أعتقد أن هناك جبهة إعلامية دينية تعتبر أن نظرية دارون تهدد وجود السلطة الدينية وهذه الوسائل الإعلامية ممولة من تلك السلطة تحديداً لإيصال الرسائل الإعلامية باسمها إلى الجمهور العربي.
وهذه الجبهة الإعلامية أدت دورها بشكل ناجح من قبل وأيضاً في هذه القضية الأخيرة أو الإكتشاف الأخير، استمرت هذه الجبهة في تأدية دورها وهو الحفاظ على البقاء، فالقرضاوي وبن جبرين وغيرهما من عشرات الشيوخ والحركات من حقهم أن يقاتلوا من أجل البقاء حتى وإن أدى ذلك إلى محاربة العلم أو اعتبار نظرية علمية بذاتها تهدد وجودهم.

ولكن الخطأ هو أن نسعى إلى تشكيل جبهة من العلمانيين او الملحدين العرب.
لأنه ببساطة هذا التوجه الديني ليس إسلامياً فقط، وكل من شاهد أفلام ريتشارد داوكنز يعلم هذا، ويعلم أن هناك تمويلا قوياً للغاية من قبل الجهات الدينية المسيحية واليهودية في أمريكا للتعتيم الإعلامي على دارون بالذات وتعليم الأطفال صورة مشوهة من النظرية المحورة التي لا تعرض اكتشافات نظرية دارون بأمانة علمية ، والهدف هو البقاء على قيد الحياة، يهوه ويسوع يقاتلان بضراوة مثل الله للبقاء ، والسلاح هوالمال الذي يمول المدارس والإعلام.

لهذا أعتقد أن أي جبهة تريد النجاح في مواجهة هذه الجبهة الإلهية عليها أن تكون عالمية، وليس عربية أو أمريكية أو غيرها. ولهذا أعتقد أن نوال السعداوي قد فعلت عين الصواب عندما قررت أن تشكل الجبهة العالمية من أجل مجتمع مدني، وليس مصرية ولا عربية.

رغم اختلافي معها في الرأسمالية ونسبة الشرور إليها. لكن أعتقد أن مواجهة التيار الديني الكاذب لا بد أن تكون مواجهة عالمية، ولهذا اهتممت كثيراُ بتعريفكم على منتديات ومدونات الإلحاد والملحدين والهيومانيست والعلمانيين الغربيين في موضوع آخر.