خطاب الأسد يغيّر الإعلام السوري

بهية مارديني GMT 10:45:00 2005 الأحد 6 مارس



مظاهرة سيارة في لبنان تأييدا للرئيس السوري
بهية مارديني من دمشق: يبدو ان خطاب الرئيس السوري بشار الاسد الذي أعلن فيه الانسحاب من لبنان قد فعل فعله ليس في العالم الخارجي فقط وانما في الاعلام السوري ايضا الذي تعامل مع ردود الفعل لاول مرة بهذه المهنية والحرفية بعيدا عن اية عقد.

فقد نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ردود الأفعال الاميركية والاسرائيلية كما هي وبحرفيتها رغم السلبيات التي تنطوي عليها وهو لمن يعرف الاعلام السوري ويعرف طريقة تعامله مع مثل هذه الأحداث نقلة تظهر مدى تغير هذا الاعلام خصوصا عندما ينقل ردود فعل سلبية على خطاب للرئيس السوري.

كما نقلت الوكالة ردود الافعال البريطانية والاوروبية والعربية كما هي او كما تابعها السوريون من على شاشات الفضائيات ولكن الاعلام السوري احتفى برد الفعل الروسي وقدمه ليعكس التحالف الجديد بين البلدين.

في الوقت نفسه اعتبر الكاتب المعارض المستقل لؤي حسين ان الشعب السوري كان يستحق ان يطمئنه الرئيس بشار الاسد في الخطاب الذي القاه مساء أمس امام البرلمان السوري، على القضايا التي تثير قلقه، بينما راى المحامي والناشط الحقوقي انور البني ان رفع الوصاية والهيمنة عن الشعب اللبناني يجب ان تؤدي الى رفع الهيمنة والوصاية عن الشعب السوري.

واشار حسين في تصريح لـ"ايلاف" الى قول الرئيس السوري ان قرار الانسحاب مبني على القاعدة الشعبية، لافتا الى انه يتمنى ان يطرح أي قرار سوري للتداول والتحدث فيه وابداء الراي فقد تحدث الرئيس الاسد وتناول الموضوع اللبناني بيسر وسلاسة وتكلم عن بعض الجوانب التفصيلية باريحية وسهولة في الوقت الذي كانت فيه هذه المسالة "محرمة" بالنسبة للسوريين و لا احد يجرؤعلى الحديث عنها .

[SIZE=5]وراى حسين انه يجب طرح هذه القضايا للتداول والسماح للنخبة والناس بتداولها والنقاش فيها و الكتابة عنها وفيما بعد يتم اخذ القرار حولها" واقصد تحديدا موضوعا مشابها وهو موضوع انهاء الصراع السوري الاسرائيلي واحلال السلام فما زال هذا الموضوع مقتصرا على عدد من الاشخاص من القيادة السورية و غير مسموح بتداوله لاي كان ".

:nocomment:
وقال حسين انه ربما كان مناسبا لو مرّ الرئيس الاسد في خطابه على العلاقات بين الشعبين السوري واللبناني والقضايا التي تهم السوريين في لبنان [SIZE=6]مثل موضوع العمال السوريين هناك، موضحا انه كان يتمنى ان يتوجه الخطاب للشعب اللبناني وليس للقيادات اللبنانية فقط .

واضاف حسين ان الخطاب من زاوية اعلانه للانسحاب السوري فقد ادى الغاية المطلوبة منه اما كخطاب موجه للشعب السوري في البرلمان السوري فهو ليس كافيا، وفي اعتقادي انه ليس مطلوبا من الخطاب ان يحدد جدولا زمنيا للانسحاب فهذه تتعلق بالترتيبات التي تلي الخطاب ولكني كنت اتوقع ان يتحدث الرئيس الاسد عن القضايا الداخلية ويكشف لنا الاطر التي وعد من خلالها ان المؤتمر القطري لحزب البعث الحاكم في سورية سيكون قفزة كبيرة او نوعية .

وشدد حسين على ان الخطاب بمجمله موجه للقضايا المرتبطة بقضايا خارجية وليس للقضايا الداخلية التي ينتظرالشعب السوري ان يطرحها الرئيس من قضايا المعيشة والحقوق والحريات .
وتمنى حسين ان ُيفسح المجال للمعنيين والمهتمين ولعامة الشعب ان يتحدثوا عن رؤيتهم الحل لمسالة الجولان.

من جانبه قال المحامي والناشط الحقوقي انور البني في تصريح لـ"ايلاف" اننا نرحب بالانسحاب فانه مطلب من مطالبنا كحقوقيين ومعارضة سورية ونأمل ان يكون هناك فعلا سياسة داخلية لاقرار المزيد من الديمقراطية وحقوق الانسان في البلاد.

واكد البني ان فاقد الشيء لايعطيه بمعنى ان الانفتاح على المشكلة اللبنانية والاجابة على السؤال اللبناني الملح الان بطريقة ديمقراطية برفع الوصاية والهيمنة على الشعب اللبناني هو اشارة ايجابية ينعكس بالمقابل على الداخل السوري ويؤدي الى رفع الوصاية والهيمنة عن الشعب السوري وفتح الباب لحياة سياسية كاملة مبنية على اساس الديمقراطية .

وكان يامل البني في تصريح لـ"ايلاف " قبل القاء الرئيس السوري للخطاب ان يكون خطاب البرلمان هو الخطوة الاولى لاعلان انتقال او تغيير حقيقي في السياسة السورية داخليا وخارجيا بهذا الاتجاه.