الزميل هولي مان
اقتباس:نعم بدأت هذه الحرب بهذه الجريمة البشعة ولكن لا تنسى يا عزيزي ماذا حصل قبلها من سلسلة أحداث وماذا فعل الفلسطينيين في الداخل اللبناني ... حتى نكون منصفين ونقرأ التاريخ بكلتا العينين لا بعين واحدة ...
نتفق إذن ان الفلسطينيين ليسوا من اشعل هذه الحرب .....
الداخل اللبناني خربان اصلا قبل أن يكون هناك تواجد فلسطيني في الخمسينات هناك مشاكل و في القرن الماضي هناك حروب أهلية .... الفلسطينييون في لبنان ما كانوا ليحاربوا الكتائب أصلا لولا وجود عداء لهم داخل لبنان نفسها ... !! و لعلمك حتى كريم بقرادوني المسؤول في الكتائب اللبنانية أقر ان عرفات كان دائما يعمل على التهدئة في برنامج "حرب لبنان" الذي بثته الجزيرة .... الحرب فرضت لبنانيا على الفلسطينيين و ليس العكس و حتى شرارتها تدل على ذلك.
اقتباس:عزيزي تذكر أن الفلسطينيين كانوا يحاربون أصحاب الأرض (اليمين اللبناني) ، وتورط الفلسطينيين بالداخل اللبناني ، يذكرنا بتورط الفلسطينيين بالداخل الأردني أي بداخل أي دولة سلطتها المركزية ضعيفة ...
ورغم تناقض مشروع الثورة والدولة .. إلا أن الفلسطينيين في كثير من الأحيان لم يقدروا ولم يراعوا أنهم موجودين على أرض الشعوب التي ينطلقون منها لعملياتهم الفدائية وأن عليهم أخذ خيارات الآخرين بالاعتبار ، ولا داعي لأن أذكرك بالتاريخ فأنت تحفظه .
الوضع اللبناني يختلف عن الاردني و لا داعي للخلط بين حالتين .... فشرق الاردن فرض الجنسية الاردنية على الفلسطينيين و من هنا إذا أردنا وصفا صحيحا لما جرى في الاردن فهو انها كانت حربا أهلية .... لكن بما ان الشعب الشرق الاردني أردني و شعب غرب الاردن فلسطيني فقد تم وصف الفلسطينيين بأنهم يتدخلون في أوضاع لا تعنيهم ، في حين ان نظام ذلك البلد ضيع ما تبقى من فلسطين عام 1967 ، و بعد ان ضيع ارضهم صار يطالبهم بعدم التدخل في سياسة بلد يحملون جنسيتها!!!
و بالمناسبة أشكرك على تأكيد كذبة العروبة ... فمجرد قولك ان على الفلسطينيين أخذ خيارات "الاخرين" بالاعتبار يؤكد ذلك، فخياراتنا مختلفة عن خياراتهم مثل ما هويتنا الفلسطينية مختلفة عن هويتهم.
اقتباس: عزيزي كون الدولة المستضيفة ضعيفة لا يعني أن أفعل ما يحلو لي وزيادة الفوضى فوضى ... يعني عندما يستضيفك أحدهم في بيته ليس من الضروري أن يحق لك النوم مع إمرأته لمجرد أنه أضعف منك ... أم "ماذا رأيك" ..؟
واضح انك لم تفهم كلامي حين قلت ان الدولة اللبنانية ضعيفة و اتيت بمثال ساقط لا يصلح لوصف الحالة...
الدولة اللبنانية ضعيفة ، بمجرد بدء الحرب انقسم الجيش و عاد كل جندي ليقاتل تحت راية حزب سياسي أو طائفة ينتمي إليها !!! لم يعد هناك وجود للدولة ... و للتدليل ايضا على ضعف الدولة اللبنانية حجم الاغتيالات الاسرائيلية و كم العمالة المتورطة في ذلك بحق الكثير من القيادات الفلسطينية .... حيث أن الدولة مخترقة بالكامل فلم يكن بيد للفلسطينيين إلا ان يسيطروا على أمنهم بأنفسهم و يقيموا حواجزهم، إذا كانت الدولة اللبنانية قوية لما اضطر الفلسطينيون التدخل في الشؤون اللبنانية.
اقتباس:أما من قررتم أن تجعلوا طريق القدس من عندهم فتذكر أنهم يشكلون جزء من أصحاب الأرض الحقيقيين التي أنتم ضيوف فيها وإن اختلفتم معهم ..
لما يصير ياخذ سلاح من إسرائيل كي يقتلني فلن تعنيني أرضه أو عرضه ، هو اختار ان يكون عدوي بغض النظر عن الزمان او المكان حتى لو في عقر داره.... و الفلسطينيين في لبنان ليسوا ضيوفا بل لاجئين ، و إن لم يتم إعطاء اللاجئين الحقوق المدنية فعلى الاقل يحق لهم القتال من اجل استعادة حقوقهم. ( ام ان البعض يريد منهم يطوبزوا و يخرسوا ؟؟ )
اقتباس:عزيزي كلمة لا تعنيني تدل على ضعف واضح في قراءة التاريخ ... عرفات في أحد اجتماعاته مع الرؤساء العرب أحب أن يزايد عليهم وقال لهم أني أملك 4 آلاف صاروخ أوجههم إلى المستعمرات الاسرائيلية الشمالية والموضوع يكلفني مجرد رفع سماعة التليفون ... وتبين فيما بعد أنها عنتريات فارغة جرت المنطقة إلى حرب لا قبل لسوريا بها بسبب انعدام التوازن الاستراتيجي ..
لو سوريا لم تدعم الكتائب من الاساس عام 1976 لتمت تصفيتهم و تصفية قذارتهم و لكانت مواجهة الاجتياح الاسرائيلي أسهل بكثير ...
المشكلة ليست في قرارات ياسر عرفات الذي لا يملك جيشا نظاميا ، المشكلة عند من يفترض أنه يملك جيشا نظاميا و حارب الفلسطينيين و اللبنانيين ثم وضع مؤخرته بقوة مثل الاهبل على الخازوق الاسرائيلي و الكتائبي !!
اقتباس:عزيزي لا تنسى حرب 73 و حرب 74 وعمليات المقاومة في الجولان التي توقفت فيما بعد ...
أما قضية حفظ الرد عزيزي فكلنا نعلم أن سوريا لاتملك سلاح قادر على مواجهة إسرائيل ومع ذالك لا تريد الاستسلام للشروط الاسرائيلية فما الحل
ماشي إذا سوريا ضعيفة عسكريا امام إسرائيل ...
لا يطلع وزير الدفاع طلاس و يقعد يعوي على الشهيد أبو عمار و غيره لأنه سار بأوسلو بهذه الطريقة المنحطة التي لا تعكس سوى شخصية مريضة و مقرفة و ثقافة الكباريهات التي نشأ فيها . يا عزيزي إذا كانت هذه شخصية و ثقافة اكبر مسؤول في الجيش السوري , فكيف تريد منا أصلا ان نحترم هذا النظام اللي فيه هيك أشكال معفنة؟؟!
اقتباس:عزيزي بعيداً عن الشعارتية أنت تقر أنها صراعات نفوذ بين الجهتين ، أما من كان محقاً ومن كان على خطأ فهذه لوحدها يلزمها موضوع كامل ، وعلى كل حال تعلّم أن لا أحداً يملك كل الحق إلى جانبه ...
ما يعنيني أن سوريا كانت تحارب وجود قرار مستقل يمثل الفلسطينيين سواء كان في لبنان أو حتى في كل العالم .... نظام دمشق لم يكن يريد الفلسطينيين حتى كحلفاء بل كأتباع و نفس الشيء جرى مع اللبنانيين !!!
الاحترام المتبادل قائم على الندية ... حاكم دمشق كان يجب أن يتعامل مع الشهيد عرفات ند للند و ليس كشخص بشتغل عند اللي خلف أهله.
على فكرة، الانفراج النسبي في العلاقات الفلسطينية السورية بدا بعد ان رحل هذا الحاكم ...!! ففي عهده كان اصحاب جواز السفر الفلسطيني الصادر من السلطة الفلسطينية ممنوعين من دخول سوريا حتى و لو كسياح !!
اقتباس:لقد رفض حافظ الأسد "هزيمة" المسيحيين في لبنان كي لا يفتح طاقة جهنم لتدخل إسرائيل والغرب في لبنان ... وهذا ما لم يدركه الأخرين ، وهذا ما حصل فعلاً فيما بعد (الاجتياح الاسرائيلي والمارينز وقوات المظليين الفرنسيين )نتيجة الطيش السياسي الفلسطيني ولليسار اللبناني ..
حسنا نعود للتاريخ و نرى ما حصل نتيجة سياسة حاكم دمشق ....
الكتائبيين لم يهزموا مع أن المنطق كان يقتضي تلك الهزيمة على يد الفلسطينيين و بقية اللبنانيين بفضل حاكم دمشق و نتيجة دعمه تم تنفيذ أبشع المجازر في تاريخ الفلسطينيين في تل الزعتر ..... راحوا الجماعة "الكتائب" أجلسوه على الخازوق و كان الفاطس بشير الجميل يسرح و يمرح في اجتماعاته مع جنرالات اليهود في حيفا ، و دخلت إسرائيل و دخل الاميركان و غيرهم ؟؟ ما معنى ذلك ؟؟ أبواب جهنم فتحت و حساباته كلها كانت غلط في غلط و تدل على فقر مدقع في التفكير الاستراتيجي و انعدام كامل للحس الاخلاقي.
اقتباس:بعد خروج مصر خارج معادلة الصراع العربي الاسرائيلي وتمترس اليمين اللبناني مع إسرائيل ضد سوريا بوضوح اضطر إلى أن يحاربه والتحالف مع اليسار والفلسطينيين ورفض هزيمة المسيحيين في نفس الوقت ... وقد نبهتك إلى أن المشكلة اللبنانية لم تكن اليد السورية هي الوحيدة التي تشكلها ، وغالباً كانت تتبع سياسة رد الفعل لأن هذه الساحة كانت ملعباً مفتوحاً للسياسات الدولية قاطبة ...
و لماذا حجة "سياسة رد الفعل " مسموحة للسوريين و حرام على الفلسطينيين ؟؟ مع أن الوضع الفلسطيني اصعب مليون مرة من وضع سوريا و غيرها و هذه الحجة تصلح لنا اكثر من غيرنا !!؟؟ بل من الممكن تبرير كل ما يحصل في السياسة الفلسطينية تحت هذا المسمى لصعوبة الوضع.
اقتباس:عزيزي شبيهة ولم تصبح قضية هنود حمر ... أما بخصوص الصمود الفلسطيني فله الدور الاساسي في عدم تحويل القضية الفلسطينية إلى مجرد قضية لاجئيين ....
لا يوجد اي دور للعروبة المزعومة في ذلك .... بل على العكس ساعد المتشدقون باسم العروبة الوهمية إسرائيل على تحقيق أهدافها و وفروا لها الذرائع في كل من حربي 48 و 67.
لم تصبح تماما مثل قضية الهنود الحمر لأن إسرائيل و لأسباب تتعلق بالثورة الإعلامية و خوفها على سمعتها المبنية اساسا على قصص الهولوكوست و كون اليهود ضحايا و ليسوا مجرمين ...
فمثلا حين استشهد الطفل محمد الدرة امام كاميرات وسائل الإعلام ... أتذكر تصريح شمعون بيريز حيث قال " أن مقتل هذا الطفل كارثة على إسرائيل " ، تصور الوقاحة لم يقل كارثة على أهله أو على الطفل نفسه الذي انتهت حياته، بل على إسرائيل .... لذلك نرى اهمية الصورة الإعلامية حيث لا تستطيع إسرائيل ممارسة Genocide كبير حاليا على الفلسطينيين ، بل تدريجي.