مرحباً للجميع :

زميلتنا هاله :

اقتباس:بعيدا عن الفن فاننا نرى دكتورات و مهندسات و نساء حصلن على تعليم عالي الا أنهن مستلبات بالثقافة السائدة و بلا أدنى وعي بمسألة عبوديتهن فتراهن يعملن و بكل ضمير و تفاني على اعادة انتاجها من خلال التدين و الدعوات دينية و ما شاكل. أي احتضان و ضمان استمرارية ايديولوجيا أنكرت عليهن انسانيتهن و أردفتهن ألى مرتبة أدنى تكاد تقترب من مرتبة الحيوان!

تماماً ...

اقتباس:نموذجان أخريان مختلفان حيث الوعي المتقدم الا أنهما كمن جاء ليكحلها فعماها. الأول هو بنت نوال السعداوي (لا أذكر اسمها) التي طالبت بأن ينسب المولود الى أمه! و كأنما هذه القضية هي مفتاح سحري سيقلب وضع المرأة المصرية لتصبح فالنتينا تيريشكوفا (أول رائدة فضاء) بين يوم و ليلة. لم ترى تلك المرأة أن تحرر المرأة مرهون بتحرر مجتمع و تطور عقلية جماعية و الأوضاع في مصر تسير في عالم لا علاقة له بذلك بل الى الأسوأ على كل الصعد من اقتصاد و سياسة بما في ذلك المد الأصولي و تردي وعي المرأة نفسها.

النموذج الثاني المضحك المبكي هو "الشيوعي" العراقية نادية محمود فمنذ سنوات و بعد وقف الحرب في العراق و الشروع في ترتيب الوضع السياسي خرجت تنادي بالمساواة الجنسية!! بلد تحت احتلال و على شفا حرب أهلية طائفية و فريسة سعار ارهابي و شعب يفكر بمنطق العشيرة و الطائفة وووو و فهل تلك المسألة هي ما يتصدر قائمة الأولويات؟!

تموذجان صحيحان يعبران عن إشكالية الزمان والمكان للفكرة ...

اقتباس:حقيقة حديث ذو شجون و أتوقف حتى لا أشطح

لا بأس ...


صديقي عاشق :

اقتباس:هل يمكن ان نلومها على عدم تخلصها من عبوديتها لانوثتها , واللتى وان حاولت التخلص منها جاءها شهريا ما ذكرها دائما بأنها انثى , او تذكرتها كلما حملت ووضعت وارضعت ؟

قضية الحمل والولادة لها مفاعيل بأثر رجعي في الوعي الذكوري لا تقل عن مفاعيلها في الوعي الأنثوي وسوف أعرج على هذه الفكرة إن تسنى لي الوقت .

أما قضية العبودية للجسد فأنت تخلط بين عبوديتين إن صحت تسمية العبودية ...
العبودية نحو الجسد هذه عبودية بحكم فعل الطبيعة وقوانينها ...
العبودية تجاه المجتمع والآخرين ،عبودية بحكم الفعل الإنساني الإرادي أو القهري ...

وعلى كل حال كلمة عبودية بالمعنى الاصطلاحي الدقيق غير صحيحة لأننا نفترض أن الجسم يحوي روحاً ووضعها الطبيعي الانعتاق من هذا الجسد، بينما الغير قد يعتقد أن لا وجود للإنسان بغير جسده وبالتالي هذه الحاجات ضرورية للبقاء وليست أغلال ...
نستطيع استخدام مصطلح العبودية في تعبير رمزي لا أكثر من ناحية الحاجات الطبيعية ...

اقتباس:حاولت هضم تلك الجمله وفهمها الا انى لم استطع ( لكنها لن تتخلص من عبوديتها تجاه نفسها وإرثها (الأنثوي المذكر) الثقيل عبر التاريخ الكامن في اللاوعي ) .

المقصود بالإرث (الأنثوي المذكر) هو إرث المرأة النفسي المتشكل في المجتمع الذكوري ..
انظر مثال الزميلة هاله عن النساء المتعلمات وإعادة إنتاجهن لتقاليد تكرس عبودية المرأة ....

عادةً ما أتجنب ذكر مصطلحاتي الخاصة في النقاش كونها تخلق بلبلة لدى الآخرين ... وتكلفني عناء شرح طويل ، لكن ماذا تفعلون يجب أن تحتملوني ...

اقتباس:عندما اطالع اطفالى وهم يلعبون اجد ان طفلى الذكر يهتم بالكمبيوتر والعابه مثل الجاتا وحروب العصابات , ويهتم بلعبه كره القدم ويمارسها مع اقرانه , فى حين اجد طفلتى تهتم بالعاب البنات من عرائس وخلافه , ومعندهاش مانع ان تقف امام التلفاز وهو يعرض احدى الاغنيات وتتحزم وترقص Bigsmile , فكيف السبيل الى تخلصها من تلك العبوديه وما الداعى لذلك اذا تخلصت من عبودتيتها امام الذكر والدين والسلطه ... الخ ؟؟

عزيزي عاشق مشكلتك كمشكلة أي إنسان تقليدي ... وهي أن نظرتك تقليدية (مؤرثة) لموضوع المساواة الإنساني (الذكر - الأنثى) ...
نحن لا نحاول قلب الأدوار بين الذكر والأنثى أو مخالفة الطبيعة ... ولكن هناك أدوار فرضها الإنسان ونظرة معينة على ما هو أنثوي وذكوري أو بمصطلح أوضح (رجولي - نسائي ) لا يد للطبيعة فيها ... من مثل عبودية المرأة لوهم القوة الذكوري ... وعبودية الرجل لوهم الضعف الأنثوي والحقيقة في العمق خلاف ذلك ...

وبالنسبة للمثال الذي ضربته حول أطفالك ( يتربوا بدلالك ) هو مثال خاطئ ، لأنه لو لاحظت أن ابنك تحزم وأراد الرقص على الطريقة الأنثوية أنت وأمه ستمنعانه وكذلك لو بدر فعل ذكوري من طفلتك سوف تستهجنان فعلها وبالتالي تُكتسب العادت الذكورية والأنثوية (في مرحلة معينة وحالات معينة ) من خلال التربية والمجتمع والبيئة وليس نتيجة فيزيولوجية معينة .
إن تأثيرات الاختلافات الفيزيولوجية تظهر في تصرفات أخرى عند الإنسان تتصل بعقده في الوعي واللا وعي (عقدة أوديب مثلاً ) ورؤيته لجسده ومشاكله ، وهي موضع درس دقيق وبحث حثيث بالنسبة لعلماء النفس - البيولوجي .

اقتباس:فما ترينه عبوديه اراه التزام اخلاقى

الالتزام الأخلاقي لا قيمة له إذا لم يكن التزام واعي وناتج عن حرية اختيار ، وممكن نسفه من أساسه عند أول تجربة حقيقية ...
كثيرين من البشر الذين يعتقدون أنهم جربوا لم يتعرضوا لتجربة واحدة حقيقية ، وبالتالي لا نستطيع أن نثق بأحكامهم الأخلاقية ... وحتى لا تخلط معنى الحرية الحقيقية سأعطيك مثال بسيط :
إن الفرد المكبوت في مجتمعه إذا أخذته إلى مجتمع حر فأنت أعطيته حرية جزئية خارجية .. ولكن الحرية الحقيقية أن يكون متحرراً داخلياً من الأغلال النفسية وهذا لا يتم إلا أن يكون قد نشأ في مجتمع حر أو انتقل إلى مجتمع حر وتأقلم معه بشكل حقيقي (وهذا الأمر نادر بعض الشيء) .


وللحديث معكم بقية ...