(09-04-2009, 11:43 AM)بنى آدم كتب: موضوع جميل يا طريف ومعذرة يا شيخ صفى فالآية التى سقتها لنا بها كثير من الإشكاليات :
اقتباس:{ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ(9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ(10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(12) } فصلت
والنص لا يتحمل ما فسرته لنا من تفسير فالسماء ( فى العقلية القرآنية ) هى سقف واحد متين ليس به شقوق ولا فتحات كما ورد فى سورة تبارك ( الذى خلق سبع سموات طباقا ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور )
تحياتي زميلي العزيز بني لآدم
لا أدر ما هي الاشكاليات الكثيرة التي وجدتها في هذا النص , أما قولك بان السماء (في العقلية القرانية) هي سقف واحد متين فلا ينف بانها سموات متعددة ايضا لأن هذا ما نص عليه القران نفسه في اية تبارك التي استشهدت بها ( الذي خلق سبع سموات) و آيات سورة فصلت تشرح لك بالعربي البسيط الفصيح ان السموات السبع ( في آية تبارك) هي نفسها السماء السقف المحفوظ ( ثم استوى الى السماء .. فقضاهن سبع سموات).
الأمر بغاية البساطة و الوضوح لو رجعت الى اي معجم لغوي لتعرف بأن كلمة (سماء) لها عدة معان في العربية ابتداء من سقف البيت مرورا بالسحاب و انتهاء بالفضاء الكوني . لهذا فالقران الكريم عندما يقول ( وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ) يبين لك بانه يقصد السحاب( حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ ) و لكن عندما يقصد بالسماء بُعدا كونيا آخرا و لا يقصد بها السحاب يقول( قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَسُولاً).
اذن فالمنطق البسيط يا زميلنا العزيز يقول لك بان النص القراني يفرق بين ( سماء) و ( سماء) و ايضا يستخدم تعابير مختلفة في كل صياغة لا تفوت على المدقق الحصيف فمثلا يقول لك:
(تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى) و لا يغيب على اي قارئ حصيف بان هذه السموات العُلا ليست نفس السموات المقصودة في اية التوبة( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) فالاشهر الحرم الاربعة من مجموع الاثني عشر شهراو المشركون و المتقون كلها أحداث ارضية بحتة , لا يخلطها النص القراني بالسماوات العُلا.
اقتباس:السموات فيها المصابيح ويقصد بها ( النجوم ) والنجوم ليست رجوما للشياطين وليست هى التى تتحرك ليلا بل ما يتحرك ليلا هو الشهب وهى لا تشبة النجوم فى شىء سوى فى اللمعان ليلا
لم يقل القران في اي ايات من آياته بأن النجوم في السموات , بل قال زينا السماء دنيا بمصابيح و في اية اخرى بزينة الكواكب , لأن هناك فرق بين كلمة كوكب ( جسم ذاتي الانارة) و بين كلمة نجم ( اي جسم يظهر و يختفي ليلا بغض النظر عن كونه كوكبا ( شمسا) star أو سيارا planet ) هذه واحدة اما الثانية فانك تعبر عن فكر لم يرد في القران بهذا التصور الذي تقوله. و لاثبت لك كلامي ساضع لك ايات القرانية لتدقق فيها:
(إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ) (الصافات:6)
(وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ) (الملك:5)
و تزيين السماء الدنيا لا يعني بان هذه الكواكب stars موجودة داخلها و لكن الزينة هي رؤيتها متلألئة و منيرة و هذه حقيقة بانك خارج سماء الارض سترى الاجرام السماوية بصورة قاتمة و الظلام يلف الفضاء خارج الارض و الفضل في رؤية هذه الاجرام بهذا الضياء هو ظاهرة انعكاس الضوء و انكساره التي تحدث داخل غلاف الارض الجوي .
أما رجم الشياطين بالشهب فلكي نفهمه يجب علينا اولا ان نصحح فهمنا لما هو الشهاب في اللغة العربية. الشهاب هو النار او النور اي الضوء :
(إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) (النمل:7)
( فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) (القصص:29)
و الذين فهموا بان الشُهب هي الصخور التي تدخل الغلاف الارضي فتحترق بفضل احتكاكها بالهواء لم يستصحبوا معهم النص القراني و لا فهم العرب الاوائل للغتهم.
الشهاب الذي يرجم الشياطين هو ضوء منبعث من الكوكب ( المصباح /star) و ليس كامل الكوكب.
و لا اظن ان عندك مشكلة في فهم ان النار او الاشعاع المنبعث من الشموس / الكواكب يمكن ان يقتل.
اقتباس:الحقيقة يا شيخ صفى هى أنه لا وجود لشىء اسمه ( سماء ) أو ( سموات ) سوى فى الأفكار القديمة ولكن الواقع العلمى يقول ان هناك ( فراغ ) وأن السماء الدنيا ليس بها زينة ( نجوم ) بل النجوم بعيدة جدا جدا جدا
بل الحقيقة يا زميل انك لم تعر النص القراني ما يستحقه منك من تدبر و استسلمت لشرح مفسر قديم لم يكن لديه العلم الكوني الكاف لفهم الايات. أما الفراغ الذي تظنه فكلمة لا معنى لها في فيزياء الفضاء, و السماء الدنيا ما هي الا الطبقة الدنيا من الطباق التي تغلف الارض( أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً).