الاسلام حرم قتل النفس الا بالحق و حرم الانتحار و هناك آيات في القرأن و أحاديث للرسول تنهى عن الاحتكار و تمركز رؤوس الاموال في أيدي قلة. و الصحابي اليساري أبو ذر الغفاري قال قولته التي ذهبت مثلا: اني لأعجب ممن لا يجد قوت يومه ولا يخرج على الناس شاهرا سيفه. و قال عمر : لو أن ناقة عثرت بأرض العراق لسألني ربي عنها يوم القيامة. و نحن نعرف أن بيت المال في المجتمع الاسلامي كانت احدى مسؤولياته دعم الفقراء و غير ذلك من دلائل تبرئ ساحة الاسلام.

أما كثرة النسل فهي مسألة لا ترجع للاسلام بل الى رؤية النسل كمصدر لأيدي عاملة خاصة في المجتمعات الزراعية و سندا و عزوة و غير ذلك من تقييمات و لا أعتقد أن أساسها ديني.

أما القول أن البنات كان يمكن أن يعملن فلا يشكلن عبئا على الأب فذكرني بماري انطوانيت و "ليأكلوا البسكويت" حين رأت مظاهرات "الخبز". فهل فرص العمل مقطعة بعضها؟ و ان كان الرجال و في مجتمع ذكوري مش لاقيين شغل فما بالك بالنساء و في مجتمع قبلي متخلف بامتياز كالمجتمع اليمني.

و بناء عليه لا أرى علاقة للاسلام و لا الأديان عموما بالقصتين و هكذا حوادث تحدث في مجتمعات غير اسلامية. و ربما تذكرون الأم الامريكية التي قتلت أبناءها الخمسة أو تلك التي ربطت طفليها بأحزمة أمان السيارة و أغرقتهما في النهر.

ما يجمع هذه الحوادث برأيي هو الاكتئاب depression و الذي يؤدي حين ترتفع حدته الى جرائم و أفكار انتحارية suicidal thoughts. و السؤال هنا ما الذي سبب ذاك الاكتئاب اللعين؟
كما قرأنا هي الظروف المعيشية الصعبة التي تطحن ملايين المواطنين أسرا و أفرادا حتى توشك الطبقة الوسطى على الانقراض تماما في مجتمعاتنا العربية حيث باتت معظم المجتمعات كونة من طبقتين لا ثالث لهما: أقلية ثرية ثراء فاحشا و مكوشة عالأول و التالي مقابل أغلبية سااااااحقة من الغلابة و البؤساء في الأرض. فهل هذه مسؤولية الاسلام أم مسؤولية النظام؟ مع العلم أن النظام نفسه ضارب عرض الحائط بالاسلام و الله و اليوم الآخر لأنها تتعارض مع سياسات السلب و النهب التي يتخصص فيها. و ما دامت الأحوال بهذه السوء فهناك المزيد من الحوادث المماثلة على الطريق و مزيد من الفقراء الذين يهربون الى رحمة القبر.