مرحبا بالجميع ..
يبدو اننا بحاجة الى تعريف الذكاء او الوعي اولا من ثم نسقط امثلة التطور الضخمة على التعريف لنجد هل هي مصداقة للتعريف أم لا؟
قد اعترفنا بوجود امثلة من التطورات علتها الظروف البيئية القاهرة، نحو لون الجلد وشكل كائنات القاع ..ألخ ولكنا نشدد على كونها استقراء ناقص، والاستقراء الناقص لا يفيد التعميم ولا ينتج قضية كلية.
وقد بينا أمثلة فيها وعي من المتطور، مثل الخثاق آكل الروبيان الشفاف، والفراشة و سم القنديل الصندوقي وغيرهم ، وفيها دلالة واضحة من النوع على الذكاء والوعي بفائدة التكنولوجية.
فلم نجد آكل الروبيان أو الفراشة او القنديل اختبر العديد من التكنولوجيات الفاشلة ثم اكتشف التكنولوجية النافعة، ولم تكن هذه التكنولوجية بنتيجة للظروف البيئية القاهرة، بل وإن وجدت التكنولوجيات الفاشلة، فإنها في ذاتها دليل وعي من المطور، في إنه يريد وله غاية.
ومثال الفراشة كالتالي:
إنها طورت صورة مشابهة لورق الشجر، لتمويه الطير.
فإما المطور واعيا للتكنولوجية أو طورها بعشوائية، بعبارة أخرى للعشوائية والاعتباطية: حدثت طفرة واختارت الظروف الطبيعية ان تبقي على هذه الطفرة وتنسخها في النوع.
ولكن المدعى الثاني مرفوض للامور التالية:
1) إن إحتمال اصابة شكل من ملايين الاشكال إحتمال يكاد يكون صفرا.
2) إن العشوائية لا تصيب الهدف دائما، فالطفرة في الفراشة اصابت الهدف، والطفرة في السرطان الذي تشكل على وجه الساموراي اصابت الهدف، والطفرة في الخثاق آكل الروبيان اصابت الهدف، وهذا بالوجدان مرفوض.
3) وإن قلنا ان العشوائية اصابت الهدف بعد تجارب تطورية عديدة، فان هذا في نفسه ارادة للمطور ان يصيب الهدف، وثانيا لم نجد التجارب الخاطئة، وثالثا هذا الافتراض مناقض للطفرة، فان تعدد التجارب دليل على وجود حركة متكررة، والطفرة عبارة عن خطأ في تركيب الDNA بسبب انزيم الفك والنسخ، وهو نادر الحدوث نسبيا كما اثبت علماء البيولوجيا، فكثرة الخطأ برهان على وجود أمر ملتفت الى غاية، وهذا دليل ذكاء.
فالفراشة الورقية نوع من فراش اعلى، قسم منه تطور بالصورة هذه، وقسم لم يتطور، والتطور تدريجي، فتعمل الجينات على نسخ التكنولوجية المتطورة بصورة افضل وتدريجيا، كما فعل السرطان، الذي اتقن فيما بعد صورة مقاتلي الساموراي، الصورة المحترمة اكثر من اي صورة وجه، لانهم استوعبوا بان هذه العملية تساعده على البقاء، والمساعدة على البقاء خلاف الضرورة للبقاء،فان الضرورة تتناسب مع مدعي العمياء، ولكن الاول لا يناسب المدعى، لان البيئة تفرض فقط ما يجعل الكائن يعيش ويبقى، ولكن هذه التكنولوجيات المتطور ليست ضرورية للعيش والبقاء، بل امور مساعدة.
فهناك فراش لم يتطور وبقي على حاله، وكذلك سرطان لم يتطور وبقي، وخثاق لم يتطور وبقي ..ألخ
فالخلاصة:
إن هناك استقراء وملاحظات جزئية في متطورين، تدل على وجود وعي لدى الكائن الحي، والمطور بنفع التكنولوجية، من اجل غاية، وهذا الاستقراء الناقص كاف في دحض المدعى العام: العشوائية المطلقة، ولم ندعِ لحتى الآن وجود الذكاء المطلق لكي ينقض بامثلة عمياء!
وشكرا جزيلا