أنا كنت متابع عن كثب تطورات المعركة في السعودية خلال الأيام الماضية.
وقد كانت معركة صعبة بلا مبالغة، بين الليبراليين وبين المتشددين.
وقد بدأها شخص اسمه الطريفي في محاضرة هامشية له، ثم بدأ الهجوم الديني الشثري وهو من هيئة كبار العلماء، ولهذا كان هجومه له معنى كبير.
وقد كان موضوع الهجموم نقطتين رئيسيتين :
1- الإختلاط في الجامعة، خاصة بعد انتشار فيديو للطلبة والطالبات على اليوتوب وهم يرقصون بفرح في الجامعة احتفالا بالإختلاط والحرية.

2- الرقابة على المناهج لأول مرة في السعودية تتحرر جامعة أو مدرسة من سلطة الرقابة الدينية على المناهج، ولو وضعنا في الاعتبار أن رئيس الجامعة تقريبا صيني أو سنغافوري ويبدو أنه ملحد، أو على الاقل غير مسلم. لظهر الرعب الذي يعاني منه الكهنة هناك خاصة من تسرب نظرية التطور الى الأولاد والفتيات المختلطين.

والذي انبرى للتصدي له كان جمال خاشقجي رئيس تحرير جريدة الوطن، وقد كان خاشقجي رأس الحربة الذي ما إن هجم على الشثري حتى اندفعت موجة كبيرة من الليبراليين خلفه بهجوم حاد على قناة المجد، ثم بدأ الشيوخ يدركون المؤامرة فحاول أحد المتطرفين منهم أن يجمع صفوف الشيوخ خلف الشثري لعمل هجمة مضادة.
وهنا بالتحديد وقبل أن يجمع الكهنة صفوفهم تدخل الملك عبد الله وجاء قراره بتنحية الشثري.
والذي تم إعلانه في البداية على أنه : قبول استقالة.
ثم تم تعديل الخبر إلى : التنحية والإعفاء من المهام.
يبدو حتى أن الملك رفض أن يترك الرجل يحتفظ بماء وجهه أثناء طرده.

ربح السعوديون أول موقعة هامة جداً للحرية.
ولكن الحرب لازالت مستمرة بضراوة، فقد بدأت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تخرج غلها على شباب الفنكي السعوديين ممن يرتدون البنطلونات المسماة "طيّحني" و "بابا سامحني" ويقتحمون مراكز الكمبيوتر ليقبضوا على المشرفين والمشرفات بتهمة الإختلاط ، ويقتحمون المنازل التي تحصل فيها حفلات عيد ميلاد بنفس التهمة ، وأعلنت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن وظائف جديدة شاغرة في الأيام الماضية، ويبدو أن الكهنة يريدون إعادة تنظيم صفوفهم فقد استشعروا خطراً عظيماً خاصة وأن الملك يقف في الجبهة المضادة على غير المتوقع منهم تماماً من شخص بدوي ومحافظ كعبد الله بن عبد العزيز.

ولا زالت المعارك قادمة أكثر ضراوة.

هذا هو احتفال الشباب والبنات بحريتهم في أول يوم دراسي في الجامعة ، والفيديو كما ترون منتشر تحت اسم "فضيحة جامعة الملك عبد الله" ههههههه :