الزميل هوليمن
لا أعتقد صرامة أسلوبي تصل إلى مستوى التشنج.
عند الضرورة، أنا لست صاحب حديث ليّن، أصيغ عباراتي بمنتهى الهدوء، ولكن بمنتهى الحزم، قد يبدو -أحياناً- على أنه تشنج. ولكن ثق أن الفكرة ليست كما ترى ظاهرها.
شكراً لملاحظتك.



الزميل كنعاني
دعني أساعدك في مشكلتيك المزمنتين في الخلط بين الفكرة وبين البشر، وفي أصول الانتماء.
فما زلت تهرف بأصول الانتماء على أنه (لغة، تاريخ، جغرافيا، دين)، ويبدو ذلك واضحاً في ردودك في النادي حيث تحاول جاهداً اقناع القارئ أن خصمك الحواري يعتمد على تلك المبادئ لإثبات انتمائه. بينما في الحقيقة أنت من يؤمن بتلك الأفكار العتيقة بدليل ادعائك بكنعانية فلسطين وذلك بناء على خرافة تاريخية لا يقل عمرها عن 2500 سنة، ولربما تستمد هذه الفكرة من التوراة فهي أقدم كتاب يشير لوجود الكنعانيين في فلسطين التي تعتبرها التوراة يهودية.

سوريا كلمة سريانية بالفعل، ومن ينكر اكتشافك الحديث المذهل هذا؟ ولكن ما علاقة ذلك بعروبة سوريا حالياً غير النظرية البالية عن الأصول التاريخية في نشوء الأمم؟ ما علاقة لغة كانت موجودة في سوريا من قبل الميلاد بعروبة الفكر في سوريا حالياً؟ قد تكون كنعانية فلسطين موجودة في مخليتك لكن عروبة سوريا حالياً تملأ فكر ملايين البشر سوريين كانوا أم غير سوريين.

العروبة فكرة يا كنعاني، وفكرة العروبة أكبر من فكر البعث فهو ينسب نفسه إليها. وهي فكرة أكثر واقعية وحقانية من فكرة الكنعنة. سل زملاءك الفلسطينيين في المنتدى إن كنت تجهل، ولا أعتقد أنهم يوافقونك على خرافة الكنعانية التي تدعوك لكره كل عروبي وصب جام غضبك على من تتخيل أنهم أعداء الفلسطينيين بينما هم من أشد أنصارهم غيرة مقارنة بأحضان أحبابك الذين يلعبون بالفصائل الفلسطينية ألعاباً صبيانية. زملاؤك الفلسطينيون هنا لا ينكرون احتضان سوريا (نظاماً وشعباً) للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطنيني. سلهم، وليؤيدوك إن كانوا قانعين! وحدك يا كنعاني غارق في لجج من وهمك أنك عبرت للأممية كما تحاول أن تبدو من خلال حديثك وعلمنتك لمفهوم الانتماء الذي ما زال في طور نظريات نشوء الأمم التي درسها طلاب الاعدادية في ستينات وسبعينات القرن الماضي.

عبثاً تعتقد أنك خطوت نحو الدائرة الأكبر، أو أنك ارتقيت بفكرك القديم (السلفية إن كنت تذكر) إلى فكر أكثر اتساعاً واستنارة بمجرد اهتدائك المفاجئ والسريع (والمشكوك فيه) للإلحاد؛ فأسانيدك ما زالت تدور في فلك السلفية بشكل أو بآخر لذلك تجد نفسك متراوحاً بين القندسة والأرنبة فلا سعداً بلغت ولا كلابا. وأشد مظاهر السلفية الواضحة فيك حدة طبعك الحواري، وعنف ألفاظك مع محاورك، وحديتك المتطرفة في الحكم على الغير تماماً كأكثر السلفيين تعنتاً بل ما أرحم الظواهري في حكمه على الآخر وتعامله معه!

اصح يا صاح، وجـِـد لنفسك فكراً تثبت عليه، فضحكك علينا مفضوح، وفكرك السلفي ما زال يتوهج في توقيعك الذي يصرخ أن الانتحاري هو استشهادي.