{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 3 صوت - 2.33 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
النزع الأخير- نقد مآلات الخطاب المدني
العاقل غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 753
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #1
النزع الأخير- نقد مآلات الخطاب المدني
النَزْعُ الأَخيِر










الإهداء

إلى روح محمد بن عبد الوهاب
من انتشلنا من عمق الخُرافة إلى أُسّ العقلانية

مدخل:




1- حراك فكري:


لو كتب أحدنا عبارة "مآلات الخطاب المدني" (هكذا مع علامتي تنصيص) في محرك البحث "جوجل" لوجد أكثر من 13 ألف نتيجة. قد يبدو لمن لا يعرف شيئا عن دلالة هذه العبارة أن هذا الرقم ، رقم عادي. لكن بمجرد أن يتعرف على أن هذه العبارة : عنوان لمبحث قدمه المحامي إبراهيم السكران ، بخصوص شأن يكاد يكون محليا قبل مدة لا تكاد تتجاوز الشهر، فهنا سترتفع حواجب الدهشة. وهي سترتفع إن كانت على معرفة بالكساد الثقافي وبطء التلاقح الفكري الذي نعاني منه على المستوى المحلي.

وبجولة سريعة على المواقع التي يقترحها لنا "جوجل" ، نجد أنها تتوزع بين منتديات سعودية (إسلامية ومناطقية وتعارفية وأدبية و"تحررية") وغير سعودية (خليجية على الغالب) ، ومواقع إخبارية ومجلات إلكترونية (إسلامية حصرية أو فكرية عامة) ومكتبات سلفية او مناوئة للليبرالية.

وبجولة أخرى، متانية هذه المرة ، نجد أن هذه الدراسة – المطروحة ابتداءً في مجلة العصر – تلقت مجموعة من الردود من قبل كتاب قريبين جدا من طيف كاتب الدراسة وآخرين بعيدين عنه ، مما استدعى الكاتب إلى الاجابة على هذه الردود وتدعيمها بمناقشة بعض "الاشكاليات".

الجميل في الأمر ، أن الكاتب اختار طرح هذه الدراسة "إلكترونيا" مما جنبها الكثير من تعسف القراءة والاختزال وإطلاق الاحكام الناجزة -وإن كان القليل الذي نالها ليس هينا، لتتلقى ذلك الردّ الودي الموضوعي من قبل الأستاذ نواف القديمي وفي نفس المجلة التي استوعبت بحث السكران.

وبعيدا عن الاجواء الالكترونية ، قام الكثير من الشباب بطباعة البحث وتناقله وتوزيعه فيما بينهم ، هنا في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ، حيث أكتب هذه الكلمات. وحظي البحث – على حدّ علمي - بالكثير من جلسات المناقشة في أماكن متفرقة اخرى ، كالقصيم والرياض وغيرها.

نحن إذن أمام ظاهرة حراك ثقافي عامة ، يعود الفضل في تحريكها وتوجيهها هذه الوجهة إلى ابراهيم السكران - من سنقوم بنقده في هذا المبحث. ولكن قبل أن نشرع في هذا النقد لا بد أن نجيب على ثلاثة أسئلة أساسية :
من هو ابراهيم السكران ؟
وهل من فضيلة في الرد تحت اسم مستعار في منتدى فضائي ؟
ولماذا هذا المبحث ؟

2-المثقف المتفرد:

"أحب أفلاطون ، لكن أحب الحقّ أكثر"
أرسطو


أصعب أنواع النقد، أن يكون الناقد مُعجب بمنقوده. ولكن العزاء من تكبد هذه الصعوبة : تحوّل هذا الاعجاب إلى محرّض لتحري العدل والموضوعية في النقد.

يكاد ابراهيم السكران - المحامي المتخرج من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود والحائز على درجة الماجستير من المعهد العالي للقضاء- مثال "المثقف المتفرد" من حيث مسيرته الثقافية القصيرة نسبيا.

ويكاد ، كذلك ، يكون أقدم ظهور علني للسكران في توقيعه لبيان العلماء المسلمين المبين لخطر التهديدات الامريكية للعراق في أواخر العام 2002م.(1) والتوقيع مع مجموعة كبيرة من العلماء – حوالي 209 – لا يبين لنا طبيعة التوجه الفكري لابراهيم السكران ، وإنما فقط يعطينا مؤشر لطبيعة الانتماء المتمركز حول قضايا المسلمين بابعادها العالمية.

بعدها بعام واحد ، في أواخر العام 2003، كان أول ظهور "فكري مستقل" له عبر الورقة التي قدمها مع المحامي عبد العزيز القاسم – الذي كان معاونا له في البحث – في الحوار الوطني الثاني المقام في مكة المكرمة بعنوان "المقررات الدراسية الدينية ... أين الخلل؟". في هذه الورقة ، قام السكران بعملية مسح لمناهج العلوم الشرعية في المرحلة المتوسطة والثانوية لمناهج البنين. وبناء على عملية المسح هذه قسّم الورقة إلى سبعة أقسام(2) : قسم يتناول الرؤية والمنهج المستخدم في تقويم المقررات، والقسم الثاني يبحث في ما تقوله المقررات عن الموقف من المخالف وتارجحه ما بين العدل والتعبئة ، أما القسم الثالث فيبحث في الموقف من الواقع الذي تقرره هذه المناهج، ويدور القسم الرابع حول الموقف من التدين ، ويتركز القسم الخامس منها حول الحضارة وموقف المقررات منها ، ويحتل المنهج العلمي القسم السادس لتاتي الخاتمة والتوصيات في القسم السابع. وكانت التوصية الرئيسية هي " إعادة نظر جذرية في طريقة اعداد المقررات"(3).

هذه الورقة احدثت ثلاث ردات فعل متباينة ، فالتيار السلفي رفض محتوى الورقة وتوصياتها كما يتبين من ردود بعض المشايخ – كالشيخ اليحيى والشيخ الغصن وغيرهم- وتم خلع مسميات "العصراني" و"العقلاني" على السكران. بالمقابل قامت التيارات التحديثية بتبني هذه الورقات واستخدامها كوثيقة ادانة ضد التيارات الاسلامية كما يتجلى في سلسلة المقالات التي كتبت من قبل مشاري الذايدي وغيره. ومن خارج المملكة ، وفي أمريكا تحديدا ، نشرت دراسة قام بها أمريكي تتمحور حول المناهج الدينية وأثرها في تكوين الإرهاب اعتمدت كثيرا على ورقة السكران والقاسم.

بعد هذه الورقة، وفي يوم 28 اكتوبر من 2004، كتب مشاري الذايدي تحقيقا صحفيا في جريدة الشرق الاوسط عن الشيخ "محمد سرور" و "السرورية"(4). وكان من ضمن مصادر هذا التحقيق الصحفي : ابراهيم السكران باعتباره صاحب تجربة خاصة مع السرورية ، وباعتباره باحثا سعوديا ، وقد تحدث عن "الفكر السروري" باعتباره فكرا مهيمنا على مجمل الخطاب الديني السعودي.

يأتي العام 2005 ، وفي غمرة انهماك المجتمع السعودي في الأسهم وتداولها، يخرج علينا ابراهيم السكران بكتاب معنون بـ "الاسهم المختلطة" منشور من قبل "وهج الحياة للإعلام" التي يديرها نواف القديمي. في هذا البحث يشن السكران هجوما على الكليات الشرعية (5) وضعف برامجها التعليمية مما يؤثر على مخرجاتها ، وطالب بعزل "فقه المعاملات المالية" عن شجرة الفقه، كما استقلت الفرايض وغيرها من الفروع، وذلك بسبب التطور الهائل والمعقد لواقع المعاملات المالية والاقتصادية. وبعد المقدمة ، انتقل في الفصل الأول لنقد نظرية "الأسهم النقيّة" موجها نقدا جذريا لآلية الحكم بالنقاء وموضوعه ، معتبرا ان اعتماد التقرير الربع السنوي المُعلن من قبل الشركات لا يكفي للحكم على الشركة بالنقاء ، وبالتالي خلص إلى أنه لا توجد شركة "نقية" وأن كافة الشركات مختلطة. وفي الفصل الثاني يفصل في حكم الأسهم المختلطة ، ثم يليه خاتمة تلخص أهم النقاط.

وردا على مقالة لفارس بن حزام في جريدة الرياض ربط بين "المخيمات الصيفية والطلابية" ونشوء العنف والارهاب، كتب ابراهيم السكران ردا عليه نشرته جريدة الرياض في الـ 20 من مارس 2006 عنونه بـ " النشاط الطلابي أحد خصوم العنف لا مصدره". وفي نفس السنة في 21 من ابريل 2006 استضافته قناة الإخبارية في احد برامجها دار فيه الحديث حول الإصلاح ، وفيه وجه السكران نقدا حادا للغلو والتطرف التي تكتسيهما منتديات الساحات، مما أثار رواد هذه المنتديات لتسارع بالرد عليه.

ومع هذا الصيف طالعنا ببحثه "مآلات الخطاب المدني" وهو البحث محلّ النقد ، الذي قلب كثيرا من الموازين . فقامت المواقع السلفية التي كانت تحرض عليه وتتهمه بالعصرانية ، بتبني البحث، فتجده موجودا في "صيد الفوائد " و "ليبرالي" و "ملتقى اهل الحديث" بل إن الساحات احتفى بالسكران وكاد ان يخلع عليه لقب "ابن تيمية الجديد"، وفتح عبد العزيز بن قاسم مقالة للاحتفاء بهذا البحث. وأما الردود فقد جاءت من القريبين جدا، من رفيق دربه "نواف القديمي" الذي ردّ عليه ببحث بعنوان "حكاية المدنية الموبوءة"، فقام السكران بالتعقيب عليه في مجلة العصر. وبعدها ، أصدر السكران تعقيبه الآخر المعنون بـ "إشكالات مثارة"، لتوضيح بعض الإشكالات التي اثيرت حول "المآلات".

هذا العرض ، الذي لا نجزم بأنه شامل، يبرز امامنا ثلاث خصائص أساسية تعتبر القواسم المشتركة لكل خطاب السكران: الخاصية الأولى : الاستقلالية ، وأبسط طريقة لمعرفة استقلالية المثقف في هذه الأصقاع هو في التأكد من اتهام كافة الأطياف له بانه من الأطياف الأخرى. الخاصية الثانية : العلميّة ، فطرح السكران طرح ممنهج ينطلق من اسس علمية واضحة تسعى بشكل أساسي إلى الوصول لإدراك مقارب للحقيقة عبر استفراغ الوسع وبذل المجهود دون الإنشغال بهموم تأكيدية لخلفيات فكرية مسبقة. الخاصية الثالثة : الضرب على الوتر الحساس ، ففي التعريف الفرنسي للمثقف نجد أنه "المعبر عن ضمير الأمة"، بمعنى انه ذاك الشخص الذي يسعى لإيجاد حلول عملية واقعية للمشاكل الآنية التي تواجه مجتمعه بكل امانة ومصداقية.







هامش:
(1) http://www.arabiyat.com/magazine/pub...nter_322.shtml
(2) http://www.islamonline.net/arabic/co...rticle02.shtml
(3) http://www.islamonline.net/Arabic/co...ticle02g.shtml
(4) http://www.asharqalawsat.com/details...ران&state=true
(5)http://www.islamtoday.net/articles/s...5&a rtid=8834

3- الرحالة "العاقل":




"وهي كلمات حق وصرخة في واد إن ذهبت اليوم مع الريح لقد تذهب غدا بالاوتاد"
عبد الرحمن الكواكبي



"طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" هو عنوان كتاب ألف مطلع القرن العشرين من قبل مُؤلف تسمى بـ "الرحالة كاف" ، كتب في مقدمته " أقول وانا مسلم عربي مضطر للاكتتام شأن الضعيف الصادع بالامر، المعلن رأيه تحت سماء الشرق ، الراجي اكتفاء المطالعين بالقول عمّن قال : وتعرف الحق في ذاته لا بالرجال "(1) . فيما بعد عرفنا أن الرحالة كاف هو نفسه عبد الرحمن الكواكبي.

والمقصد من هذه الإشارة هو تبيان أن "هويّة الكاتب" لا تؤثر كثيرا في كتابته . وإنما ينحصر تأثيرها عند من يريد نقدها نقدا مبنيا على سيرة مؤلفها ومعارفه ، وهذا الأثر سنجتهد في إبرازه هنا في البحث.

ولا ندعي أن سبب التمنع عن الظهور بالهوية الحقيقية هو الاستبداد والطغيان – رغم تسليمنا بوجوده . وإنما تتمثل في رغبتنا تحيّن فرصة مناسبة للظهور بشكل علني بما يخدم هذا الوطن.

فالإنترنت يوفر لنا مساحة كبيرة لتطوير مهاراتنا الحوارية والجدلية وتقوية معارفنا ببعضنا عن طريق المنتديات وغيرها، وهنا تتحول الهوية الحقيقية إلى "عقبة وجاهية" في سبيل الظهور بقناعات وأفكار تمانعها طبيعة مجتمعنا.

وما أعلمه أن السكران يكتب ويشارك في المنتديات ، كما أنه في تعقيباته يشير إلى اهميتها في قياس ردات الفعل الثقافية ، وبسبب هذا التفهم من قبل المنقود ، أستطيع رفعه إلى "عقد" اتفاق حول مشروعية هذا النقد، وانتفاء اعتلاله بضبابية هوية كاتبه وما إلى ذلك.




هامش:

(1)طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، الكواكبي: عبد الرحمن ، دار الاوائل ، تحقيق محمد طحان ، ص: 41 .

4- فضيلة النقد:


لماذا هذا النقد؟

لثلاثة أسباب :

الاول ، أن بحث السكران تم التعامل معه بطريقتين : توظيف وقح، وفهم متسرع. فهناك من فرح بهذا البحث وراح يلوح به في وجوه من "عيّن" عمومات الخطاب عليهم ، في الوقت الذي ضحى كاتب البحث بالتوثيق المنهجي في سبيل عدم تعيينهم. أما الفهم المتسرع فأقصد به حصرا الردود التي وصفت البحث بأن مؤداه علماني صرف ، أو عيبه بسبب لغته "الحيّة" ، او الانتقاص منه بسبب افتقاره للمثال والتعيين. فطارت الفكرة ، بسبب الالتفات لهذه القشور التي لا يضر البحث تجاوزها. ونستثني من هذا الكلام كله مبحث القديمي وبعض التعليقات التي طُرحت في مجلة العصر، على نفس البحث.

الثاني، أن البحث يمسني بمعنى من المعاني. فعند قراءتي له أول مرة ذُهلت تماما وأخذ مني كل مأخذ. ولما مرت الأيام ، وعدت إليه مرة أخرى بعد ان انتفت الدهشة الأولى، وجدته يقوم على مسلمات وفروض لم ينطق بها الوحي ولا التاريخ، وأن فيه جوانب كثيرة من التعميمات والمقابلات الثنائية التي لا تفضي لشيء – كما سنبين لاحقا.

الثالث، وهو امتداد للثاني ، أن "السكران" يصوغ إشكاليات مُغلقه لا تفضي إلا إلى خيار واحد نهائي لا تفضي إلا إلى خيار واحد نهائي، تتشابه كثيرا – وهنا المصادفة الطريفة – مع إشكاليات محمد عابد الجابري المنسوب إليه الدور الأسطوري في قسمة الثقافة العربية إلى قسمين كما سنوضح لاحقا . وهذا "الاستعباد المعرفي" – وهنا نكمل السيناريو باستدعاء طرابيشي - لابدّ من أن نتحرر منه ، ولا يعرف طعم هذه الحريّة إلا من ذاق العبودية.

العاقل
12-8-2007م
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-05-2009, 05:39 AM بواسطة العاقل.)
09-05-2009, 05:32 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
النزع الأخير- نقد مآلات الخطاب المدني - بواسطة العاقل - 09-05-2009, 05:32 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  إشكالية القانون الديني والقانون المدني في العالم العربي رائد قاسم 0 1,109 09-29-2012, 01:05 PM
آخر رد: رائد قاسم
  من سلبيات الخطاب الإسلامي المعاصر/ الدكتور عصام البشير فارس اللواء 0 1,338 01-03-2012, 09:16 PM
آخر رد: فارس اللواء
  حتمية الإلتصاق الجزء الأخير فخري الليبي 1 976 12-13-2011, 01:14 PM
آخر رد: حائر حر
  المفهوم المدني للإلوهية fares 6 1,843 09-24-2011, 11:22 AM
آخر رد: طريف سردست
  زمن المثقف الأخير. بهجت 111 32,188 03-23-2011, 03:17 AM
آخر رد: بهجت

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS