اقتباس:انت مش خايف يا نيوترال؟
من حماسك لدوكنز؟

على الإطلاق ولى أسبابى.

مبدئيا فأنا لاأتذكر أنى تحمست لأى شخص فى حياتى ودائما مايبدو لى المتحمسين لشخص - وبالذات لو كان قيادة دينية - كما لو كان تم إجراء عملية غسيل مخ لهم ومن خلال خبرتى الحياتية وبحكم تعاملى مع الناس بشكل مستمر وفى أحيان كثيرة الإطلاع على أدق خصوصياتهم وأسرارهم, ليس لدى ثقة كبيرة بالبشر ودائما أبحث عن الدوافع الخفية وراء سلوكهم وتصرفاتهم بل وأحيانا كثيرة محاولة قراءة أفكارهم من خلال تعبيرات وجوههم وعيونهم ولغتهم الجسدية بعد نزع المكياج والإكسسوارات التى يختبئون ورائها وريتشارد داوكنز نفسه أنا أخضعته لنفس الفحص والبحث من خلال مجموعة من الأسئلة الإفتراضية على شاكلة لماذا يقوم بعمل كل هذا? وماهو سر حماسه المفتقد عامة لدى الملحدين? وكانت هناك بالطبع إجابات مثل باحث عن الشهرة, باحث عن الثراء من خلال مبيعات الكتب إلى أخره من تلك الغرائز الأساسية والحقيقة كل الإجابات جاءت فى صالحه وأنا هنا لا أنفى أنه من الممكن جدا أن تكون إحدى دوافعه الشهرة والمال, لكن هذه فى حد ذاتها بالنسبة لى ليست خطايا ولكن طموح مشروع فكلنا وبلا إستثناء لانريد أن نكون نكرة فى المجتمع الذى نعيش فيه وكلنا وبلا إستثناء نبحث عن الثراء ومستوى المعيشة الأمن والمرتفع, لكن المشكلة هى الكيفية والطريقة التى يتم بها الوصول لتلك الأهداف ,والطريق الذى سلكه ريتشارد داوكنز للوصول لتلك الأشياء ليس فقط مشروع ولكن أيضا مفيد للأخرين بعكس مثلا من يطلقون عليهم رجال الدين والذين يصلون لنفس الأهداف ليس فقط عن طريق الغش والخداع ولكن إلحاق الضرر بالمجتمع المتواجدين فيه عن طريق تكريس الخرافة والعداء للعلم ,وفى النهاية فداوكنز ليس صاحب مذهب أو قداسة ولا شيخ طريقة ولا يدعوك للسير خلفه وأنت مغمض العينين بل يدعوك للتفكير بإستقلالية وطلب والبحث عن الدليل فى أى شئ وليس هناك دجال أو نصاب يفعل ذلك بل هؤلاء بيطلبوا منك وقبل كل شئ الإنقياد الأعمى ورائهم, وبناءا على ماتقدم فإحتمالية سقوط داوكنز الأخلاقى على غرار فضائح نيك العيال الصغيرة وغيرها من المخازى ضئيل جدا ويكاد يكون معدوم لدى- رغم أنه لايجوز نفيه بالمطلق- مع العلم بأنه وفى حالة حدوث ذلك لن تهتز شعرة فى بيضانى فأنا ملحد قبل أن أعرف شئ إسمه داوكنز وسأظل ظاهرا على الحق لايضرنى من خالفنى حتى أخر يوم فى عمرى .

لماذا ريتشارد داوكنز تحديدا رغم وجود كثيرين غيره ملحدين كهتشنز وهاريس ودينيت وبيل مار وغيرهم? سؤال جيد أحييك عليه

قضية الدين اليوم ليس مجالها مايسمونه حوار الأديان وخرجت حتى من ساحة الفلسفة وأصبحت فى حوزة العلم ووجهة نظرى الشخصية أنه عندما يتحدث العلم فليخرس الجميع وهنا تأتى أهمية ريتشارد داوكنز فهو ليس كمعظم الملحدين المعروفين يسبق إسمه لقب كاتب أو مفكر أو فيلسوف أو كوميديان ولكن عالم وفى مجال سلوك الحيوان وفى واحدة من أعرق جامعات العالم وعلاوة على كل هذا فهو ليس مختبئا فى معمل أو مركز بحثى ولكن فى دائرة الضوء يذب عن العلم ويحارب خرافة الدين بلا هوادة وهذا مايجعله متميزا بين الملحدين وأيضا بين العلماء....... داوكنز بالنسبة لى a dream came true
فهو بالإضافة لما ذكرت مؤمن مثلى بأنه لاصلح ولاتفاوض ولا سلام مع الدين وأنه شر محض يجب محاربته والقضاء عليه فالرجل به العديد من المميزات الإضافية كطلاقته وبلاغته فى الحديث وتمكنه الكامل من اللغة التى يتحدث بها ووعى وإدراك مثير للإعجاب بمبادئ وأصول المنطق والجدل مما يجعله نارا تحرق وبحرا يغرق فى أى حوار أو مواجهة مع مروجى الخرافة, وحس كوميدى عالى يجعلك تتقبل حتى كلمة fuck off فى حوار أكاديمى بأريحية وإبتسامة رغم طبيعتها السوقية, ولايخجل أن يقول لشخص على الملأ "أنت تهلوس" إذا أستدعى الأمر ذلك,علاوة على كل هذا فهو فى مظهره الخارجى مهندم وأنيق وعصرى بعكس أولاد القحبة بتوع الدين الذين تشعر مع بعضهم أنك أمام لجئون أو شئ مشابه وإليك العينة وقارن وأحكم!!

هناك أيضا شئ أؤمن به عند الحكم على الأشخاص وهو أنه لتتعرف على حقيقة شخص أنظر كيف يتعامل مع من هو أدنى منه مركزا ومنصبا ولاتنظر كيف يتعامل مع رؤساءه ,فكل الناس بيبقوا مؤدبين وحلوين مع رؤوسائهم لكن الفرق بيتضح عند التعامل مع من هو أدنى وإذا وجدت الشخص فظا عنيفا مع من هو أدنى منه فأعلم حياك الله إنك أمام شخصية وسخة لاغش فيها أما إذا رأيت الشخص لطيفا ومجاملا مع من هو أدنى منه فأعلم أنك أمام شخص محترم ولفت نظرى جدا أسلوب ريتشارد داوكنز فى التعامل مع الأطفال أثناء سلسلة محاضرات له حيث كان مجاملا لأقصى الحدود معهم ويحاول دائما إشراكهم فى الحوار والنقاش والقيام بالتجارب بأنفسهم مع أنه معلوم أن الأشخاص فى مراكز علمية مرموقة كداوكنز بيبقى خلقهم ضيق مع الناس وبالذات الأطفال.