(10-05-2009, 02:19 AM)إبراهيم كتب: وما رأيك في الاغتيالات السياسية التي قام بها محمد صلى الله عليه وسلم لتصفية خصومه؟
اعطنى امثله .
الرسول نفسه صلى الله عليه وسلم تعرض للاغتيال السياسى اكثر من مره , وفى كل مره كان يأتيه الوحى ليخبره بما يحاك ضده فينجو صلى الله عليه وسلم من المكيده , اشهرها كان يوم هجرته الى المدينه ونزلت الايه الشهيره ( وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) ثم حاول بنو النضير قتله بالقاء صخره عليه لولا ان اتاه الوحى ليخبره ولذلك اجلاهم , وكانت حادثه الشاه المسمومه اللتى ما ان تذوقها حتى قال ان تلك الشاه تخبرنى انها مسمومه .
وهناك قصه الاعرابى الذى ارسله ابو سفيان من مكه لقتل النبى فى المدينه واعطاه بعيرا ونفقه , وعندما وصل الى المدينه ودخل الى المسجد وراه النبى صلى الله عليه وسلم فقال : هذا الرجل يريد غدرا والله حائل بينه وبين مايريد , وعندما جذب الرجل احد الصحابه وجد الخنجر داخل ازاره ( ملابسه) ودار حوار بينه وبين النبى اعترف فيه بما كان ينوى واعلن اسلامه وخرج من عند النبى ولم يسمع له بذكر بعدها , وقد ارسل الرسول اثنان من الصحابه لقتل ابو سفيان ردا على محاولته قتل النبى الا انهما لم ينجحا فى ذلك .
وكذلك قصه تأمر عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن أمية على اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم على ان يرعى صفوان ابناء عمير ويرد عنه ديونه , وانطلق عمير الى المدينه ليقتل الرسول وكان هذا الحوار :
قال صلى الله عليه وسلم : ما جاء بك يا عمير ؟
قال : جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه .
قال صلى الله عليه وسلم : فما بال السيف في عنقك ؟
قال : قبحها الله من سيوف ! وهل أغنت عنَّا شيئاً !
قال صلى الله عليه وسلم : أصدقني, ما الذي جئت له ؟
قال : ما جئت إلاّ لذلك .
قال صلى الله عليه وسلم : بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر , فذكرتما أصحاب القليب من قريش , ثم قلت
لولا دَين عليَّ وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمداً , فتحمَّل لك صفوان بدَينِك وعيالك ، على أن تقتلني له , والله حائل بينك وبين ذلك .
قال عمير : أشهد أنك رسول الله , قد كنَّا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء , وما ينزل عليك من الوحي , وهذا أمر لم يحضره إلاّ أنا وصفوان , فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلاّ الله , فالحمد لله الذي هداني للإسلام , وساقني هذا المساق , ثم شهد شهادة الاسلام .
تلك بعضا من نماذج محاولات اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم , فاذا رد الرسول على تلك المحاولات بمثلها كما فعل ابو سفيان فلا غرابه فى ذلك ردا على محاوله ابوسفيان , واذا رد على نقض كعب بن الاشرف لعهده مع الرسول وايذائه له وتعرضه لنساء المسلمين فى اشعاره وتغزله فيهن بأبشع الالفاظ فلا غرابه ايضا فى ذلك , فعداء كعب لم يكن للرسول فقط , وانما كان عداءا لله ورسوله والمسلمين والمسلمات , واخراس كعب بقتله لم يكن لثأر شخصى , فلو كان الرسول ممن يثأر لشخصه لكان الاولى بالاغتيال هند بنت عتبه واللتى قتلت عمه حمزه واكلت كبده وهو الذى كان من احب الناس اليه , وهو الذى بكاه كما لم يبكى على ولده , وهو الذى صلى عليه سبعون مره بعدد شهداء احد , فكلما صلى على احد الشهداء صلى على عمه حمزه بجواره , الا ان هند عاشت حتى دخلت فى الاسلام وحسن اسلامها .