عموماً أنا أرى أنه لا يمكن انتقاد نوال طالما بقيت تقول في نهاية المقال : "وللحديث بقية.."
فهذا يعني أن طرحها لم يكتمل بعد، وبالتأكيد ستصل إلى نقطة سياسية فهي عادت من أجل انتخابات الرئاسة ومجلس الشعب، وليس لشيء آخر.

ولكن أستطيع ان أتفهم فراغ صبر هالة، فهو حالة أصبحنا نشعر بها جميعاً يعني، طال الامد وخلل الوضع وأصبح ماسخاً ، ولم يعد بالإمكان أكثر مما كان من احتمال.
وأي شخص يتكلم لا بد أن يلخص ويقول هو من الآخر عايز ايه، وكفاية بقى مصريون من اجل البطيخ، وتجمع من أجل تغيير الزيت ، ومعا من اجل البتنجان.
بضانا اتفقعت كفاية بقى.
ولكن أنا أختلف مع هالة أن التغيير ليس ثقافيا، وأراها كلما أثيرت مشكلة الدين في المجتمع تأتي لتقول بأن النصوص تفسر على حسب السياسة، والنصوص الدينية لا ذنب لها، والنصوص الدينية سيبوها في حالها.

لا ، النصوص الدينية فسرت بشكل راسخ منذ عشرات السنين وهناك ملايين الناس مقتنعة أن الدين والسياسة واحد، وحتى يستقيم حال السياسة ، لابد من إقناع هؤلاء الملايين بأن من فسروا لهم النصوص هم عصابة تريد استغلالهم من اجل الجلوس على أكتافهم للوصول إلى كرسي الحكم، وهذا يعني الدخول إلى أعماق حياة الناس وإحداث تغيير ثقافي وديني في عمق المجتمع وإلا ستصبح السلطة السياسية مستحيلة بشكل نزيه لأولئك الذين ينادون بمفاهيم الحرية والعدالة والمساواة طالما بقي الناخبون أسرى للتفسير الديني المليء بالكراهية والإقصاء.

هذا غير أن تناقض المتدينين أصبح فجاً حتى تكلم عنه الكثير من المفكرين، وصدرت فيه دراسات، منها على سبيل المثال كتاب: ثقوب في الضمير المصري، للدكتور النفسي أحمد عكاشة ، وهو صادر في هذه السنة بغرض تحليل سبب هذا التناقض في نفسية المصري المتدين بين ظاهر الدين من طقوس وعبادات وغيرة على الرموز وبين باطن الفساد والقذارة والنفاق والرشوة.
فلا يمكن ان نتهم كل شخص يكتب عن هذا المرض بأنه متعالي، وإلا فمتى وأين وكيف ننتزعه وهو سبب كل القذارة التي نعيشها اليوم واولها القذارة السياسية من الإسلاميين المصابين بنفس هذا المرض الذي وصفته نوال في هذه المقالة الأخيرة.

يبقى الموضوع في النهاية هو الهجمة القضائية والفضائية المشتركة من الإسلاميين عليها. ولهذا فتحته.
والهدف النهائي هو طردها من مصر إلى المنفى أو إدخالها إلى السجن.
فتحت الموضوع لرصد هذه الهجمة، ورد نوال عليها بالمقالات والتسجيلات.