف المدافع عليها أن تجمع بعض المعرفة فهي لا تعرف حسب قولك. وهناك فرق بين عاطفة نائمة و عاطفة أمام مفترق طرق و أمام فريقين متضادين. هل من الممكن أن يبنى موقف على عاطفة و بدون أسس عقلانية؟
و ان كنا نرفض المساس بالمشاعر "فابشر بطول سلامة يا تخلف" فما أكثر رموزنا و حواتنا و مشعوذينا و قادتنا و زعاماتنا و مضللينا. أليس على المثقف أن يرمي الاحجار في البرك الراكدة لتحريكها و الحض على استعمال العقل؟ أما ان كنا نطبطب و نحسس على المشاعر خشية خدشها فاننا نسدي الى كل جلادينا أجل الخدمات بوضع العقول على جنب و الحفاظ على كل عفن عشعش في أدمغتنا ردحا من الزمن.

اقتباس:في الكنيسة الإنجيلية يقولون ترتيلة سمعتها وكثيرا ما رنمتها وفيها يقولون: "الفرس وراكبه قد طرحهما في البحر".

الآن لا تروق لي كلمات كهذه بالمرة وأنا إنسان إنتقائي ولكن من يقول هذه الترتيلة يشعر بنشوة أورجازمية روحانية ويجب احترام ذلك. لا أريد إله يطرح أحد في البحر ولكن يكفي أنه هو "إلهـه".

التركيز هنا ليس على "إله" وإنما بالأحرى قطعاً على "الهاء ضمير الغائب" المتصل بكلمة "إله".

وبس.

هذه مبالغة افلاطونية يا عزيزي فمن يطرحه الهه في البحر علينا أن نوضح له سادية ذلك الاله حتى نحميه منه و من استلابه له فلا يبقى ضحية ذلك الاله السادي طول عمره. و الا ما معنى التركيز على الانسان ان لم نقف مع صالح ذلك الانسان!

اقتباس:أحزنني كثيراً أن أرى ما عليه الزميلة "نضال البال" من حزن. المسيح يقول كلمة جميلة: من يستبب في عثرة إنسان فأهون عليه أن يلف حجر على رأسه بحبل ويرمي نفسه في البحر.

وأنت تسببت في عثرة نضال وعليك ينطبق كلام المسيح في الإنجيل: أهون عليك أن تلف حبل بحجر ضخم حول عنقك من أن تتسبب في عثرة لأخيك/ أختك الإنسان/ الإنسانة.

بعيدا عن الزميلة نضال و كلامي هنا مجرد و بعيد عن الأشخاص فالعثرة هذه موقف نسبي. أنا لا أرى في الموضوع عثرة بل دفعة لكل النساء المتدينات اللاتي يدافعن عمن قنن و شرعن دونيتهن أن يعدن النظر بعين العقل و يفرقن بين ما و من يخدم مصالحن و تطلعاتهن و ما و من يدعو الى استعبادهن. فلو تركت النساء للموروث المتعفن لصوتن غدا لأحزاب و قوى اسلامية لانهن لا يعرفن الا ما تعرفه ياسمين الخيام فقط أو ذلك التاريخ الناصع "المزور" و بالتالي ننتهي حبيسات جدران مطلية بالاسود و مدارس للذكور فقط و نحن الحرث و القوارير و سقط المتاع.
و لا أعتقد أنك تريد لنا و لا لشعوبنا هكذا غد منيل بستين ألف نيلة. الوعي و التنوير رسالتنا و "اجرؤ على استعمال عقلك" على راي كانط ضد الركون الى ما تعفن فيه حفاظا على مشاعر لم تسلم من العفن هي الأخرى.