تحية للأخ المحترم: فلسطيني كنعاني..
انا اوافقك على ان بعض الامثلة المطروحة نجد فيها البيئةَ تفرض على افراد النوع شكل معين من التكيف، نحو الحياة في الارض والضغط الحاصل في اعماق المحيطات على الكائنات هناك، واسمرار البشرة لتعرضها لاشعة الشمس، ولكن هذا الاستقراء متعلق بامثلة محدودة وإن كثرت، فنختلف معكم في جواز تعميم هذا الاستقراء الناقص واستنتاج كلية فتقول: كل الكائنات تكيفت قهريا وبصورة غير اختيارية، فعلى الاقل يا عزيزي نقول لا نعلم بوجود ذكاء وإختيارية على الوجه المطلق.
وشخصيا تمسكنا بامثلة لا تكون فيها البيئة قاهرة وعلة وحيدة في تطور بعض الاسلحة الهجومية او الدفاعية، نحو المخلوق -لم احفظ اسمه- الذي طور وسيلة عجيبة لاصطياد الروبيان الذي تطور هو الآخر فاختار اللون الشفاف، والفراشة المذكورة في المثال، وسم القنديل والافاعي المختلفة ..ألخ
فهناك تطورات لكي يعيش الكائن الحي في تلك الظروف القاهرة، وإلا فانه يموت ابتداءا ويفشل في العيش، وهناك تطورات لم تكن البيئة علة قاهرة، بل ان النوع اوالكائن او ملهم التطور اوالفاعل استوعب إن هناك ورقة وإن هناك طير مفترس، وان هذا الطير يرى الورقة ويعرف انها غير قابلة للأكل، وعرف المطور كذلك فاختار بالذات صورة الورقة، وكذلك القنديل او الكائن آكل الروبيان ..الخ
فلو كانت البيئة هي القاهرة دوما بحيث لا تفتح مجالا للتطور الا بصورة واحدة لكان التنوع غير قابل للوجود، لانهم معرضون لنفس البيئة ونفس الظروف، ولكنا نجد إن الروبيان الذي كان في تلك المنطقة قسم منه تطور واصبح شفافا وقسم بقي على شكله، ولكن القسم غير المتطور اصبح لقمة سهلة للمخلوق المعني، فقل تعداده او رحل، فلاحظ ان التنوع ليس قاهرا من البيئة، وإلا لكانوا جميعا بنفس النوع، ثم طور المخلوق بصورة إختيارية مادة مشعة يفرزها ليأكلها الروبيان الشفاف، فيكون مشعا وممكن الرؤية، فيأكله.
فلو كانت البيئة قاهرة في تطور هذه المخلوقات لاندثر المخلوق، أو لحق بالروبيان غير المتطور، ولم يستطع ابتداع المادة المشعة.
ونقصد بالذكاء هنا هو:
وعي للمطور لجدوى التكنولوجية المتطورة من اجل غاية محددة قد تلعب دورا في تحسين حياته وعيشه.. وهو ما يقابل الجماد.
مثال بسيط: ألقينا عدة صخور بصورة عشوائية على لوح خشبي، فطبعت إحدى الصخور على اللوح دون غيرها، فان الطبعة ليست دليل ذكاء من الصخرة.
ولكن تطبيق نظرية بافلوف مثلا على الكلب، واستيعاب الكلب ان كلما قرعنا الجرس سال لعابه منتظرا الطعام فهذا دليل ذكاء ووعي.
وفي محل الحوار:
أن يطور النوع وسيلة لا تفرضها البيئة بصورة قاهرة، اي لا دخل لها في العيش والبقاء فانه يستطيع من غيرها العيش والبقاء، ولكن الوسيلة تحسن وتقوي وضعه كمنافس لنوع آخر لديه وسائل مطورة نحو العين أو غيرها، المهم إنه وعى وجود قدرة للمنافس، فيطور وسيلة دفاعية او هجومية موجهه لتلك الوسيلة لدى المنافس. فهذا دليل ذكاء واستيعاب من النوع، وليس قهرا من الظروف البيئية.
اما بخصوص الفيديو فان شاء الله ساشاهده وابدي تعليقي عليه.
وشكرا
بخصوص السرطان فكما تفضل الباحث في الفيديو، فهي عملية طورها السرطان بعد ان استوعب ان البشر يبقون على حياة من حمل الصورة، فهذه عملية تطورية ذكية للدفاع والبقاء، وهذا دليل آخر على ما نندعيه ويخالف الكلية السالبة: عدم وجود ذكاء مطلقا في عمليات التطور.