افلس المليونير اللبناني الشيعي والمقرب من حزب الله وتسبب في ضياع مدخرات الكثير من الناس الذين وضعوا ثقتهم به وهذا تفاصيل الموضوع
توسع التحقيقات مع رجل الاعمال صلاح عز الدين
لا تزال المباحث الجنائية المركزية تُجري تحقيقاتها الأوّلية مع الموقوف صلاح عز الدين، رجل
الأعمال اللبناني وصاحب دار الهادي للنشر، بجرم الإفلاس الاحتيالي، على خلفية شكاوى عدد من
المتمولين العرب لا سيما من الكويت وقطر، الذين سلموا عز الدين اموالاً لاستثمارها في مشاريع
ثقافية واعلامية وتجارية، الا انهم فوجئوا بابلاغهم أن اعماله تدهورت والخسائر باتت فادحة
فضاعت الأموال·
وفي هذا الإطار، وجه هؤلاء شكوكهم نحو عز الدين بأنه ممكن أن يكون استولى احتيالاً على
اموالهم، وباشارة من النيابة العامة التمييزية بوشرت التحقيقات مع عز الدين الذي اوقف منذ أسبوع
مضى· وأفادت المعلومات أن عز الدين، الجنوبي من بلدة معروب، والمقرب من <حزب الله> اوقف
رهن التحقيق للاشتباه بضلوعه في جريمة احتيال بعدما استثمر مئات الملايين من الدولارات نيابة
عن اثرياء شيعة، كما انه يخضع للتحقيق بجرائم الاحتيال وشيكات بمبالغ ضخمة تبين انها من دون
رصيد، خاصة أن متمولين من دولة قطر استثمروا اموالهم معه أيضاً حسب ما ذكرت وكالة رويترز
للأنباء·
وقالت أوساط متابعة للقضية أن قيادات شيعية بارزة تتابع ملف عز الدين بالتفصيل خاصة أن
مدخرات العديد من الجنوبيين أصبحت ضائعة، بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدتها توظيفات أعمال
عز الدين في الداخل والخارج، مما دفع بها إلى الافلاس والانهيار بحسب رأي بعض الاقتصاديين·
وكان آلاف من المودعين لدى رجل الأعمال اللبناني صلاح عزالدين قد اصيبوا بالذهول بعد إعلان
خبر إفلاسه وتردد ان بعضهم أدخل المستشفى اثر معرفته بانتكاسة عزالدين وتبخر «جنى العمر»
بالتالي
ولم يصدر عن أية مرجعية دينية أو حزبية شيعية أي موقف، خاصة وأن عزالدين كان من المقربين
من «حزب الله» من دون أن يكون منتسبا إليه، بينما تعامل مودعون بحذر مع القضية مفضلين
التريث وعدم التصريح في انتظار ما ستؤول إليه الأمور، في ظل عدم معرفة دقيقة بالخسارة
الإجمالية للمواطنين، حيث أشار البعض إلى أن المبلغ لا يتجاوز الخمسمائة مليون دولار، في حين
أن مصادر أخرى أشارت إلى نحو ملياري دولار من الخسائر
و ذكرت جريدة «السفير» أن رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لـ«حزب الله» حسن
نصرالله والمرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله وقيادات ومراجع أخرى يتابعون هذا الملف
تفصيليا، خاصة وأن شريحة كبيرة تضررت، وبعضها بالكاد كان يلملم آثار عدوان حرب تموز، حتى
أن أحد الوزراء الشيعة قال ان ما جرى يوازي في نتائجه، حرب تموز اقتصاديا.
و ذكرت ايضا " السفير " ان عدم وجود أصول مالية أو عقارية لعزالدين قد زاد منسوب القلق لدى
المودعين وبينهم عدد كبير من «الشخصيات الوازنة» في دوائرها الاجتماعية، علما أن صيت الرجل
فاض عن البلد وبلغ بعض بلاد الاغتراب وكذلك بعض دول الخليج
والمعروف عن عزالدين ابن بلدة معروب في منطقة صور صعود نجمه المالي في السنوات العشر
الأخيرة وبأنه من فاعلي الخير وأصحاب الأيادي البيضاء وتقديم المشاريع الخدماتية والإنسانية
وعلى وجه الخصوص في قريته التي ساهم فيها بإنشاء صرح رياضي لكرة القدم وناد حسيني
ومسجد وغيرها من الأعمال. والمودعون كانوا يوقعون عقود مضاربة مع عز الدين أو مع واحدة من
شركاته العديدة، ويتقاسمون الأرباح السنوية لمبالغهم بنسبة 75 بالمئة لهم و25 بالمئة لعز الدين،
كحد اقصى
وتردد أن النسبة الأكبر من المودعين هم من اللبنانيين بينما هـناك فئــة تنتمي إلى جنسيات عربية
مختلفة. ويقـول أحد أبناء صور المودعين لدى عزالدين إن «المودعين اللبنانيين بغالبيتهم من بلدات
يارون والعباسية ومعروب ودير قانون النهر وطورا وغيرها من القــرى وصولا إلى الضاحية الجنوبية
الشاب الذي بدأ التعامل مع عزالدين قبل نحو سنتين يقول إنه لا يستعجل الامور حول ما اذا كان
عزالدين دبر إفلاسا أو إن ما حصل هو إفلاس حقيقي بسبب مضاربات. ويتابع: ان هذا الحدث هو
بمثابة كارثة فعلية. وقال «إن الأرباح التي كنا نتقاضاها كانت تتراوح بين 17 الى 20 بالمئة كل ستة
اشهر وعشرين يوما وان كل الامور كانت تحصل بشكل طبيعي ولم نكن نخال بان
هذه «الامبراطورية» المالية والتجارية سيحل بها ما حل
من جهته وجد (ز. ر) ملاذا آمنا في «تجارته» من دون ان يتكبد مسؤولية التعامل مع الناس وعناء
الخسارة والربح. وظن كغيره من المئات من المتعاملين من ابناء جلدته ان وضع امواله المتواضعة
في مشاريع صلاح عزالدين سيدر عليه ارباحا معقولة بدل وضعها في البنوك وتفادي اموال الفائدات
البنكية المحرمة شرعا. وقبل سنة اندفع (ز. ر) الى وضع اكثر من مئتين وخمسين الف دولار في هذه
التجارة على قاعدة اخذ عشرين بالمئة كل ستة اشهر وعشرين يوما من ارباح اعمال التجارة وهذا ما
حصل خلال المرحلة الاولى الى ان وصل المبلغ الاجمالي 315 الف دولار اميركي. ويقول (ز.ر.)
وهو الذي يعتبر نفسه من المتعاملين الصغار في المنطقة بانه لم يكن يتوقع ان تصل الامور الى ما
وصلت اليه لا سيما وان ثقته وثقة المحيطين كانت كبيرة بعزالدين وامكاناته المادية وتجارته التي
كانت تتوزع بين النفط والحديد واعمال نشر الكتب والمطبوعات وحملة باب السلام للحج والزيارة
يارون
أما بلدة يارون، البلدة التي تعرف بقصورها واهلها الميسورين بعد سنوات الغربة المرة، فقد بدت
وكأنها مصابة بما يقارب الكارثة مع خبر افلاس عزالدين حيث ان ما ظهر حتى الان يشير الى ان
العشرات من ابناء البلدة من المقيمين فيها او المغتربين عنها قد استثمروا قسما كبيرا من جنى العمر
ضمن مؤسسات هذا الرجل الذي لا يعرف عنه حتى اليوم وبرغم ما اصابه الا انه «آدمي»، تشهد له
على ذلك اكثر من 25 عاما في عالم التجارة والاعمال والخير
والحسابات الاولية تشير الى أكثر من 130 مليون دولار لابناء البلدة ضمن الاستثمارات العالمية
لعزالدين، فيما تشير مصادر في البلدة الى وجود رقم أكبر
احد مغتربي البلدة العائدين، يغالب الضحكة على وجهه، مشيرا الى انه ينتظر ما ستؤول اليه
التحقيقات ليبنى على الشيء مقتضاه خاصة وان الشخص اصبح بيد القضاء. الا انه يعتقد بانه لن
يخسر امواله او جميعها على الاقل لانه بحسب ما سمع فان لعزالدين املاكا واصولا كثيرة يمكن ان
تغطي شيئا من الاموال التي ضاعت، واذ يرفض تحديد المبلغ الذي خسره يشير الى انه لم يبق لنا الا
الوقت لنرى ماذا نفعل
الا أن لمحمد (اسم مستعار)، وهو مودع آخر من ابناء البلدة، رأياً آخر، فهو يعتبر ان وراء
الامر «نصبة كبيرة». ويعتبر محمد ان هذه الكارثة اعادت يارون 100 عام الى الوراء بعدما خسر
البعض كل ما يملكه، وفيما يرفض هو ايضا تحديد المبلغ الذي خسره ليعود ويقول بانه 400 الف
دولار، الا انه يؤكد بانه صار «على الحديدة» ولم يبق في جيبه ما يكفيه حتى نهاية شهر رمضان
فكيف بالعيد، فيما يؤكد بان جل ما حصل عليه من ارباح امواله اشترى به سيارة دفع رباعي
ومن الضحايا في يارون الحاجة زينب نعومة (60 عاما) التي تبــيع القمح المزروع في ارضها كما
خبز الــصاج منـذ اعوام طويلة. نعومة حملت تحويشة العمر الطويل التي بلغت خمســين الف
دولار «في ذلك المكتب الذي يتكلم عنه اهل الضيــعة وتــوجهتُ الى مكتب لعز الدين في صور
واودعته المبلغ لأكتشف بعد يومين ان صاحب الشركة مفلس وقد القي القبض عليه
http://www.echobeirut.com/news.php?action=show&id=2952
أمل ان الزملاء اللبنانيين في النادي لم يقعوا ضحية في هذا الافلاس
ملف إفلاس عز الدين مرشح «لمفاجآت ثقيلة»
المبلغ يناهز المليار دولار ورجل الأعمال قدم مستندات بمصانع حديد يملكها في أوروبا وتجارة نفط بإيران
بيروت: علي زين الدين ويوسف دياب
ملف افلاس رجل الاعمال اللبناني صلاح عز الدين مرشح لمفاجآت، قد يكون بعضها من العيار الثقيل، لا سيما بعدما اتفقت معلومات من مصادر متعددة على أن اجمالي المبالغ يصل الى المليار دولار، وهي عبارة عن ودائع من أحجام مختلفة عائدة لاشخاص عاديين ورجال اعمال ونافذين حزبيين وسياسيين.
هذه الخلاصة، تقاطع تأكيدها عبر مصادر مصرفية وقضائية، فيما كانت "الصدمة" تتصاعد تباعاً في مناطق وأوساط محددة في لبنان، لا سيما الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع حيث تشكلت "الشرائح المودعة" لدى عز الدين، كما ترددت معلومات عن "صدمة مماثلة في أوساط رجال اعمال دولة خليجية. وفي معلومات خاصة لـ "الشرق الاوسط"، ان البنك المركزي ولجنة الرقابة على المصارف شرفا مبكراً على تنفيذ خطة وقائية سريعة هدفت الى حصر أي ملف استثماري أو ائتماني له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالحركة التجارية والاستثمارية لرجل الاعمال. وتبين ان الاثر محدود جداً في الجهاز المصرفي المحلي، وهي مغطاة ائتمانياً، فيما ستتم تغطية أي ملف بمخصصات موازية من باب الاستدارة في التحوط.
وأكدت مصادر مصرفية نافذة انه "في ظل الرقابة المشددة للجهاز المصرفي ذاتياً من خلال البنك المركزي ولجنة الرقابة، يصعب على أي بنك تكوين ملف ائتماني لأي كان دون وجود ضمانات أو موجودات كافية لتغطية التمويل أو الائتمان المطلوب، وهذا ما يقلص امكانية حدوث ارتدادات مصرفية داخلية لقضية عز الدين. أما الودائع، في حال وجودها، فإنها تخضع للتجميد الفوري ويتم ابلاغ البنك المركزي المخول بالتعامل المباشر مع القضاء في مثل هذه الملفات".
وكانت قضية إفلاس عز الدين حظيت باهتمام الاجهزة القضائية والأمنية في لبنان، في ظل الحجم الهائل لخسائره المالية، وما يلحقه من أضرار فادحة بمئات المودعين لديه الذين استفاقوا على هول صدمة فقدانهم جنى العمر الذي يقدر بمئات ملايين الدولارات، وكيف أن تلك الهالة المالية العملاقة التي يمثلها عز الدين انهارت بين ليلة وضحاها.
وكشفت مصادر قضائية معنية بالتحقيق في هذا الملف لـ "الشرق الاوسط" أن عز الدين هو من سلّم نفسه الى القضاء طوعاً وأعلن أنه أصيب بنكسة مالية كبرى أدت الى افلاسه، وأنه لم يعد قادراً على تسديد حقوق مئات المتمولين الذين أودعوه جنى أعمارهم بسبب الخسائر التي مني بها إما بسبب الازمة المالية العالمية وأما لخسارته التجارية في الحديد والنفط، بسبب الهبوط الحاد والمفاجئ لأسعار المادتين عالمياً. وهذا ما أدى الى اهتزاز وضعه المالي، وتوقف مصانع الحديد التي يملكها في أوروبا عن العمل. وأشارت المصادر الى ان هذا الواقع دفع بعز الدين "الى اغراء متمولين بإيداع أموالهم لديه على أن يعطيهم عائد أرباح ما بين ثلاثين وأربعين في المئة، الأمر الذي أغرى المتمولين بحجم الأرباح أولاً ولسمعة الحاج صلاح الطيبة ثانياً وهو المعروف بقربه من "حزب الله" وعلاقته الوطيدة مع قياداته ثانياً". ولفتت مصادر التحقيق الى ان عز الدين "أخذ الأموال من المودعين وراح يسدد بها بعضاً من خسائره والاعتمادات المترتبة في ذمته، لكن هذه الخسائر تفاقمت، وعندما بدأ أصحاب الأموال المودعة يطالبونه بأرباح أموالهم أدرك عجزه عن الوفاء بالتزاماته وتسديد الارباح الموعودة التي ذهبت رساميلها، فسارع الى تسليم نفسه للقضاء لاثبات أن إفلاسه قسري وليس إفلاساً احتيالياً، وقد قدم مستندات بما لديه من أشغال في الخارج من معامل الحديد في اوروبا وتجارة نفط في ايران وغيرها".
في هذا الوقت، بدأت تتكشف يوماً بعد يوم الكارثة التي لحقت بمئات المودعين لديه وتردد أنهم من أغنياء الطائفة الشيعية من أبناء الجنوب اللبناني والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية الذين آثروا استثمار أموالهم في التجارة، ومع شخص متدين ومعروف بصدقه وأمانته مثل الحاج صلاح عز الدين كما يسمونه، وهو صاحب "دار الهادي للطباعة والنشر" وصاحب "حملة باب السلام للحاج والعمرة" اللتين تقعان في مبنى فخم في جادة السيد هادي نصر الله في الضاحية الجنوبية. وبحسب المعلومات الأولية، فإن خسائر المودعين بلغت مئات ملايين الدولارات، وبعض التقديرات ترجح أنها أكثر من مليار دولار، وتؤكد أن بين هؤلاء المودعين متمولين قطريين. وتردد أن أحد القطريين له في ذمة عز الدين 180 مليون دولار، وأن المودعين بدأوا بتكليف محامين تمهيداً لاقامة دعاوى على عز الدين لحفظ حقوقهم. في وقت أكد مصدر قضائي رفيع أنه من المبكر معرفة حجم الخسائر المالية لهذا الرجل لأن الأمر سيستغرق وقتاً ليس بقصير
http://www.aawsat.com/details.asp?section=6&article=534380&issueno=11237