من جملة الأسماء السعودية الصاعدة.. اسمان تابعتهما، أعجبت بهما..خالفتهما إلى حد المناقضة.. تتبعت تطورهما الفكري الصاعد حيناً والهابط حيناً.
العاقل، منذ مجادلاته في ساحة الأديان إلى مناقضاته للسكران ثم للقديمي، إنه مسار صاعد وذكي.. ومتحرر.
والسكران.. منذ كتاباته في الوسطية، ثم جريدة المحايد... وبعد ذلك مروراً بمذكرته عن المناهج ثم مآلاته.. وبعد ذلك مقالات متفرقة له. إنه مسار بدأ صاعداً ثم مر بحالة تموج..ثم انحدار سريع ومرعب.. ينبئ بسيد قطب جديد.
لستُ حكماً بينهما، فأحاكم بين الحكيمين، ولا وسيطاً بين السكران وخصومه.
في تعليقي سأحاول الابتعاد عن الشخصنة قدر المستطاع... مع تقديري وحبي للكاتبين.
لكني سأبدأ بتصحيحين،
الأول
قول العاقل:
اقتباس:الإهداء
إلى روح محمد بن عبد الوهاب
من انتشلنا من عمق الخُرافة إلى أُسّ العقلانية
فلا محمد بجسده ولا روحه -إن كان يملك روحاً- أنقذنا (وأعني بذلك شعب وسط الجزيرة) من الخرافة، أو أنه دعا إلى عقلانية.
والتحفظ الثاني هو ما نقله العاقل
اقتباس: وفي يوم 28 اكتوبر من 2004، كتب مشاري الذايدي تحقيقا صحفيا في جريدة الشرق الاوسط عن الشيخ "محمد سرور" و "السرورية"(4). وكان من ضمن مصادر هذا التحقيق الصحفي : ابراهيم السكران باعتباره صاحب تجربة خاصة مع السرورية ، وباعتباره باحثا سعوديا ، وقد تحدث عن "الفكر السروري" باعتباره فكرا مهيمنا على مجمل الخطاب الديني السعودي.
ما كتبه الذايدي كان مخالفاً للعرف الصحفي والأمانة العلمية؛ إذ نقل ما قاله السكران في كلام خاص وكتبه في مجلة دولية. هذه القصة أزعجت السكران وسببت له صدمة أخلاقية كبيرة، فمن جهة أصدقاء الأمس (السروريون) غضبوا كيف يمكن أن تتكلم عنا بهذه الطريقة. واصدقاء اليوم (العصرانيون= الذايدي) خدعوه.
ولم يخفِ السكران لا شكواه ولا مرارته من الموضوع.
الآن سأبدأ تعليقي على الموضوع، وليكن بصورة مقلوبة.. حيث سأبدأ من العاقل وأنتهي بالسكران..
وعلى الله قصد السبيل
تعليق:
وهو جواب عن سؤال محتمل، لماذا اخترت أن أعلق على هذا الموضوع بالذات؟
والجواب: هو أن التشابه الكبير بين السكران والعاقل سواء في طريقة التفكير وحتى في أسلوب استعمال اللغة كبير وملفت للنظر.
فكيف حصل التغير في فكر هذين الإثنين؟