اختاروا أي أحد إلا فاروق حسني.. فلا يمكن لهذا الرجل الذي يحمل علي رأسه اتهام العنصرية ضد اليهودية أن يصل إلي هذا المنصب الرفيع..
(09-23-2009, 02:33 AM)Albert Camus كتب: بيتهيألي برضه زميلنا العزيز بهجت، أنه بعد البرادعي لن ينجح أحد مرة أخرى في منصب وكالة الطاقة الذرية.
أعتقد بأن نجاح فاروق حسني الوصول إلى المرحلة الرابعة يؤكد مدى قوة السياسة المصرية في الخارج للضغط، وهو ما يفسر لي سبب سكوت العالم تقريبا على كل الإنتهاكات لحقوق الإنسان وتزوير الانتخابات وبسط إرادة الحزب الحاكم على كل شيء في داخل البلد، دون اعتراض يذكر من الخارج.
فعلاً كان من المفترض أن يتم رفض فاروق حسني منذ الثانية الأولى لتقديم أوراقه، بقاؤه إلى هذه المرحلة يعطي إشارة إلى أي حد وصل تغلغل السياسة المصرية في إخراس الكثير من ألسنة دول العالم عن التعبير عما تعتقده حقيقة، بسبب ضغط مصر عليها.
شيء قد يفتخر به أي مواطن تجاه دولته، ولكن للأسف لا أستطيع أن أمتلك هذا الشعور في هذه الحالة.
أتفق معك يا صديقي .
فرغم أصولية المصريين و تعصبهم المشهور ، تحظى الدولة في مصر بوضع دولي جيد بل يمكن القول انه مميز ،وهذه قصة أخرى معقدة بعض الشيء .
الأمر ليس (اخراس) فمصر غير قادرة على إخراس أحد ،و لكن مصر السلطة تمثل - دوليا - دولة معتدلة ، بل واحدة من اكثر الدول الإسلامية اعتدالآ و قبولآ ، هذا الوضع الدولي يصب في صالح مصر حتى الآن ، اتذكر ( دردشة ) مع صحفي ألماني محنك عاش طويلآ في المنطقة و يجيد العربية و الفارسية ، و كان رأيه أن السلطة في مصر نجحت في ان تعزل نفسها عن التعصب السائد بين المصريين ،و لكنه لا يدري إلى متى ستنجح في ذلك ؟.
العالم ليس مهتما بديمقراطية المسلمين ، فهذا شيء مستحيل التحقيق ،طالما يصرون انهم مجرد مسلمين ، و لكنه ينظر إلى مدى تعصبهم و تورطهم في إرهاب العالم حولهم ، وهنا تلعب السلطة المصرية دورا معتدلآ للغاية ، فهي تقع في بؤرة عداء الأصوليين السنة و الشيعة على السواء ،و لكن جمود السلطة و تيبسها و رعايتها للفساد بلا مقاومة تذكر ، أفقدها الكثير من نقاط القوة .
و هذا كله بالطبع لا يصنع عرابا للثقافة في العالم .
.................................................................
عن الأهرام القاهرية .
وفي تصريحات خاصة لـ الأهرام كشف عمر مصالحة, الدبلوماسي الفلسطيني السابق باليونسكو وصاحب موقع من أجل فاروق حسني الإلكتروني, أن السيدة سهي عرفات, قرينة الزعيم الفلسطيني الراحل, أجرت اتصالات بالمرشحة الإكوادورية إيفون عبدالباقي لإقناعها بالانسحاب من السباق. ووصف دومينيك بوديس, رئيس معهد العالم العربي في باريس, أداء فاروق حسني بأنه كان رائعا إعلاميا وفنيا.
وأضاف أن مصر والعالم العربي قدما مرشحا مشرفا بكل معاني الكلمة, وأنه كان واجهة حضارية لشعبه وأمته, واصفا الهجوم الذي تعرض له المرشح المصري, بأنه كان مبالغا فيه إلي حد كبير.
.........................................
لعل من ايجابيات هذه التجربة هو ظهور التضامن العربي بقوة مرة اخرى ،وهو موقف يمكن البناء عليه .
.......................
عن الأخبار القاهرية ..
وبدأت المعركة وبدا مبكراً أن هناك حصاناً أسود يتقدم السباق لابد من إيقافه.. وحصل فاروق حسني علي ٢٢ صوتاً من إجمالي ٨٥ صوتاً تمثل أصوات المجلس التنفيذي وبفارق كبير وشاسع جاءت البلغارية بوكوفا في المرتبة الثانية بثمانية أصوات فقط.. ثم حصل كل من مرشحي روسيا والاكوادور والنمسا علي سبعة أصوات فقط.. وكما هو متوقع لم يحصل بيجاوي علي شيء وحصل مرشح بنين علي صوتين وتنزانيا علي صوت واحد فقط.
النتيجة مفرحة لمصر وللعالم العربي الذي يدعمها محزنة للمعسكر المضاد.. وبعد الجولة الأولي أصبح ما يدور في الخفاء، يتم علناً جهاراً نهاراً.
الجبهة المضادة
فالجهة المضادة لمصر يديرها سفير أمريكا في اليونسكو ويعزف معه سفير ألمانيا واليابان.. الجميع يعزف علي وتر واحد هو منع فرص فاروق حسني.. وقالوها صراحة لسفراء الدول التي لها حق التصويت: اختاروا أي أحد إلا فاروق حسني.. فلا يمكن لهذا الرجل الذي يحمل علي رأسه اتهام العنصرية ضد اليهودية أن يصل إلي هذا المنصب الرفيع.. فالعالم ليس به فوضي فهناك الكبير الذي سيمنع ويمنح.تربيطات، وتربيطات مضادة.. تحركات في السر والعلن والهدف واحد، هو إسقاط المرشح المصري.
وبدأت جولة التصويت الثانية لأنه لم يحصل أي من المرشحين التسعة علي الثلاثين صوتاً التي تكفل له النجاح.. وبدلاً من أن يتراجع المرشح المصري، إذا به يتقدم صوتاً، وتتقدم فيريرو النمساوية صوتين والبلغارية صوتاً.. المهم في هذه الجولة أنها أخرجت من السباق كل من مرشحي لتوانيا وروسيا وتنزانيا وبنين.. أما الجزائري محمد بيجاوي فلم يحصل سوي علي صفر ولم يدخل الحسابات من البداية للنهاية وكان بمثابة ورقة محروقة للجميع.
تحركات مكوكية.. والوفد المصري يصل الليل بالنهار من أجل عقد الاجتماعات والصفقات.. وأعداء المرشح المصري يتحركون التحركات المضادة.. هذا يقنع وذاك يفسد ما تم.
وبدأت المراهنات علي الجولة الثانية مساء السبت الماضي.. لابد من كبح جماح مرشح مصر ووقف تقدمه بأي وسيلة باستخدام حرب الشائعات ضده داخل أروقة اليونسكو، والشائعة أن الدول التي تؤيده سوف تتراجع عن تأييده.. الهدف واضح وصريح وهو إشاعة جو من الإحباط للمرشح المصري، ينعكس في تراجع من يؤيدونه.
وانطلقت الجولة الثالثة بين الثلاثة المرشحين الذين بقوا: حسني وفيريرو وبوكوفا وباقي.. وجاءت النتيجة أكثر إشراقاً للمرشح المصري وتدعم أرضيته الصلبة التي يقف عليها فقد حصل علي ٥٢ صوتاً وتقدم مرشحة بلغاريا قليلاً ولكن تقف عند ٣١ صوتاً وتقف فيريرو عند ١١ صوتاً فقط.
هنا أصبح الأمر أكثر وضوحاً لكل الأطراف، فاستمرار الوضع علي ما هو عليه يعني ببساطة أن يفوز فاروق حسني.
اجتماعات أوروبية
لابد من الألاعيب والتربيطات.. وعقد الاتحاد الأوروبي عدة اجتماعات في ساعات معدودة لتوحيد الجهود: إما مرشحة بلغاريا، وإما مرشحة النمسا لاستمرار المعركة ضد حسني.. وتم الاجتماع علي بوكوفا لأنها تحمل أعلي الأصوات وأعلنت مرشحة النمسا الانسحاب لصالح الوحدة الأوروبية.
وبدأت ملامح الخديعة تتضح شيئاً فشيئاً. إنهم يريدون الإجهاز علي فرص المرشح المصري في الجولة الرابعة وليست الخامسة كما أشارت تقديرات كل المراقبين، حتي لا ينتظروا إلي الجولة الأخيرة ويتم تصوير الأمر وكأنه معركة بين الشمال والجنوب.
ملامح الخديعة ظهرت.. انسحبت مرشحة أوروبية لصالح الأخري، وسوف تذهب أصواتها لها مع إقناع ايفون عبدالباقي بعدم الانسحاب وفي الوقت نفسه، سرقة أصواتها.. بمعني أن تشارك في المعركة مجرد كمالة عدد في أثناء ذلك يتحرك سفير أمريكا في اليونسكو تحركاته المشبوهة والمريبة والتي يحرض فيها علي مرشح مصر.
استنكار مصري
وكان لابد أن يعلن مصدر مسئول مصري استنكاره لاستمرار حملة المندوب الدائم الأمريكي ضد مرشح مصر، رغم أن الإدارة الأمريكية أعلنت بوضوح أنها كانت تعرض ترشيح فاروق حسني، لكنها ـ أي الإدارة ـ لا تنوي التصدي للمرشح المصري، أو إجهاض فرصه.
وأضاف المصدر أن هذا الموقف الأمريكي يتعارض روحاً ونصاً مع تأكيدات الإدارات الأمريكية.
كان يوم الأحد اجازة في باريس، مقر المنظمة، ولكنه لم يكن اجازة لا للمرشح المصري، ولا للجبهة المضادة.. اتصالات مكثفة وتحركات، وتحركات مضادة.. جهز الجميع أسلحته: الأمريكان ومن معهم: ألمانيا واليابان، واليهود تحت السطح. وفاروق حسني ومن معه من الدول العربية والافريقية، ودول حوض البحر الأبيض المتوسط وقبيل بدء المعركة بساعات، سربت مصر لمرشحة الاكوادور معالم الكمين المنصوب لها، فكانت شريفة وانسحبت.
المعركة الفاصلة بدأت إذن مبكراً.. مرشحة أوروبا والغرب أمام مرشح العرب والجنوب الطامح لكسر قيد الشمال واحتكاره لكل المناصب الدولية.نحن إذن أمام طرفين رئيسيين يمثلهما فاروق حسني مرشح مصر والعرب، وايرينا بوكوفا مرشحة بلغاريا والاتحاد الأوروبي.. وجاءت النتيجة لطمة علي خد المتواطئين..في الجولة الرابعة فقد فعلها فاروق حسني وتقدم إلي ٩٢ صوتاً وتساوي مع منافسته في الأصوات بعد أن جاءتها أصوات رفعتها الاتحاد، كبيضة مقشرة.
رغم هذا بقي صوت يكون حاسماً إما لفاوق حسني أو رفيقتها في لبوكوفا.. صوت واحد يحسم أطول وأشرس معركة في تاريخ اليونسكو منذ إنشائها الأمر يحتاج إذن إلي جولة خامسة وفاصلة.
وفي الجولة الخامسة والأخيرة وضعت النقاط فوق الحروف، وتجلت معالم المؤامرة جهارا نهارا في تربيطات للمندوب الأمريكي وعدد من مندوبي الدول الاوروبية.. وكان لابد من الاجهاز علي فرص المرشح المصري وحصلت بوكوفا علي ١٣ صوتاً ويتراجع فاروق حسني ويحصل علي ٧٢ صوتا لتكون بوكوفا اول سيدة تدير اليونسكو في تاريخها.فاروق حسني كان يستشعر ما يدار له قبل بدأ المعركة وقال انه ضد تسييس المنظمة معترفا ان الموقف المعادي لترشيحه ولسير الانتخابات منذ البداية وحتي آخر جولة يعد تسييساً لها وهو أمر مؤسف للغاية.وقال حسني ان اليونسكو مؤسسة وآلة عظيمة لتعزيز السلام وخلقه في عقول البشر وكانت هناك فرصة متاحة لتعاون عالمي بدون استبعاد طرف من الحوار من الشمال والجنوب بشرط ان يقبل الشمال مرشح الجنوب وهو ما لم يحدث.