الاخ فادى :
ان شاء الله ساتجنب الاسئلة التى لا ارى لها داعى الا اذا احببت ان اجيبك على سؤال تراه منطقيا و ضروريا , او يجيبك احد اخواننا من الشيعة فى المنتدى اذا لم اعرف اجابته او قصرت انا فى ذلك .
و لا مانع اخى الفاضل من السؤال و لا يوجد اى حرج طالما السؤال يصدر باسلوبك المؤدب الراقى .

اخى الكريم :
كل الائمة الاحد عشر عليهم السلام قتلوا , و تعرضوا للظلم , و بالرغم من ذلك فقد حاولوا و عملوا جهدهم للحفاظ على الدين و منع المستغلين للدين من السيطرة على الدين و التلاعب به بناء على مصالحهم الخاصة .
و لكن كما اسلفنا فالامر يتعلق ليس فقط بالامام بل بالماموم ايضا و مدى رغبته فى الحفاظ على الدين ,
فعندما تتنكر الناس للامام و تتبع السلطان حفاظا على الدنيا و المصالح , فعند ذلك يكون الامام قد بلغ و ادى واجبه على اكمل وجه بينما التقصير من المكلفين بالاتباع .
مقتل الائمة الاحد عشر يدل على ان الامة فى اغلبها لم تتكاتف حول الائمة المعصومين بل اختارت الناس الدنيا على الدين , مما استوجب حرمان الناس من نعمة ظهور الامام للناس كافة , اذ انه الامام الثانى عشر و الاخير , و حفاظا على الدين صارت غيبته الصغرى ثم تلتها الغيبة الكبرى .
فى هذه الغيبة الكبرى فان الامام عليه السلام يمارس تكليفه الشرعى و يتدخل لاصلاح الامة و اصلاح البشرية دون الظهور , بل يعمل فى غيبته و يستفيد منه الناس كما يستفاد من الشمس حين تختفى خلف السحاب (هذا ليس تعبيرى بل هو تعبير الائمة عليهم السلام فى وصف غيبة الامام المهدى عليه السلام ).
باختصار
الامام الحسن العسكرى عليه السلام , هو الامام الحادى عشر , و لمعرفة السلطان فى العهد العباسى و الناس جميعا بان الائمة اثنا عشر فانهم راقبوا الامام الحسن عليه السلام و حاصروا تحركاته ليعرفوا بمولد ابنه الموعود الثانى عشر , فيتدبروا امره بالقتل او الحبس او اجباره على البيعة و غير ذلك و لكن الامام الحسن عليه السلام اخفى امر ولادة ابنه الموعود و لم يطلع عليه الا اخته و بعض الخواص من اصحابه , كما انه ذبح عقيقة و هى دلالة مولد مولود جديد .
والدة الامام المهدى عليه السلام هى ابنة ملك الروم من سلالة احد الحواريين اشتراها الامام بعد ان اوقعت نفسها بالسبى لتهرب من بلادها و تقابل الامام الحسن العسكرى عليه السلام .
حاول الخليفة ان يعرف اين المولود الموعود و لكن عيونه و رقابته لم تفلح فى الكشف عن المولود و لكنهم استشعروا مولده لفرح الامام عليه السلام و لانه احتفل بمولده و ذبح عقيقة اطعم منها الفقراء و العقيقة اعلان عن مولد الامام الموعود .
امر الخليفة العباسى بقتل الامام الحسن العسكرى عليه السلام بالسم .
و تامر الخليفة مع اخ للامام اسمه جعفر و لكنه كان فاسقا سكيرا لا يقيم للدين وزنا كى يعلن نفسه الامام الثانى عشر بعد الامام الحسن عليه السلام و لذلك سمى جعفر الكذاب.
عندما تم تجهيز الامام الحسن عليه السلام للدفن و وضعوه للصلاة عليه فان جعفر الكذاب تقدم للصلاة و لكن ظهر غلام و جذبه من ثوبه قائلا له بما معناه :تنحى يا عماه , فلا يصلى على الامام الا الامام .
فدب الرعب فى قلب جعفر الكذاب و رجع الى الوراء و انفضح امره .
سارع جعفر الكذاب لاخبار الخليفة العباسى , و حثه على القبض على الغلام الامام المهدى عليه السلام .

روى العلامة المجلسي عن الرواندي في (الخرائج والجرايح) عن رشيق صاحب المادراي قصة محاصرة جند المعتضد العباسي لدار الإمام العسكري، وكبسهم البيت للقبض على الإمام المهدي، فقال: (.. ثم بعثوا عسكراً أكثر فلما دخلوا الدار سمعوا من السرداب قراءة القرآن فاجتمعوا على بابه، وحفظوه حتى لا يصعد، وأميرهم قائم حتى يصل العسكر كلهم، فخرج من السكة التي على باب السرداب ومر عليهم، فلما غاب قال الأمير: انزلوا عليه، فقالوا: أليس هو مر عليك؟

فقال: ما رأيت.

قال: ولم تركتموه؟

قالوا: إنّا حسبنا أنّك تراه)

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار