الأخ الكريم عاشق الكلمة .

كل تقدير على مساهمة رائعة تليق بجهدك الخلاق في النادي .
................................................
الأخ الكريم و يبقى السؤال .

أشكر لك مساهمتك القيمة .
ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي أطرح فيها أو أشارك موضوعا عن حرب أكتوبر ، هذا يعود لسبب قد يبدوا غريبا من رجل ساهم في تلك الحرب كغيره من المقاتلين المصريين ، أرى تلك المعركة قد مضى عليها وقت طويل ،و أن دولة بحجم مصر لابد أن يكون في تاريخها أيام عديدة منتصرة في كافة المجالات ، و لا أرى نصرا على إسرائيل شيئا كبيرا يستحق الإحتفال كل تلك السنوات ، فالحقائق الصلدة تقول لنا ان إسرائيل مجرد فأر بأنياب نووية و طائرات أمريكية ، كل قوة إسرائيل هي في ضعف العرب و تخلفهم الحضاري ، و لكن راعني أخيرا أن هناك نوع من الغباء و الخداع المتعمد حول الصراع العسكري مع إسرائيل ، هذا الخداع يتمثل في حصر الأداء البطولي في الأصوليين من حزب الله و حماس ، وهو ما أعادني إلى أجواء هزيمة 1967 ، لن يضير مثل هذا الخداع أحدا سوى العرب أنفسهم ، معارك مثل (حرب) جنوب لبنان و غزة تختلف عسكريا من حيث التقييم عن حرب اكتوبر التي خاضتها مصر وسوريا ولا يجب أن ننسى أو نتغافل عن دور سوريا حافظ الأسد ، فحرب اكتوبر تنتمي لما يعرف بالمعارك عالية الكثافة high intensity operations،و يمكن مقارنتها بغزو نورماندي أو معركة ستالينجراد و قوس كورسك ، بينما معركة جنوب لبنان و غزة فهي أشبه بعمليات تأديب عسكرية ،و هي من نوعية low intensity conflict ، و لا تقارن بأي حرب شاملة حقيقية ، هذا منطقي و طبيعي نتيجة لفارق القوى بين مصر و سوريا من جانب و بين ميليشيات مثل حزب الله ، هذا لا ينفي أن حزب الله قاتل ببسالة في حدود قدراته ، عكس الحال مع حماس التي لم تبد أي مقاومة خارج البيانات البلاغية و الصلاة الجامعة !.
أردت فقط أن أوضح بأرق عبارات ممكنة فساد الطرح الأيديولوجي الدعائي للحروب ، و ان الأكاذيب لا تخدم أي قضية ، خاصة القضايا العادلة كقضية فلسطين .
لمن لا يريد أن يعترف بالحقائق أطالبه بتحليل الخسائر الإسرائيلية في الحروب الثلاث لنكتشف الفارق الهائل بين حرب شاملة و معارك تأديبية من طرف واحد .
رغم هذا كله فلا أريد أن نغرق في الحوارات البيزنطية عديمة الجدوى بل الذهاب السريع إلى عمق الأحداث و نعيد قراءة الدروس المستفادة و الخبرة المكتسبة من حرب أكتوبر .
رحم الله شهداء العرب جميعا ، فهم في النهاية يقاتلون عن حق مسلوب .
و كلي ثقة اننا سننتصر في النهاية ، لأننا في الجانب الصحيح من التاريخ طالما لا نسقط في التعصب الديني و نصبح بذلك إسرائيل حقيرة أخرى .