الزميل المحترم آمون .
بعيدا عن تقييم قد نختلف فيه ، و عن توسط بين العلمانية و التأسلم لا أراه ، و عن تبرير لممارسات الإرهاب لا أفهمه ، لا أعتقد أن سيد القمني يبالغ في مخاوفه ، أو أن التهديدات الموجهة له من باب العشم و الهزار .
واجب سيد القمني تجاه نفسه و أسرته بل و مجتمعه - على الأقل من لم تجرفهم دعايات الأصولية الوهابية الإخوانية – أن يدق ناقوس الخطر عاليا ، لن يكون هناك مبرر وقتئذ لمن يقول أن الدولة أخذت على غرة ،و أن القمني رفض الحراسة كما فعل فرج فوده .
لقد عاصرت مناخ الإرهاب و مخاطره التي تعرض لها فرج فوده ، ولا أبالغ لو قلت أنه نالني من الحب جانب ، لهذا أفهم شعور سيد القمني و أي رجل شجاع آخر في موضعه ، إن رأس الذئب الطائر تعلم الحكمة و الحذر ، وليس مطلوبا من الرجل الشجاع أن يساق لسكين الإرهاب صامتا ، فتلك فضيلة النعاج لا الرجال ، لقد اسكتت الرصاصات التي اطلقت على فرج فوده أقلاما كثيرة و أطفئت قناديلآ ، و لو – لا قدر الله – أصاب القمني مكروها على الأيدي (المتوضئة) ، فلن يجرؤ أحد على أن يرفع أصبعا في وجه هؤلاء الإرهابيين أعداء الإنسانية ، بارك الله في سيد القمني وفي كل يد تحمل قلما أو سلاحا أمنيا لحماية حقه في التعبير عن رأيه ،و حق مصر في أن تكون دولة مدنية ، أما عن طلب الشهادة للقمني فنطلبها لك أيضا كإله فرعوني معتزل يعرف خريطة الطرق في السماء !.
........................
الصديق العزيز إبراهيم .
أشكر لك فكرتك و الوصلة ، و قبل كل شيء اهتمامك و تقديرك
أفكر بالفعل في شيء من التنظيم و التركيز لجهدي الفكري المتواضع ، و سيكون الحوار المتمدن – بالإضافة لنادي الفكر - موقعا مناسبا بالفعل ، لأني أخشى أن يكون البديل هو الإنصراف عن هذا كله ، و رغم أني أعلم أن الناس لن تخسر كثيرا ، و لكني من سيخسر وقتها اعتزال عالم الفكر الساحر وهو العالم الوحيد الحقيقي الذي أعشقه ، ربما كنت لا أقضي في شخصية بهجت وقتا طويلآ و لكنه بالنسبه لي أفضل الأوقات و أصفاها .