مش محتاجة دينا ولا حاجة يا فارس.
لو هو كان عنده ضمير وفارق معاه البلد أو الشباب، كانت العملية سهلة جداً بدون دينا ولا أي حاجة من دي.
بالعكس كان ممكن يجذب الشباب إلى باليه وأوبرا ومسرحيات شكسبير وأشياء "مملة" وذلك ببساطة باتباع نفس أساليب الإخوان وعمرو خالد التي لم تكلفهم أي شيء:
- بوسترات حلوة مصممة على الفوتوشوب مكتوب بها شعار بسيط ومحفز . مثلا: ( مصريون من أجل الثقافة ) أو ( شباب الأوبرا ) ( باليه مصري جداً ) الخ . .. اي شعار روش وعبيط كما فعل عمرو خالد والاخوان.
- جروب على الفيس بوك له نشاط وأدمن.
- إعلانات جذابة في التفزيون تستفز معلومات الناس ليذهبوا ويتفرجوا.
- إعلانات على إذاعة نجوم إف إم.
- عمل عروض عالمية يتعاقد فيها مع أكبر نجوم وفرق العالم ( كما يعمل أمير قطر) وبيعها لاحقا على اسطوانات دي في دي يمكن مشاهدتها على الكمبيوتر.
عشان اللي ما راحش ينبهر باللي حصل في المسرح، وينوي يروح بنفسه المرة الجاية.
- سايت على الإنترنت به منتدى وبه تفاعلات وتصويت وكل ما يحبه الشباب.

ومن خلال كل هذه الأنشطة يتم التركيز على القيم الأساسية للحرية والديمقراطية في المجتمع مثل: احترام الأنثى، التعود على الجلوس بصحبة النساء دون تحرج أو هيجان، احترام العقائد المختلفة في البلد، النظافة، النظام في الطوابير، التعود على الخلاف السياسي مع احترام الرأي الآخر، الانتخابات ، التبرع والتطوع في الأعمال الخيرية لصالح البلد، الخ.

لكن الذي حصل هو :

- الإبقاء على المباني الشاهقة الشبيهة ببيوت الأشباح والتي لا يستطيع أن يدخلها إلا البواب الذي يبدو كفيلم عودة السفاح في الجزء رقم 2.
يعني مباني كئيبة شاهقة، مخيفة. هذا درسته بالمناسبة في علم المكتبات.. أن مبنى المكتبة الذي كان عبارة عن قصر، يخيف الجمهور من الاقتراب والدخول، خاصة لو بدا في الخارج ساعي بزي مستشفى المجانين، وحرس أمن مكشر ومتحفز لمن يقترب.
نفس ما درسته في علم المكتبات ينطبق على قصور الثقافة.

- تعيين ناس فاسدة تسعى من أجل جيبها وبطونها والتكويش على كل ما يستطيعون.
- إهمال إجراءات الأمن الأساسية مما تسبب في حرائق وفضائح أثناء اداء عروض سخيفة مقرفة على المسرح وتوفي بها عشرات الضحايا.
- إهمال النشاطات حتى أصبحت مسارح عريقة مثل عليها أكبر ممثلي مصر قذرة ومهجورة ولا قيمة لها.
- الظهور من وقت لآخر على شاشات التلفزيون يمظهر المتعجرف ليتحدث برطانة فرنسية عن نابليون وفضله على المصريين القذرين ، وعن الحجاب، في الوقت الذي ينفصل فيه تماماً عن الشعب وعن الشباب وعن رغباتهم، مثل أي حيوان آخر استمرأ السلطة واسترخت طيزه على كرسيه ولم يعد يفرق معه أي أحد.

ومن خلال هذه الجريمة انتشرت الحركات الدينية والدعاة وكل قبائل البربر والتتر وشخت في أذن الناس القيم المخالفة تماماً لما ذكر اعلاه مثل: احتقار المرأة وهي عورة - التركيز على ان الجلوس بصحبة امرأة مصيبة سودا - العقائد الأخرى كفر وفسوق ولا بد من تطبيق حد الردة والحدود الأخرى بسرعة في قوانين الدولة - خلص في الطابور محدش فاضيلك - النظام كده وان كان عاجب - السياسة نجاسة والخلاف متلاف والسمع والطاعة مفيش احسن منهم.