(09-03-2009, 11:47 AM)بنى آدم كتب: أتفق مع مداخلة أبى خليل الأخيرة وأزيد :
العلمانية هى بالفعل موجودة ولكنها غير مفعله هى موجودة على الورق فى الغالب ويرجع عدم تطبيقها إلى ( ترهل ) النظام الحاكم و ( ضعف ) قياداته فعندنا مثلا قوانين تؤكدها مثل :
- قانون بيوت العبادة الموحد الذى ( إذا طبق ) فإنه يساوى بين المسجد والكنيسة
- المصريون متساوون أمام القانون لا فرق بين ذكر وأنثى
- المادة الذى ذكرها عاشق هى مادة يسهل تخطيها ونحن بالفعل نتخطاها منذ أو وضعها السادات فهى تقول أن ( الإسلام هو المصدر الرئيسى للتشريع ) وهذه حقيقة لا ينكرها أحد ولكنه ليس ( المصدر الوحيد الرئيسى للتشريع ) لذا فهذه المادة ليست بمشكلة كبيرة
- حد الردة الذى تم الغاؤه مؤخرا وكذلك قانون الحسبة كل هذا يصب لصالح الاتجاه للعلمانية
- لا يوجد أى قانون فى مصر للحدود ولا للفطر فى رمضان وآثار الشريعة الاسلامية محدودة جدا فى القانون المصرى وتنحصر فى قانون الأحوال الشخصية فقط .
لذا فأنا أقول أن الشعب المصرى مؤهل جيدا لتطبيق العلمانية ولكن طبعا بالتدرج .. ولا أعتقد أن هناك شخصا واحدا فى مصر سوف يعترض إذا تم تعيين نصف المحافظين من المسيحيين أو 5 وزراء أو أكثر .. الناس ستتقبل كل هذا إذا وجدت أى فائدة تعود عليهم فما بالك إذا وجدوا العدالة المفتقدة والمساواة الحقيقية فى تطبيق القانون
نحن فى أسفل سافلين حاليا فلا تطبيق للعلمانية ولا حتى للإسلام ولا لأى شكل من أشكال الحكم بل هجين من كافة الأشكال يأخذ من كل نظام أسوأ ما فيه فهو أوتوقراطى وهى ماركسى وهو تسلطى وهو ديكتاتورى وهو تكنوقراطى وهو كل شىء
وعلى فكرة يمكن التنسيق بين العلمانية والإسلام المعتدل بنسبة تصل إلى 95% ومع بعض الإنفتاح سنجتاز الـ 5% ويكفى أن عمر بن الخطاب خالف أكثر من 10 نصوص قرانية بعد وفاة الرسول ب 2.5 سنة فمابالك بمن بعد عن الرسول ب 1400 سنة .. لنتعامل مع القران والمصلحة كما تعامل عمر وساعتها سنصل الى العلمانية بكل سلاسة ولكن لنتحرك فقط أما حالة التيبس التى تحياها الأمة فلا خير ورائها
القانون المصرى هو قانون ( علمانى ) بامتياز ولكن لا يتم تطبيقه أصلا بالنسبة لقانون الأسرة والوراثه وغيرها فسيحتاج لتأهيل وبعض الدراسات والبرامج والمناقشات المخلصة
نريد علمانية ( تناقش ) و ( تنتقد ) الأفكار كلها ولكن لا ( تحارب ) الدين
جميل .....
كل ما ذكرته ياعزيزى بنى ادم انا اعلمه جيدا , وقد بدأت مصر تتجه الى العلمانيه منذ بدايه حكم محمد على الى منتصف السبعينات من القرن الماضى , وقد قام محمد على بقمع الحركه الوهابيه فى الحجاز , لكن الواقع الحالى يشهد بصعود تيارات اسلاميه وتحول معظم المصريين الى التدين سواء كان تدين زائف او تدين حقيقى , فتجد انه حتى المتدينيين المزيفين يرفضون العلمانيه وهذا عن جهل فظيع لاعتقادهم بارتباط العلمانيه بالكفر والالحاد , وان العلمانى يرجع كل شىء الى الطبيعه فيقول منحته الطبيعه كذا او حبته الطبيعه بكذا , حتى ان بعض اصدقائى من المتدينيين عندما يرغبون فى سبى فانهم يقولون لى ( ياعلمانى )
قلت انه لا داعى للتنظير ومحاوله الاقتراب من الواقع والتعامل معه , فكيف وفى مثل تلك الظروف وفى ظل انتماء معظم المصريين لتيارات دينيه مختلفه وتأثرها بها وفى ظل تمسك الاغلبيه بعقائدها الدينيه لدرجه السؤال عن بأى قدم يمكن الدخول بها الى المرحاض , وفى ظل فتاوى مثل ارضاع الموظفه لزميلها فى العمل وان تنتشر مثل تلك الفتاوى عبر وسائل الاعلام ,فكيف للعلمانيه ان تعود الى سابق عهدها !!
اذا كانت الدوله تدعى انها دوله علمانيه ولا تمارس ولا تطبق العلمانيه بشكل كامل فما هو السبيل الى تطبيقها ؟ ارى ان الدوله لا تقوم بالدعايه والترويج للعلمانيه عبر وسائلها الاعلاميه والتى تصل الى الناس داخل بيوتها , فلابد من وجود وسائل تثقيف من كتب وجرائد وبرامج تليفزيونيه ترعاها وتنتجها الدوله فى مقابل ما يتم انتاجه من برامج دينيه وفضائيات دينيه , ولابد ان تعمل على نشر هذا الوعى .
كلامى لا يعنى انى ضد التدين , ولا مانع ابدا من وجود مجتمع متدين فى ظل دوله علمانيه , يفسر ذلك ما رواه لى ابى عن قيام احد المشايخ بالشكوى للرئيس جمال عبد الناصر فى حقبه الستينات عن ان النساء تمشى فى الشوارع شبه عرايا , فكان رد عبد الناصر ان جمال عبد الناصر لن يدخل كل بيت لاجبار نساؤه على الاحتشام , فكل رجل راع فى بيته ومسئول عن رعيته .