(09-09-2009, 02:45 PM)الصفي كتب: اقتباس:عزيزي الصفي
هل تتفضل وتقدم لنا بعض المسلمين الذين فهموا الامر مثل الذي فهمته انت (على مر العصور)، طالما انك تدعي ان الحكم هو " كلمات القرآن"؟ الايعني ذلك ان عدد كبير من المسلمين، وعلى الاخص العرب الاوائل، يفترض ان يفهموا " كلمات القرآن"، ام ان الامر هو " هبة للسادة والخاصة" وليس تواصل للعموم، وبالتالي فالقرآن مكتوب بكود دافنتشي؟
عزيزي باحث عن الحقيقة
قبل ان نلجأ الى فهم المسلمين على مر العصور لنجعل القران الكريم يؤكد لك صحة فهمي:
كلمة يوم عندها مدلول لغوي و معنى اصطلاحي.
المعنى اللغوي لكلمة يوم : الكون ( القاموس المحيط) ويستعمل بمعنى مطلق الزمان(تاج العروس) ، ثم يستعيرونه في الأمر العظيم ( معجم مقاييس اللغة).
و المعنى الاصطلاحي هو الفترة من الشروق حتى الغروب.
لتسال نفسك سؤالا هل القران يقصد المعنى الاصطلاحي اي الفترة بين الشروق و الغروب عندما يقول:
(وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (الحج:47)
أو عندما يقول:
(وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) (البقرة:123)
واضح بانه لا يقصد اليوم بالمعنى الاصطلاحي . عليه كيف يستقيم ان يفهم اي انسان بأن كلمة يوم لا يفهم منها الا الفترة بن الشروق و الغروب.
و هذا الفهم لم يكن غائبا عن العرب و ستجده في معاجم اللغة و في الشعر العربي.
يتبع..
اقتباس:وقولك ان الله خلق " ارضه وسماءه من كتلة واحدة" غير صحيح علميا، إذ ان الارض " لم تخلق" من كتلة كانت تخصها وحدها مع "طبقات الجو" (حسب تفسيرك لمعنى سماء الارض)، إضافة الى ان الارض لم تخلق على الاطلاق وانما تشكلت وتطورت. ان الارض نشأت من كتل حجرية لازالت كمية كبيرة منها موجودة حتى اليوم، كما ان سماءها (بمعنى طبقات الجو) نشأت " ولم تخلق". والقول ان السماء كانت دخان عندما ذهبت طائعة ليبدأ تحويلها الى " طبقات جوية" ، نعلم اليوم ان هذه السماء في تحولات مستمرة (لاتنتهي) وبالتالي وحتنى لو قبلنا بسحرك في تحويل الايام الى احقاب، فإن يومين لخلق السماء لايتطابق مع الواقع فالسماء في خلق لاينتهي، منذ نشوء الارض والى اليوم والى يوم تتلاشى الارض، وبالتالي فتحديد الحقبة بيومين خطئة شنيعة، اتمنى ان تتداركها وتغير " تدبرك لكلمات القرآن الذي لاتنتهي عجائبه".
قبل كل شئ دعني اصحح لك فهمك لكلمة خلق و ظنك بان الارض تشكلت و لم تخلق.
كلمة خلق في اللغة تعني انشاء و ابداع من غير مثيل سابق و هو نفس معنى قولك ان الارض تشكلت.
و قولي بان الارض و السماء خلقت من كتلة واحدة صحيح 100% كما انبهك الى اني لم اقل من كتلة تخصها وحدها. سيار الارض مثله مثل السيارات الاخرى انفصل من الشمس.
قولك بان الارض تشكلت من كتل حجرية قفزة منك على ملايين السنين لم تكن هناك صخور او حجارة قد تكونت بعد عند بداية نشأة اي خلق سيار الارض . و لو راجعت اي مرجع عن نشأة الارض ستعرف بأن عناصرها تكونت نتيجة اندماجات نووية . بمعنى ان الاصل لكل مكونات الارض غازها و سائلها و صلبها هو الذرة الاولى: الهيدروجين. كل الارض بمكونيها الصلب و الغازي كانت كتلة دخانية الى ان ابتدأت تبرد و تكونت عناصر اثقل بدأت في تكوين لب الارض و احتوت السماء الاولية على غازي الهيدروجين و الهيليوم و لم يكن يوجد اكسجين بعد.و لا يوجد اي خطأ شنيع في النص القراني الذي يتكلم عن السماء و لا في شرحي للنص و لكن الخطأ الشنيع في قرائتك للنص و فهمه.
النص يقول:
( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) (فصلت:11)
يعني بالعربي البسيط السماء اصلا موجودة و لكنها كانت في حالتها الاولية , و تلت الخطوة الثانية:
(فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ )
يعني انه سموى السماء الواحدة الاولية الى سبع سموات في يومين و ليس المعنى ان فترة اليومين شملت تكوين السماء الاولية ثم السماء النهائية.
و اعطى هذه السموات لكل وظيفتها المنوطة بها:
(وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا )
أما قولك بان السماء في خلق لا ينتهي فلا اعرف ماذا تقصد بخلق لا ينتهي و من اين اتيت بهذا الكلام, فارجو ان توضح لنا و بايجاز مال تقصده و بادلة و مراجع.
يتبع..
اقتباس:ومن جديد اشير الى ان قول القرآن بوجود وحدة قياس، هي يومين (بدون ان يشير الى احقاب وبدون ان يفوض احد في حشر مفاهيم مستحدثة) تعني ان الله استخدم وحدة زمنية. وقول " خلق" يأتي فعل ماضي، وبالتالي كانت الارض " مخلوقة" قبل ان " يخلق " الشمس، ويعني ان اليومين لم يكن بالامكان حسابهم اصلا..
ايام الخلق الستة التي وردت في ايات سورة فصلت تتحدث عن سيار الارض فما الداع لحشر ( الشمس) هنا؟
اللهم الا اذا كنت الى الان لم تفهم تماما معنى ايات سورة الصافات.
هذه الايات يا زميل لا تتحدث عن خلق الشمس لان الشمس اصلا كانت مخلوقة هي و بقية الكواكب ( الشموس) الاخرى.
و الكلمة ( زينا) او ( جعل في السماء ) تعني ببساطة انه هيئ هذه الاجرام المضيئة ( الكواكب/ الشموس) لتكون مصابيح انارة للانسان على الارض و لا يقصد بان هذه المصابيح/ الشموس موجودة داخل السماء الدنيا.
و بالتالي فان حديثك عن عدم امكانية حساب اليومين اصلا خطأ مزدوج:
الخطأ الاول: انك مصر على فهم كلمة يوم بمعناها الاصدلاحي ( الفترة من الشروق الى الغروب) رغم انف معاجم اللغة و الشعر العربي و القران نفسه حيث كلمة يوم لها مدلول لغوي آخر.
الخطأ الثاني: فهمك بان الاض خلقت قبل الشمس و هو كلام من بنات افكارك و لا وجود له في القران الكريم.
يتبع..
عزيزي الصفي
على الدوام تتفادي الاسئلة التي لاتروق لك وتركز على مايروق لك، كما تسرد " نصف الحقيقة"، كما سيأتي ذكره لاحقا.
1- من من المسلمين الاوائل، بما فيهم محمد صلى الله عليه وسلم، او من لحقهم ، فهم الايات كما تفسرها لنا انت، ام ان فهم القرآن من خلال منهج تفسير القرآن بالقرآن، بالطريقة السحرية التي تقدمها، لم ينتبه احد اليها الا انت؟ كيف حدث ان الله نسي الاشارة الى ضرورة فهم القرآن من خلال " منهج" وليس من خلال اللغة المباشرة، على الرغم من ان الايات نزلت منفصلة وفي معاني كاملة؟
2- وعندما نتكلم عن اليوم ، فإن ارى انك تحشر آيات اخرى لها سياقات اخرى لفرض المعنى اللغوي " الغائي" على تعبير جاء بالمعنى الاصطلاحي، مستغلا مجرد تشابه الكلمتين لغويا، بغض النظر عن المعنى الذي جاءت في سياقه الكلمة المطلوب التلاعب بمعناها، لتجعل القارئ يسقط المعنى اللغوي في الاية المحشورة على معنى الاية الاصطلاحية المعنى بكل وضوح، مع عدم التذكير بالاية المعنية لابهام المقارنة، وهذا الرقص الاراجوزي على الايات ، والذي تتقنه بحذاقة، هو الذي تسميه " منهج تفسير القرآن بالقرآن"، والذي لم يرى احد معاني القرآن من خلاله غيرك، وبالتالي فهو اتهام بقصور القرآن في التبليغ والافهام، على إعتبار انه نجح فقط في خلق الالتباسات وسوء الفهم على مدى 1400 سنة وحتى قدوم الصفي المخلص. فهل الامر كذلك حقا؟
انت تحاول تحطيم معنى اليوم حسب طرحي له على انه وحدة زمنية اصطلاحية، في حين تتناسى انك " خلقت" له معنى جديد غير مطروق سابقا على الاطلاق عندما ادعيت ان المقصود به هو "حقبة زمنية " (تحديدا). من جهة الحقبة الزمنية هي ايضا معنى اصطلاحي، في حين مداخلتك الاخيرة تنفي المعنى الاصطلاحي لمجرد محاولة تخطئتي، في حين انك تعطيها معنى اصطلاحي ولكن بالتعابير الغائية التي فصلتها خصيصا لها، حتى تسقط في الموقع الذي فصلته لها مسبقا، بدون اي دعم من الايات لمعنى " الحقبة الزمنية"، على اساس منهجك. وعندما اسألك عن الدعم القرآني لتفسيرك تبدأ بخلط الاوراق يمنة ويسرى وتبدأ تتكلم عن معاني " اليوم" الاخرى.
في قاموس المحيط لم اجد فيه ان اليوم بمعنى " الكون"
http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D9%8A%D9%88%D9%85
كما ان اليوم بمعنى الكون ليس موجودا في اي قاموس عربي اخر، ولكن هناك فعلا معاني عديدة لكلمة "اليوم" تخضع لسياق الجملة التي تأتي فيها الكلمة ولا تستخرج معانيها من سياق جملة اخرى وتسقط على الجملة المعنية كما تفعل انت في منهجك السحري. ان القواميس تضع " جملة كاملة" لفهم المعنى المقصود للكلمة، ولايستقطع معنى الكلمة من جملة ليصبح معناها في كل جملة اخرى لمجرد ورود الكلمة، هذا يسمى " منهج التشويش"، ومثل هكذا منهج ليس له بداية او نهاية.
3- ان يعني " الخلق" الانشاء والابداع ، يبقى انه لايعني النشوء والتطور، إذ ان النشوء والتطور هو انتقال من مرحلة سابقة الى مرحلة لاحقة، في حين ان الانشاء والابداع لايعني (بالضرورة) وجود مرحلة سابقة، بل يمكن ان يكون نشوء من لاشئ. وهذا هو من اقوال نصف الحقيقة. ولذلك فليس غريبا ان العالم الاسلامي منذ ظهور الاسلام وحتى اليوم فهم الخلق على انه نشوء من لاشئ، ومحاولتك تجاهل هذه الحقيقة وتفاديها يطيل النقاش ويحوله الى مهاترات لامعنى لها. في ذات الوقت ان اختيار الله لتعبير " الخلق" المثير للابهام والالتباس عمل غير موفق، بدليل ان النتائج التي حصل عليها من سهوه، " خلقت" الكثير من سوء الفهم واوقعتنا في مطبات فكرية وفلسفية كبيرة واضاعت ( ولازالت تضيع) الكثير من الوقت والجهد، وهو امر يفترض ان يكون الله قادر على تفاديه، خصوصا وانه يعلم بما سيقع من سوء صياغاته..
4- نعم انت لم تقل ان الارض "خلقت من كتلة تخصها وحدها"، ولكنك قلت ( خلق الارض " ارضه وسماءه" من كتلة واحدة، وان سماء هذه الارض كانت دخان)، وهذا ايضا غير صحيح. من جهة الارض لم يخلقها (بمعنى لم ينشأها ويبدعها) وانما تطورت عن الكتل التي كانت قبلها الى جانب اغلب كواكب واقمار المجموعة الشمسية الاخرى. وهي ذات الكتل التي نشأت وتطورت عنها اغلب بقية الكواكب والاقمار..
وسماءها التي يدعي انه خلقها في حقبتين زمنيتين (على ذمتك) نشأت وتكونت ولازالت تتكون وستبقى في حالة تكوين الى يوم تختفي الارض،
وبالتالي (ليس صحيحا انه خلقها في يومين او في حقبتين او بأي فترة زمنية اخرى محدودة، مهما كانت الوحدة الزمنية التي ستدعي انه استخدمها، ومهما كانت قدرات المنهج القرآني على التلاعب بالتعابير والمعاني وتبديل الايات ببعضها) لذلك ادعوك من جديد لاعادة التمعن في آيات القرآن لاختراع معانى جديد لتعابيره، لربما يمكنك في هذا المجال الاستفادة من خبرات الزميل الدكتور ابراهيم بن جعدون، " ابراهيم بن نبي" الباهرة.
اتمنى لكم التوفيق في الخروج من الورطة
للاسف ليس لدي الوقت لتناول جميع النقاط المطروحة