بعيداً عن تشنج كل من الزميلين Basic وفلسطيني كنعاني مرة أخرى :
(09-25-2009, 10:15 AM)فلسطيني كنعاني كتب: الزميل هولي مان
اقتباس:عزيزي فلسطيني كنعاني هل أفهم منك أن السوريين كانوا الشياطين والفلسطينيين واللبنانيين كانوا الملائكة في حرب لبنان ...؟
لا ... لا يوجد ملائكة في الحروب أبدا ، و لكن في حرب لبنان الدور السوري كان الاقذر بامتياز .... و كان عبارة عن مزيج من الاجرام و الوحشية و الفساد و الغباء و التخبط السياسي..
عزيزي بدأت جوابك بمحاكاة المنطق باعترافك الصريح أن لا وجود للملائكة ، ولكنك أنحرفت في الجملة التالية مباشرة نحو رؤية التاريخ من المنظور العاطفي وهذه مشكلة حقيقية ...
عزيزي فلسطيني كنعاني المشكلة اللبنانية مشكلة معقدة جداً في حيثياتها لا تضاهيها في التعقيد إلا القضية الفلسطينية التي هي سبب من أسباب تجدد هذه الحرب ، وتصويرك أن سوريا كان لها الدور الأقذر تصوير عاطفي فارغ من المضمون المنطقي ومتناقض مع مجريات التاريخ أصلاً ...
أنت تعرف أن الحرب اللبنانية بدأت بغير الأيادي السورية أم "ماذا رأيك" ؟
أنت تعرف أن اليسار اللبناني والفلسطينيين هم من سعى لهزيمة المسيحيين باسم العروبة أم "ماذا رأيك" ؟
أنت تعرف فوضى السلاح في لبنان كانت باسم القضية الفلسطينية أم "ماذا رأيك" ؟
أنت تعرف أن طريق القدس لا يمر من بيروت من وجهة النظر السورية أم "ماذا رأيك" ؟
أنت تعرف أن السوريين لم يورطوا المنطقة في حرب نتيجة العنتريات الفارغة أم "ماذا رأيك" ؟
أنت تعرف أن السوريين لم يدفنوا سلاحهم في التراب رغم هزيمتهم أمام اسرائيل أم "ماذا رأيك" ؟
وهناك الكثير مما تعرفه لم أذكره كونه ليس لدي وقت ..
وسوف أذكر أمران يدلان على أنك تنظر لتاريخ الحرب اللبنانية بعين واحدة وتنسى أن تفتح العين الأخرى .
المخيمات الفلسطينية :
يجب أن تعترف أن حرب المخيمات الفلسطينية في جزء كبير منها كانت صراع على النفوذ
ولا تنسى أن قسم من الفصائل الفلسطينية كانت تحارب عرفات ...
إن الصراع بين النفوذ العرفاتي و غيره من أشكال النفوذ المختلفة هو مجرد صراع نفوذ يا عزيزي ... ياسر عرفات كان يدافع عن نفوذه في وجه الآخرين ليس أكثر ...
ولا داعي لأن أذكرك بعودة عرفات إلى لبنان بعد خروجه منه كي يبني نفوذاً جديداً وفشله في ذلك ورحيله ... دقق في هذه الجزئية وسوف تتضح لك الصورة ...
أن نرى أن ضحايا صراع النفوذ هذا هم الأطفال والأبرياء فهذه وجهة نظر صحيحية وسوية ، أما أن نرى أن الضحايا الأبرياء نتيجة أحقية هذا النفوذ أو ذاك فهذه مشكلة ...
كمال جنبلاط :
عزيزي تتهم سوريا بقتل كمال جنبلاط على خلفية خلافه الشخصي مع حافظ الأسد .
ولو سلمنا جدلاً بهذه القصة ودققنا قليلاً بالتاريخ بعيداً عن العاطفة لوجدنا أن السوريين قتلوا كمال جنبلاط مرة في حين أن ياسر عرفات قتله مرتين .. !!
مرة عندما جعل منه فتيل لصراع قائم بين الرؤية السورية والرؤية العرفاتية للصراع العربي الاسرائيلي والنفوذ على الساحة اللبنانية ...
ومرة عندما تخلى عنه في مؤتمر الفصائل الذي عقد في القاهرة بعد اغتياله تحت داعي أن القضية الفلسطينية أكبر من الأشخاص ...
طيب لما القضية الفلسطينية أكبر من الأشخاص لماذا لم يتم تهدئة الأمور منذ البداية وعدم الذهاب إلى المواجهة والصدام مع سوريا ... أم أنه لا بأس أن نضحي بالآخرين فقط في سبيل مصالحنا ....
وربما لا تعرف أنت وغيرك أن خلاف حافظ الأسد وكمال جنبلاط كان حول قضايا عدة منها ياسر عرفات ...
في النهاية
لا يمكن أن أنظر للتاريخ بعين العاطفة أو بعين واحدة لأصنف الآخرين ...
فالدور السوري أتى بالاستقرار إلى لبنان شئنا أم أبينا ...
والدور السوري دعم كل القوى التي تصب جهودها في قتال إسرائيل (وليس شيء آخر) في لبنان شئنا أم أبينا
والدور السوري كان مضطراً أن يحارب الجميع وأن يتحالف مع الجميع بحكم المصلحة الاسترتيجية المشتركة لسوريا ولبنان وما يراه الزميل فلسطيني تخبط للسياسة السورية في لبنان هو قصور واضح في رؤيته .
فالتخبط المليشياوي والتحالفات المتغيرة والامتدادات الاقليمية والدولية للمشكلة اللبنانية فرض على سوريا سياسة رد الفعل في كثير من الأحيان ...
نعم إن السياسة السورية فيها من الأخطاء والمصالح الضيقة كأي سياسة أخرى فنحن نتكلم عن بشر وليس آلهة ترسم هذه السياسات ...
ولكن أن نصف الدور السوري بالأقذر في لبنان هو وصف لا يعدو كونه وصفاً مؤدلجاً في أحسن الأحوال.
عزيزي فلسطيني كنعاني ، حافظ الأسد وحزب البعث السوري للإنصاف وللتاريخ لم يتخليا عن القضية الفلسطينية ...
فليس حافظ الأسد من ذهب يفاوض الإسرائيليين سراً في " سأترك لك أن تسمي المكان" وترك الآخرين ليعقد اتفاقات سرية معهم أم أنك لا تحب أن تقرأ هذا التاريخ أيضاً ...
وبالنسبة للعروبة ودورها في القضية الفلسطينية :
نعم تاجر الكثير من العرب ( ومعهم الكثير من الفلسطينيين ) بالقضية الفلسطينية من أجل مصالحهم الخاصة الضيقة وآذوا القضية الفلسطينية بطيب نية حيناً وغباء ، وبسوء نية أحياناً أخرى وخبث ...
لكن للانصاف وللتاريخ العرب خدموا القضية الفلسطينية في أمكنة عدة وقاتلوا من أجلها ودفعوا الثمن غالي في المنطقة ...
ولو لم يكن العرب يساندون القضية الفلسطينية هل كانت القضية الفلسطينية لتكون أكثر من قضية "هنود حمر" أخرى ...؟
علينا إذا أردنا أن نكون منصفين أن نرى التاريخ بكلتا العينين ، لا بعين واحدة متشائمة كانت أم متفائلة ...
شكراً للجميع