تحياتي لبسام خوري و للجميع .
قرأت المقال مبكرا و فكرت بالفعل في التعليق عليه ، و سأضع هنا ملاحظاتي على هيئة نقاط مركزة .
1- لا يوجد تيار ليبرالي أو علماني متماسك في العالم العربي ،و كل ما لدينا بؤر تنويرية تنتمي فكريا للمجتمع العالمي الواسع و ليس لمجتمعاتها المحلية الضيقة و المفارقة فكريا و سلوكيا للحداثة ، حتى الحلقة الصغيرة من العلمانيين يفتقدون التماسك الفكري ، فنجد لدينا (العلماني) الذي لا يتوقف عن دعم كل الجماعات و الأنظمة الأصولية إلى درجة العشق و التوله !.. أي العلماني الأصولي ،و ذلك في تحد مضحك لكل منطق في العالم .
2- لا توجد أي هيئة أو سلطة أو جماعة محلية أو خارجية تدعم الفكر الحداثي في العالم العربي ، بينما هناك جهات بالغة القوة و الثراء تدعم الأصوليات الدينية ، حتى على مستوى العالم الخارجي ،و هناك دول و مجتمعات تفتح صنابير الدولار البترولي على أي متفيقه أو متعصب أو محرض إرهابي في العالم مثل السعودية و إيران .
3- تاريخيا الفكر العلماني التنويري هو فكر نخبوي في العالم كله ، وهو يخاطب النخب الفكرية و السياسية و ....الحاكمة ومن الخطأ اعتباره فكرا تبشيريا كالديان مثلآ ، و هناك مجتمعات أصولية بينما لديها نظم علمانية على مدار الكرة الأرضية ، هناك الهند و تركيا و معظم المجتمعات اللاتينية ... الخ ،و نقد الحداثيين بسبب بعدهم عن الطبقات العشوائية الكادحة هو تفكير شعبوي ،ولا يزيد عن دعوة للعلماني ان يندمج في المناخ الأصولي بالغ الركاكة السائد .
4- الهجوم خير وسيلة للدفاع ،و لهذا أوافق سامي البحيري على فكرته المحورية ،و هي أننا ننزلق بالفعل إلى قضايا الأصوليين ، إن الذي يفرض مصطلحاته سيفرض قضيته ،و نحن نتقبل اللغة الأصولية ليس فقط كمفردات بل كتركيبات ( بنى ) منطقية ،و بهذا نسلم للأصولية مقود الحوار العام .
5- أذكر دائما أن مقالآ علميا عن الإستنساخ أو الخلايا الجذعية سيكون أقوى تأثيرا من عشرات المقالات الناقدة للفكر الديني ، بالمختصر علينا أن نطرح أجندة مختلفة و نصر عليها ، فالحضارة كما أكرر دائما هي فن طرح السؤال و ليس الإجابة البارعة ، السؤال هو الذي يحدد مجال عمل العقل و الجدل العام .
6- أزعم أني أحاول –قاصدا متعمدا مع سبق الإصرار -- أن أنفذ بالفعل هذا المبدأ المبادر ، فمن النادر أن أتوقف عند نص ديني لأسخر منه ، فهذا لا يفيد سوى في الإنجرار إلى عالم أصولي لا نعرف طبوغرافيته ، و لكني أحاول أن أطرح قضايا فكرية من وجهة نظر علمانية و ليبرالية و تنويرية مباشرة ، محاولة تقديم رؤية للعالم مختلفة بل متناقضة للرؤية السلفية المتخبطة و المضحكة التي لا تتلائم أبدا مع العالم المعاصر ،ولا تقدم أي رؤية مستقبلية ، بهذا المقترب طرحت موضوعات مثل (كيف ترى العالم خلال ال 50 سنة القادمة ؟.), و ( كيف يصنعون الأزمنة الحديثة ؟, الماضي .. الحاضر .. المستقبل) ، (عصر السلطة الجديدة ., تزعزع المفاهيم .)، ( تصــــدع العالم ., إبحار إلى عالم جديد.)،( سجن الهوية .), ، ( هل الكون معقد أم بسيط ؟) , ،(عودة (المقدس)، ( روح التعصب ) ، (مستقبل الدين في عالم ليبرالي ) ، (مستقبل الليبرالية في العالم العربي) ، (زمن المثقف الأخير.) و .... و ....و ..... .
7- هناك الكثير جدا الذي يمكن أن يقال عن قضية الحداثة و التنوير ، و من التكرار أن أقوله هنا الان ، فهو منتشر في كل الموضوعات التي طرحتها .