ملابسات ما حدث ستعطي وقوداً جديداً لمكنة الدعاية التي ترجع اسباب الخراب في العالم لليهود وكما وضح فعلا بالتجربة!!
فمن يقف ضدهم ..تنقصف رقبته ،لكن ، لماذا لم نسأل انفسنا اسئلة اكثر عمقاً ، مثلاً لماذا يصرخ وزير ثقافة بانه سيحرق كتباً اياً كان نوع الكتب ، لماذا عندنا ازدواجية تجعل المسؤول يصرح تصريحاً للداخل ثم تصريحاً اخر للخارج بمنتهي الصفاقة ؟ بل لماذا عنده فكرة حرق الكتب حاضرة في اللاوعي ليستخدمها في وقت جدال ما ، ما الاهمية "الفرودية" للتعبير لنسأل انفسنا؟؟؟اما الكتب فما لها من ذنب الا ان كتبهااسرائيليون وقعنا معهم اتفاقية سلام بالفعل ، بل ولا يملك الوزير الا تقبيل احذيتهم كما رأينا بانفسنا.

اعتقد ان ما حدث سيكون مادة خصبة للاستمناء عند المصابين بجنون العظمة ، فنحن امة عريقة وذات حضارة تعود لسبعة الاف سنة لكن المؤامرة ضدنا دائماً ما تقزمنا ، ودائماً هذه المؤامرة تكون من اليهود .
هل سالوا انفسهم انه ربما نحن اقزام بالفعل لاننا عينا وزيراً منافقاً او علي الاقل لم نعترض تعيينه؟
كان من المفروض علي المثقفين المصريين ان يحتجوا منذ البداية علي تصريح حرق الكتب ، ليس حباً في التطبيع ولكن لان المثقف يجب ان يكون ضد ثقافة الحرق من الاساس ، انها مسألة مبدأ! فالفكر يواجه بالفكر وليس بالنار.
لكن منذ متي عندنا في ثقافتنا اي مبدأ ، طيب الم يتراجع الوزير عن تصريحاته ، وهذا معناه انه يوافق علي التطبيع ، لماذا اذا لم يستدعه البرلمان ويحاسبه علي سحب تصريحاته بما ان المسألة مسألة مبدأ.
المشكلة ليس هناك مبادئ ولا قيم ، اليوم انا مع اصولي فالعن سلفيل اليهود وغداً انا امام العال المتحضر فابكي علي ضحايا المحرقة!
اين المبادئ؟

انا شخصياً سعيد ان الانسانية انتصرت وابعدت هذا "الوزير" غير الانساني عن منصب لا يستحقه بل ولا يملك الحق ان يحلم به برأيي ، فمن يكره اي مجموعه بشرية سواء يهود او غيرهم يجب ان يحاسب علي ذلك ما استطيع اليه سبيلا.