كلام طنطاوى مظبوط.
العلاج الطبى الحديث ليس فقط مكلف ولكن باهظ التكاليف فالأمر لم يعد مجرد أسبرينة ولا أربط دماغك بمنديل فيه مفتاح أو تشم فحل بصل أو تستعين بكيرلس ويوسف البدرى وفى نهاية اليوم لابد لأحد أن يسدد الفاتورة ولهذا فحتى دولة كأمريكا بها اليوم جدل ضخم حول الرعاية والتأمين الصحى..... هناك مايقرب من ٥٠ مليون أمريكى بدون تأمين صحى وبالتالى فهؤلاء لايتلقوا أى نوع من الرعاية الصحية إلا فى حالات الطوارئ والتى كثيرا ماتكون بسبب شئ بسيط تم إهماله لشهور وسنوات لعدم وجود تأمين صحى لدى المريض مما أدى لتعقد الأمور والإنتهاء فى غرفة الطوارئ والمستشفيات ملزمة بمعالجة من يأتى إليها فى حالة طارئة ثم بعد ذلك يحاولوا تحصيل مايمكن من المريض وأبقى قابلنى!! والحل هو أن تتخلص المستشفيات من عبء الإلتزام بمعالجة من ليس لديه تأمين صحى-كما يحدث فى مصر الأن- وبالنسبة لدولة كأمريكا فهو أمر غير متصور خاصة وأنها مصدعة دماغ الناس صباحا ومساءا بأنها أعظم وأغنى دولة فى العالم !!أو أن يكون هناك برنامج تأمين صحى يغطى كل المواطنين كما هو الحال فى ألمانيا.

طبعا فى مصر الأمر ينظر له على إنه وحشية من المستشفى وليس فى إطار مشكلة الرعاية الصحية بها وهنا لى عدة وقفات;

1- لم أسمع حوار أو جدل حقيقى لمصر باليوم حول مسألة التأمين الصحى وكيفية تغطية أكبر عدد ممكن من الناس به وكيفية تمويله وإدارته بشكل كفء لأنه بالطبع هناك قضايا أهم وأخطر من تلك التفاهات كاللحية والنقاب وحكم المعازف والغناء ومصافحة المرأة الأجنبية ونكاح الجنية المشركة وغيرها من القضايا الحساسة والمصيرية.

2- بدلا من إنفاق الأموال على بناء المساجد بزعم فعل الخير والتى هى من وجهة نظرى عبارة عن مساحات فارغة غير مستغلة بالأضافة لأنها معامل لتفريخ الإرهابيين,من الأفضل لكم إنفاق أموالكم للإهتمام بأشياء كالتعليم والصحة تحتاجهم بشدة دولة نامية كمصر..... لو قيمنا كل المساجد والكنائس بمصر كقيمة عقارية أراهن بعمرى أن المبلغ سيتجاوز عشرات البلايين من الدولارات ومن الممكن ببساطة شديدة هدمهم كلهم -ماعدا من يحمل منهم قيمة تاريخية وأثرية- وبيعهم كأرض فضاء وإستخدام العائد فى تأسيس مشروع تأمين صحى جيد وتطوير التعليم أما فى حالة بقاء الوضع على ماهو عليه فخلى ربنا يعالجكم ولاتذهبوا للمستشفيات وأنا هنا لاأسخر ولكنى أتكلم بمنتهى الجدية..... شعب فقير يبدد أمواله على بناء معابد لتكريس التخلف والجهل والدجل والشعوذة بحجة عبادة كائن علوى غير مرئى ونفس هذا الكائن العلوى الغير مرئى لديه بنص كتبكم المقدسة قدرات طبية إعجازية "فإذا مرضت فهو يشفين" وبالتالى يصبح من المنطقى جدا الطلب من المؤمنين بالكائن العلوى الغير مرئى الإكتفاء بالتأمين الصحى الميتافيزيقى وعدم التوجه للمستشفيات للعلاج.