اقتباس:وثيقة التمكين،

بداية تعرفى على مصطلح " التمكين" كان فى مقال بأحد إصدارات الأخوان- الدعوة أو الإعتصام لا أتذكر- بعنوان " لماذا تأخر التمكين" وحتى ساعة قراءة هذا المقال لم أكن أعرف "التمكين" بمفهومه الأصولى ولكنى أعرف "التمكين" بمفهومه الشوارعجى وهو لمن لايعرف لفظ مشتق من "ماكينة" ويعنى أشياء يعف لسانى عن ذكرها فأختلط على الأمر وقررت قراءة المقال لمعرفة العلاقة بين الأخوان والتمكين الذى أعرفه وبإنتهائى من قراءة المقال عرفت ماذا يعنى الأخوان تحديدا بالتمكين و الفرق بين تمكين الأخوان وتمكينى وهو ليس بالفارق الكبيرعلى أى حال سوى فى حجم وعدد ضحايا كل نوع حيث يتميز تمكين الأخوان بأنه تمكين على مستوى قومى وضحاياه بلد وشعب بكامله فى حين أن تمكينى من النوع محدود الأثر والنتيجة.

نظريا وعلى الورق الأخوان بالفعل قادرين على قلب نظام الحكم والإستيلاء على السلطة فعملية كتلك لاتحتاج إلى طائرات ودبابات ولكن لأسلحة خفيفة ومضادات للدروع وأعداد كبيرة من الأتباع بعضهم داخل الجيش والشرطة والمرافق الحساسة وخطة مدروسة بعناية يتم تنفيذها على الطراز الألمانى أى بدقة متناهية وكل تلك العناصر متوفرة للأخوان إلا مسألة الخطة وتنفيذها لأنه وبحمد الله وبالرغم من أن الأخوان هم أذكى التنظيمات الإسلامية وأكثرها تنظيما إلا أنهم يتمتعون بغباء قلما تجد له مثيل وعاجزين تماما عن وضع خطة كتلك وتنفيذها ولهذا وبالرغم من مرور ٨٠ سنةعلى ظهور تلك الجماعة إلا أنهم عجزوا تماما عن تحقيق هدفهم كما أن مافعله بهم عبد الناصر أصابهم بفوبيا من الدولة قتلت روح المغامرة والجرأة بداخلهم وبناء على ماتقدم فإحتمالية وصولهم للحكم تكاد تقترب من الصفر من وجهة نظرى ولو تتبعت تاريخ الأخوان ستصل لنفس الإستنتاج.

التكتيك الذى يعتمد عليه الأخوان الأن هو توسيع قاعدتهم الشعبية بشكل يصل بها إلى مرحلة الكتلة الحرجة بحيث يستطيعوا الوصول للحكم بدون مرحلة الصدام مع الدولة ولكن المشكلة أنه لايوجد إجماع حقيقى حولهم كما يحاولون أن يصوروا الأمر وهناك فئات كثيرة بالمجتمع معادية لهم ليس فقط على مستوى التيار العلمانى واللادينى ولكن من داخل التيار الدينى نفسه كالسلفيين!! وهذا دليل أخر على غباوة التيار الأصولى بوجه عام ولو أطلعت على مقاطع محمد سعيد رسلان وغيره من بهايم السلفية فيما يتعلق بالأخوان ستدرك ماأقول.

الأخوان لايعملون كباقى البشر بالمراكز العليا للمخ ولكن يفكرون بالمراكز الدنيا والغرائز البدائية ولذلك فشلت وستفشل كل محاولاتهم للوصول للسلطة فالأخوان لايعرفون كيف يتلقون ضربة ويردوا عليها بطريقة سليمة وهادئة ومؤثرة ولكن بمجرد تلقيهم ضربة يتصرفون بعشوائية وإنفعالية فتكون كارثة على رؤوسهم.... حدث هذا بعد إغتيال الخازندار والنقراشى كرد عشوائى على ضربة وجهت لهم فكانت النتيجة إغتيال كبيرهم فى وضح النهار وحل الجماعة ثم مرة أخرى مع عبد الناصر عندما شعروا أنه يتجاهلهم فردوا بمحاولة إغتيال طفولية وساذجة كانت نتيجتها كارثية عليهم ومرة أخرى فى قضية ٦٦ ومرة أخرى فى حماة بسوريا ورغم أن النتيجة دائما واحدة إلا أنهم لايريدون أن يتعلموا!

لو أردت أن تطلع على غباء الأصوليين بشكل عام فليس هناك أفضل من حادثة إغتيال السادات فأنا لو كنت أصوليا لقمت بعمل تمثال للسادات لا إغتياله ولكن الحماقة أعيت من يداويها ولكن لو إفترضنا أن أغتيال السادات هو القرار الصحيح بالنسبة لهم فمن قام بتنفيذ العملية كانت أمامه الفرصة سانحة لقطع رأس الدولة كلها وليس فقط رئيس الجمهورية وهو الشئ الذى يرفع من إحتمالية نجاحهم فى قلب نظام الحكم ورغم أن رد فعل حرس الرئاسة جاء ٣٥ ثانية كاملة من بدء الضرب!!! وهى فترة طويلة جدا بالنسبة لأشخاص يحملون رشاشات بل أن بعضهم بالفعل غير خزنة الرشاش فقد ركزوا كل طلقاتهم نحو السادات وتركوا باقى من فى المنصة ولهذا عندما حاولوا التحرك فى أسيوط فى اليوم التالى تم قمعهم والسيطرة عليهم بسهولة لأن الدولة نفسها كمؤسسة ورغم إغتيال الرئيس ظلت محتفظة بتماسكها.

لو أنت عايز تعرف حقيقة مايدور داخل عقل الأخوان فأذهب إلى سور الأزبكية وأبحث عن أعداد مجلة الدعوة التى كانت تصدر من منتصف السبعينات وحتى بداية الثمانينات وأشتريها وهذه المجلة مهمة جدا لسبب وهو أنها صدرت فى مناخ حرية نسبية وضوء أخضر من النظام ولذلك فالأخوان وقتها كانوا بيتكلموا بحرية نسبية و براحتهم وبدون خطوط حمراء كثيرة ولذلك أنا لليوم أعتبرها الممثل الحقيقى لفكر الأخوان رغم مرور كل تلك السنوات وهو بالمناسبة فكر لايختلف كثيرا عن جماعة طالبان سوى فى بعض الأمور الهامشية والبسيطة.