هذا المنصب كان في جيب مصر لو اختار مبارك مرشحاً آخر غير العنصري اللاسامي فاروق حسني.
لكن يبدو أن مبارك، وتحت تأثير كيمياء بشرية لا حل لها، كان يريد المنصب لروءة وليس لمصر. ألمانيا التي تتوفر على حساسية خاصة ضد اللاسامية طلبت بالفعل من مبارك التقدم بمرشح آخر وإلا فإنها ليس فقط لن تصوت لفاروق بل ستستخدم نفوذها في منعه من الوصول إلى المنصب، فلما لم يستجب مبارك مضت الدبلوماسية الألمانية في طريقها وفي نفس الوقت منح الرئيس الألماني (ألمانيا لها رئيس غير المستشار) صحفياً مصرياً هو سلامة أحمد سلامة وساماً رفيعاً يحمل دلالة معينة واضحة.
ونفس الشيء مع أميركا التي كانت بالفعل ستؤيد مرشحاً مصرياً آخر. مع العلم، وهذا من مصادري الخاصة رفيعة المستوى، كان لدى أميركا والمانيا واليابان خطة باء في حالة فوز حسني في الاقتراع. والخطة باختصار هي تصفية اليونسكو أو تجميدها، يعني يا يونسكو بدون فاروق حسني يا لا يونسكو.

الكيمياء البشرية التي جذبت ناصر إلى المشير عامر تفعل الأفاعيل بقلب حسني مبارك تجاه فاروق حسني (السادات كان عنده كيميا برضه تجذبه نحو رجل مشعوذ اسمه حسن هويدي لكن السادات كان قادراً على التحكم في نفسه ولم يسند لمعشوقه أي مهمة رسمية ذات قيمة).