الزميل كنعاني

خطابي دائماً موجه لفكرك وليس لشخصك، فتبين الفرق. أما وصفك لشخص بأنه عالق في الحمرنة فهو الشخصنة بسبب عدم القدرة على الوصول لفكره وهذه ليست مشكلتي معك فأنا لا أهتم حتى بالشخصنات. فخذ راحتك ولا تعبأ وليكن القارئ حكماً عمن اعتدى على شخص الآخر.

واحتراماً لنقاطك السبعة المجزأة قسمين، إليك ملاحظاتي:

1- ما الفائدة من معرفة كون الكنعانيين أكثر قدماً من التورات؟ أفي ذلك إثبات كنعانية فلسطين اليوم؟ بأي حق؟ وكيف يختلف ذلك عن ادعاء الحسين بن طلال (الصديق الحميم للفلسطينيين) أنه من السلالة الشريفة؟ علماً أن العمر المعروف لهذه السلالة لا يتجاوز 1500 سنة بكثير فما بالك بعمر سلالة الكنعانيين الذي تقول عن عنه أنه تجاوز 3000 سنة قبل التورات؟ هل يمكنني إضافة الأصل العرق الأصلي الواحد إلى بقية لنظريات التي تؤمن بها لنشوء الأمم؟ وهل لديك إثبات منطقي لكونك من عرق باقية أصوله نقية حتى اليوم؟ ألم تستوعب بعد أن عروبة بشر اليوم لا علاقة لها بتاريخهم وأن الانتماء فكرة ليست بالضرورة مرتبطة عرقاً ولا ديناً ولا تاريخاً ولا لغة؟

2- مع تسليمي بحقك اعتبار ذاتك (غاليليو)، إلا أن فكر غاليليو ثبت لليوم، وهذا لا يمكنني التسليم به في حالتك قبل أن يمر عليك ما مر عليه، مع تمنياتي بعمر مديد لك. أصدقاؤك الذين تقنعهم بصحة فكرك هم افتراضيون بالنسة لمنتدى افتراضي وأنت لن تقبل أن أدلل على صحة فكري بأنني أقنعت أصدقائي به! لم يشر أحد لأصدقائك، أنا عنيت الفلسطينيين في هذا المنتدى فهم أعضاء هنا وليسوا أشخاصاً افتراضيين.

3- لا اعتبار للأقلية والأغلبية فيما طرحته، ولا يمكنني فرض أي انتماء عليك. أين بدر ذلك؟ إن هي إلا طريقة لتلتف بها على طرحي ولا بأس عليك، فمثلك كثير.

النقاط الخرى:
1- أعرف عنك قرآنيتك وغرامك السابق بشحرور فلا تتهمني، أما عن سلفيتك، فالسلفية أوضحتها أعلاه وليست بحاجة للإعادة فأنت أنكرت فقط ولم ترد على فحواها.

2- لا بأس باهتدائك للإلحاد، سأقبل بردك كي لا يقول الملحدون عني أنني أدفع الملحدين الجدد للردة.

3- رائع مفهومك عن الاستشهادي، وهذا بالضبط ما أردتك أن تقوله. كيف تفهم إذن دوافع استشهاد السوري جول جمال انطلاقاً من مصر نحو فلسطين؟ هل هو بسبب الكنعانية أم لسبب آخر؟ وهل لديك مثال كنعاني عن ذلك يشبه ذاك العروبي؟ جول جمال سوري بمعنى أن انتماءه لدولة كان أضيق من انتمائه للدائرة الأوسع، وهو مسيحي بمعنى أن انتماءه لدين أكثر ضيقاً. ما تفسيرك لهذه المعضلة عسيرة الفهم؟
من ناحية أخرى، كيف تفسر أن بدايات العمليات الاستشهادية كانت على الحدود الفلسطينية اللبنانية وكانت من غير الفلسطينيين ومن غير الكنعانيين ومن غير المسلمين ومن غير الرجال (بنات سوريات ولبنانيات)؟ مع ملاحظة أن الفدائيين كانوا أشبه بالجيش بمعنى أنهم كانوا يتقاضون مبلغاً -صغر أو كبر- مقابل انخراطهم. أما أولئك الشهداء فقد قدموا أرواحهم تطوعاً وبلا مقابل.
العروبة هي الفكر الأوسع والأكثر شمولاً، كونك أحمر اللون هو أمر يميزك ولكن لا يعفيك من الاحتواء ضمن ألوان قوس قزح.

4- لا بأس بطبعك وشخصيتك فهما سمتان خاصتان، المشكلة أنهما يؤثران على طريقة تفكيرك، وهذا خطر.

وإجابة عن سؤالك الأخير:
أنا لم أغير، ولكن يبدو أنك نسيت أن الموضوع هو عن الاتهامات الباطلة لسوريا، وأنت شاركت بها. أما بخصوص الشخصنة فقد تطرقت لذلك أعلاه.
هناك عبارة دفعتني للابتسام بأبوية: مقهور من مواضيعك؟ لا يا فتاي العزيز، أنا لا أعرف القهر. لا تبتئس يا فتى ولا يخطر ببالك أنني سأزعل من طرحك فخذ راحتك. مشكلة أخرى كبيرة أن تخلط بين الحكم على فكرة والحكم على شخص فمن قال أنني لا أطيقك؟ تعال لأورثك ثروتي إن أردت فمالي ومال شخصك كي أطيقك أو لا فهذه ليست المشكلة بل في اعتبارك لنقد فكرة وإسقاطك لذلك على الشخوص وهذا ما لا أتقنه! ألهذا السبب إذن تتهمني بالشخصنة؟ لا، بل تطلب مني أن أتجاهلك؟ أنا لا أتجاهل كبار الفكر يا كنعاني (جـِـخّ)، فهون عليك فما زلت أعتبرك أخاً في العروبة.

ختاماً، وكي لا تفهم العبارة الأخيرة على أنها استفزاز لشخصك:
اعتباري لك أخاً في العروبة لا يعني فرض الانتماء عليك بل هو مجرد شرح لاعتبارك عندي قد لا تعوزه ولكنك لن تلغيه.