اقتباس:اذا تخلصت المرأه من عبوديتها تجاه الذكر , وعبوديتها امام الدين والسلطه , فهل يمكن ان نلومها على عدم تخلصها من عبوديتها لانوثتها , واللتى وان حاولت التخلص منها جاءها شهريا ما ذكرها دائما بأنها انثى , او تذكرتها كلما حملت ووضعت وارضعت ؟

التخلص من "الأنوثة" و سماتها البيولوجية غير مطروح أصلا و لا حتى في أجندة النسوية الراديكالية الغربية التي تدعو الى "عالم بدون رجال". فمجرد التفكير بالتخلص هو بصمة و اقرار للرجل بأن المرأة كائن معاق جسديا أو من مرتبة أدنى و لا بد له من التخلص من "عار" أو "اعاقة" disability الأنوثة ان أراد المساواة .. و هذه أكبر طعنة على الاطلاق ممكن أن توجه الى المرأة و قضيتها العادلة.

أما بالنسبة لابنتك فكما تفضل الزميل هولي مان فاهتماماتها تختلف عن اهتمامات أخيها اختلافا مكتسبا من المحيط الاجتماعي و ليست شرطا ملازما لأنوثتها. قالت الحاجة سيمون دي بوفوار أن الانسان لا يولد امرأة و لكن المجتمع هو من يجعله كذلك. أو حاجة بهذا المعنى. ابنتي المراهقة مثلا دودة كتب و تعرف سارتر ربما بقدر ما تعرفه سيمون دي بوفوار و تتحدث و تكتب عن السياسة الخارجية الامريكية كما لو كانت تشومسكي junior.

أما عدم تحرر المرأة من ارثها الذكوري لأعطيك مثلا. هناك كاتبتان شهيرتان في الكويت و أحد معالم الحركة الثقافية .. هل تصدق أن الاثنتين تزوجتا رجالا متزوجين!!!! يعني لا العلم و لا الوعي استطاعا استئصال و كنس الثقافة الذكورية المتأصلة في الوعي و اللاوعي. تعدد الزوجات ارث ذكوري مارسنه ضد المرأة و ضد أنفسهن و ضد قضيتهن .. ان كانت بقيت لهن قضايا بعد العملة السودا تلك!
و جري المرأة لتقليد الرجل مثلا هو تأثر بالارث الذكوري الذي يرى الرجل هو النموذج الأوحد و المتقدم و ال"كامل الأوصاف" دون أن تلتفت المرأة جيدا الى قدراتها و خياراتها و انه بامكانها أن تؤسس لحياة و سلوك و طريق مستقل عن ظل الرجل و الوسواس القهري به. على المرأة أن تنتصر و تناضل من أجل قضاياها المترتبة على أنوثتها مثل مثلا الحق في break لارضاع وليدها أو اجازة لتبقى الى جانبه الى أن يشتد عوده و هي مسألة ينظر اليها و لما يشبهها كثير من الرجال كموضوع نكته متناسين أن المرأة التي تربي الطفل تساهم في تشكيل مستقبل المجتمع. أن يلحق بكل مؤسسة حضانة و مطاعم بأسعار رمزية يزيح عن كاهل المرأة العاملة بعضا من الارهاق الجسدي فهي بعد أن دخلت سوق العمل باتت تقوم بعدة أدوار من زوجة و أم و ربة بيت و عاملة و هذه أدوار جدا مرهقة و متعبة جسديا و عصبيا. و بدلا من أن يقف الرجل الى جانب المرأة في مطالبها من أجل صالح الأسرة راح المسلمون يدعون الى عودة المرأة الى البيت و انعموا عن الصعوبات الاقتصادية التي تواجه الاثنين معا رجلا و امرأة أو زوجا و زوجة و بدلا من أن يوجهوا سهامهم نحو الاصلاح القانوني و تطويره وجههوها الى المرأة. أما حين أحبوا أن يعملوا فيها حداثيين فأفتوا بارضاع الكبير