(11-29-2005, 09:15 PM)كمبيوترجي كتب:  عنوان قد ينم عن خبايا كثيرة كانت تختلج في أعماق الملقب ب "كمبيوترجي"، ألصقه ليشكل ما قد يسمى للبعض "صدمة"، و ما أوله البعض "فرحة" و ما لقبه البعض ب"كذبة و خدعة"، لكن الأصح من وسمه ب"صرخة".

هي صرخة ألم و غضب في آن واحد، صرخة أطلقها في وجه الحقد و الكراهية التي ألصقناها حيفا و ظلما ب"الله"، ثم قبعنا في أماكننا ندافع عن الله و نذود عنه بكل ما أوتينا من صلفٍ و تَعَنُّتٍ في وجه ما سمحنا لأنفسنا أن نسميه ب"سوء فهم الغير للدين".

أين سوء الفهم و نحن كنا السبب في حدوثه؟

أقوم و أتوجه بنصيحة، فتنهال علي أنواع الاتهامات، تارة أرمى بسهم الضعف و الوهن، و تارة أخرى ضعف الإيمان يرمقني بنظرة نرجسية حقيرة تطلقها عيونٌ ظنّت أنها ملكت أسباب العلم و المعرفة في دين الله، و تارة ثالثة أتهم بخفة العقل و وهن التفكير. خررتُ باكيا ساعاتٍ طوال أرجو حتى ظننتُ أنني فعلا "كافر"، حمّلتُ نفسي فوق طاقتها محاولا إحقاق الحق و إظهاره بلا فائدة، فما أن أقول كلمة حتى يقال لي أن العلم ينتزع بقبض العلما و يبقى الجُهاّلُ (أمثالي) فيُسألون فيُفتون، فيَضِلونَ و يُضِلّون!!!!

أسأل نفسي: "هل أفتيت يوما من عندك يا كمبيوترجي؟"، فأجد لسان الحال يقول: "كلا!!!"، فأحتار هل أتعجّبُ أم أغضب أم أتغاضى؟. تغاضيتُ حتى انفجرت أعماقي صارخة تقول: "كفى ... برب الكون كفاكم بلها و تعصُّبا!!!"

أستحلفكم بالله الذي لا إله إلا هو أن تسمعوني
أستحلفكم بمالك الملك ذي الجلال و الإكرام أن تعقلوا كلامي
أستحلفكم بالحنان المنّان أن تستخدموا عقولكم و لو لنصف ساعة!!!

يا إله السماوات!!!!!!!!!
كم مرة على المرء أن يُكَفَّرَ و يُرمى بأقبح مما للنفسِ أن تتحمّلَهُ حتى يُسمعَ صوتهُ؟؟؟

كفرت، نعم كفرت ... كفرتُ بما يقوله شيوخكم و يتقولونه على الله، كفرتُ بإنسانيتكم البلهاء الغافلة...

أأكرهُ المسيحي و اليهودي و غيرهم و أتزوجُ منهم؟
أأكره المسيحي و اليهودي و غيرهم و أول راتب تقاعدي في تاريخ الإسلام صرف لليهود؟
أأكرهُ المسيحي و اليهودي و غيرهم و الرسول بارك لهم في أعيادهم؟
أأكرهُ اليهودي و المسيحي و غيرهم و الله أخبرني أن "لكم دينكم و لي دين"؟؟؟
أأكرهُ المسيحي و اليهودي و غيرهم و أساس إيماني الإيمان بالله و ملائكته و رسله و كتبه و اليوم الآخر؟؟؟
أين الرسلُ و الكتبُ إذن؟
أأكرهُ و أكرهُ و أكرهُ لأن شيخا ما أعماهُ الحقدُ و الغَضَبُ قال: "هلمّوا لنكرههُم!!!"

إن كان إسلامكم كذلك فأنا كافر إذن و لي إسلامي الخاص بي
إسلام أحب فيه المسيحي و اليهودي و غيرهم لأنهم بشر مثلي مثلهم
إسلام أكرهُ فيه من عاداني و حاربني في ديني لأنني إنسان و تلك طبيعتي
إسلامٌ أحترمُ فيه الآخر حتى أقدر على مطالبته باحترامي
"نحن قومٌ أعزّنا الله بالإسلام، فإن نحنُ ابتغينا العزّة في غيره أذلّنا الله"
إذن إسلامي هو
إسلامٌ أعتزُّ فيه بتواضعي في عالمٍ من الكِبَرِ و الغرور
إسلامٌ أعتزُّ فيه بخُلُقي في عالمٍ من قلّةِ الأدبِ
إسلامٌ أعتزُّ فيه بديني فقط بسبب اعترافي بالعبودية لمن هو أكبر من كل البشر
عبوديتي لمن أعطاني مُطلَقَ الحريَّةِ في الاختيار بين الصحيح و الخاطئ من الأمور
إسلام أعتزُّ فيه بصلاح الدين و عمر بن الخطاب و أبي بكرٍ الصَّدّيق
إسلامٌ أعتزُّ فيه بأنني مُسلِمٌ عالمٌ باحثٌ
إسلامٌ أعتزُّ فيه لأنه يأمُرُني أن أسألَ "لماذا؟" و "كيف؟"
إسلام يدعو فيه الرسول للبشر أن "اللهم اهدِهِم و اءتِ بهم"

هذا هو إسلامي

فمن كان يعبدُ فُلاناً فإنَّ فلاناً قد مات
و من كان يعبُدُ الله فإنَّ الله حيٌّ لا يموت

أشكُرُ كلَّ من واساني في محنتي و على رأسهم محارب النور الختيار و ابن الشام و ميراج جارديان و ملكة و تروتسكي و داعية السلام مع الله و كلكم جميعا، و لمن تحدّاني أن أثبت له أن العالم خلق صدفة فأقول: "من قال لك أنني آمنتُ بهذا؟"...

حسبي الله و نِعمَ الوكيل فيكم، اللهم اهدهم و اءتِ بهم يا أرحم الراحمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام بمحارب النور و الختيار و ابن العرب و ميراج جارديان و تروتسكي و ابن الشام يا رب العالمين. هذا هو دعائي.

أما دعائكم: اللهم دمر محارب النور و الختيار و ابن العرب و ميراج جارديان و تروتسكي و ابن الشام يا رب العالمين، و هذا ليس من الإسلام في شيء.

ما وجه إلحادي:
أنا لا أؤمنُ بوجود تلك الآلهة التي صنعتموها و نصبتموها إلى جانب الله تزاحمه على العرش، لا أؤمنُ بها لأنها محضُ صدفة.

و السلام على من اتبع الهدى و استخدم عقله.

تحياتي الوردية (f)