بسمه تعالى
عزيزي فلسطيني بعد التحية ،،
يبدوا إننا لم نوفق في توصيل المطلوب، فسأعيده ترتيبا موجزا:
المدعى القائل (كل ما تراه منتخب قهرا! وليس فيه وعيا بالمطلق) = كلية سالبة بالنسبة للاختيارية والوعي.
الكلية هذه تعتمد على الدائرة الحالية للعلم ، والجميع متفق على ان دائرة المجهول اكبر من دائرة المعلوم، فلعل هناك ظواهر ثابتة الوعي والتوجيه المتعمد دون قهر من الظروف البيئية ولكن العلم الطبيعي لم يكتشفه، بعبارة منطقية: لا يزال استقراءنا ناقص، والاستقراء الناقص لا يورث اليقين.
فالكلية التي تعتمد عليها، وإن صحت على الامثلة التي هي محل النقاش تبقى غير ثابتة على الوجه المتيقن.
ولكنا طرحنا أمثلة: الفراشة - السرطان - المادة المضيئة للخثاق لاصطياد الروبيان الشفاف ..الخ هي أمثلة ليست منطبقة من قبل الكلية المزعومة اعلاه: لأن هذه الكائنات كان يمكنها العيش بطرق أخرى وتكنولوجيات أخرى وعمليات بديلة، كرحلة مثلا، كالتشبه بالصخر، كالتشكل على شكل حيوان آخر لا يرغبه المفترس (سواء الطائر او الانسان) أو تسريع وتضخيم من عمليات التكاثر ..الخ ، فالطرق متعددة وكثيرة تكاد تكون بالآلاف، ثم ان التكنولوجية التي تطورت مناسبة في المكان (وتأمل خريطة الارض) والزمان مع الاحداث (ورق الشجر المعين، اليابان التي فيها الساموراي، الروبيان الشفاف) ..ألخ فوفق قانون الاحتمالات نستبعد كونها عشوائية لا وعي فيها.
ولكن المغالطة اين؟ عندما تأتِ وترفض رفضا باتا لوجود هذا الترجيح العقلي اعتمادا على كلية لم تثبت على الوجه اليقين بانها سليمة ومطلقة، فأنت تنطلق من جهل الى ظاهر معلوم.
والعقل العملي (بخلاف النظري الرياضي) يستحسن الاعتماد على الترجيح الاكبر، وهو كون العملية عن وعي واستيعاب،
تخيل إنك عطشان وستموت، وحسب تأمل ما وجدت ان احتمال وجود الماء متوفر في الطريق (أ) هو99،9% ، والطريق (ب) 0.01% ، فالمستحسن والاكثر صحة هو الذهاب للطريق (أ).
ومثله في هذه الامثلة الجزئية: فان وجود الوعي محتمل لدرجة 99% بينما عدم وجوده 1% ، فموقف من رجح وجود الوعي افضل عقلا وعملا من الذي لم يرجحه.
ولاحظ إنك ان اثبت عكس نتيجة ضرب الاحتمالات فانك ستوسع دائرة الاستقراء، ولكنه سيبقى ناقصا ولا يخولك بان نستنتج نتيجة مطلقة كلية تعممها على كل عملية تطور ستجدها.
ومثال السيارة رفضته لكونه ليس داخلا في تحسين العيش والبقاء كما تفضلت !!!! وسنسلم لك بهذه، فنقول رفضك للمثال سينتفي في مثال الاسلحة والتكنولوجية العسكرية، فطبيعة الانسان الحالية هو الجشع والتصارع كما هو واضح، فالاسلحة والادوية وغيرها من التكنولوجيات تساعد على العيش بل ضرورية، فهل ممكن ان تكون هذه الاسلحة نتيجة تطور عمياء وإن اعطيناها ضعف عمر الكون كله ؟!
ثم لاحظ تحدياتك، نحن نقول وجود التكنولوجية المعينة دليل وجود وعي وذكاء، وانت تريد مساواة هذا الاستدلال بالاستدلال بعفة مريم (ع) وغيرها من الامثلة، هب اننا عجزنا عن هزيمة تحديك، ولكن هل تحدينا قد هُزم ؟؟؟ الجواب واضح.
وشكرا لتمنياتكم للابتوبنا بالصحة والعافية