لا أستطيع إلا أن أتفق مع طنطاوي فيما ذهب اليه

في الدول المتقدمه لا يستطيع شخص ان يهرب من مديونيته ولو كان عاطلا ستوفر له إدارة الخدمه الإجتماعيه في منطقته عمل وستخصم أقساط دينه من أجره وهناك وكالات لتحصيل الديون في مقابل نسبه , لكن هنا في مصر كثير من المحلات الأجهزه الكهربائيه الأهليه أفلس اصحابها نتيجة تهرب المشتري من سداد الأقساط , فما بالك بفاتورة مستشفي واللي كان عايش في مصر كان عارف انك لو مكنتش موظف حكومه أو في شركه قطاع خاص ولها سجل تجاري وعندك عقد ايجار وايصال ماء وكهرباء لم تكن تستطيع حتي شراء خلاط بالقسط

ثانيا رجل فقير يحاتج إلي طفل سليم البنيه وبصحه جيده ولا يكلفه سوي الطعام والملبس الضروري وغير ذلك رفاهيه لا يستطيعها إلا من يقدر عليها , لا أعرف ما هي الحاله الصحيه للطفل بالظبط ولكن أعتقد أنه كان سيشكل عبئا علي والده لفتره طويله , فهو بموته أراح واستراح

هذا الطفل قبل ظهور اجهزة الرعايه الطبيه الحديثه كان مصيره الموت لا محاله , ولي هنا ملاحظه علي ما اراه من حولي

البرنامج الفلاني
الو
ايوه يا ست ايمان
مين معايا
معاكي عطيه من السنبلاوين
ايوه يا عم عطيه
والله انا محتاج مساعده , عندي ابني عنده ضمور في المخ والأطباء قالوا لي لازم يسافر المانيا

وتبدأ المذيعه في التسول من أجل علاج طفل مصاب بضمور في المخ
طيب مش لما السليم يلاقي ياكل نبقي نعالج العيان ؟

طبيعي اثناء عملية التناسل ان ينتج اشخاص بهم عيوب خلقيه ومرضي وغير مطابقين للمواصفات , وكان هؤلاء الضعفاء مصيرهم الفناء , ولكن بسبب الغلو في الرعايه الصحيه ينشأ هؤلاء المرضي ويشاركوا الأصحاء في فرص الحياه ويتناسلوا وينتجوا نسلا ضعيفا مثلهم .
وعشان كده تلاقي النهارده شاب عنده ٤٠ سنه ولو طلع ١٠ طوابق علي السلم يتقطع نفسه ولو مشي ٥٠٠ متر في الشمس ممكن يقع من طوله وعلي ما يوصل ٥٠ سنه يكون بقي خرده , في حين عندما كانت عملية الإنتخاب الطبيعي تجري بدون رعاية صحيه كنت تجد اشخاص بلغوا ٨٠ عام ويخوضون غمار المعارك (نصر ابن سيار والي بني أميه علي خرسان قتل علي حصانه أثناء معركه مع أبو مسلم الخرساني وكان عمره تجاوز ٨٠ عام) تخيل انت النهارده كم راجل عنده ٨٠ سنه وراكب حصان وبيحارب كمان ؟

الحقيقه أن الرعايه الصحيه الفائقه لا تستطيع تحملها دول ناميه كمصر , وعدم رعاية الأطفال المعاقين والمولودين بعيوب خلقيه في رأيي قرار حكيم وعلي رأي المثل ( مركب الخرى موش ناقص قلاليط)

إذا ولد هذا الشخص في دوله متقدمه فإن فرصته في الحياه والحصول علي الرعايه ستكون كبيره , إما إذا كان سيئ الحظ وولد في دوله جوعانه مثل مصر فبصراحه الشخص السليم أولي باللقمه منه , ولا ذنب لأحد في ذلك

فالطفل المولود في مجتمع متقدم يحظي بفرصه أفضل للحياه ككل وليس الرعايه الصحيه فقط والسبب في ذلك أن أجداده كافحوا من أجل أن يقيموا بلدا متقدم يوفر الرعايه لأبنائه ويحترم الإنسان فيه , والطفل المولود في دوله متخلفه يحمل وزر اجداده المتخلفين ليس إلا .