لماذا نشتكثر على انفسنا بعضا من الفرح.. وننسى ان نسعد انفسنا بأيدينا..
لماذا نبحث عن السعادة في الخارج .. وهي قابعة فينا ومتأصلة ونحن لا نعلم بذلك..
اعلم ان احدا لن يمنحني السعادة التي اريد بقدر ما استطيع انا منحها لنفسي..
كما اعلم تماما ان هؤلاء الذين نحبهم .. والاحداث التي ننتظرها ربما ستسعدنا ولكن هل يتوجب علينا الانتظار وتأجيل الفرح حتى حين؟؟!

ان كنت انت وحتى انا فمن هؤلاء .. رغم انني احاول دوما احتراف فن صناعة السعادة والفرح..
لكن تجمعنا نقاط وحتى ان بدت متفرقات من هنا وهناك.. فنحن هكذا
ألاننا بشر وهذه طبيعتنا ؟
ام
لأننا غير قادرين على امتهان الفرح ونبذ هموم ومنغصات الحياة من حولنا..
ولماذا نؤجل سعادتنا الى اوقات اخرى.. ربما ستأتي يوما وربما لا...

أرى الاب يؤجل فرحته حتى يكبر ابنه .. ويتخر ج ويتزوج..
حينها يقول (لما يكبر ابني وازوجه لاعمل كزا وكزا)..!

وارى الفتاة يغلفها الحزن وتلفها مشاعر الاسى وتؤجل سعادتها التي لن تكتمل الا برجوع حبيب غائب عنها..

وارى الام تؤجل سعادتها حتى تربي اولادها وتزوج بناتها..
وارى العامل يؤجل سعادته حتى يملك المال ويجري في يديه..

ارى الصغير يؤجل سعادته وهو ما زال طفلا ولا يفقه من قانون المنغصات والهموم في الحياة شيئا .اراه يؤجل فرحته وسعادته حتى يبدأ بتلمس الاشياء والتعرف عليها..

والكثير الكثير من الامور المشابهـة..

اذكر احدهم ممن أثر ولا زال في حياتي الشخصية: قال لي يوما:
(عيشي حياتك بكل تجلياتها وتقاسيمها واعطي نفسك حقها.. ولا تؤجلي ما تستطيعين فعله اليوم ليوم آخر حتى فرحك..)!؟

هل انت ممن يؤجلون سعادتهم بانتظار لحظات اخرى تمنحهم هذه السعادة؟

ان كنت لا فأخبرني يا رعاك الله..
كيف امتهنت هذه المهنة واحترفت هذا الفن واستطعت ان تعيش تجليات حياتك واحداثها رغم كل شيء بسعادة وراحة بال..

ليلاء
(بذرة لا زالت تنمـو)...