الزميل / المهاجر الفلسطيني
قلت في مداخلتك بأن :-
اقتباس:حركة حماس تسعى للانتخابات من الصبح ووافقت على اجرائها، وقادرة على الفوز بها، ولا تخشاها
لكن الحكم على سلوكيات السياسيين يكون من خلال أفعالهم لا من خلال أقوالهم وثنائهم وتزكيتهم لأنفسهم.
الآن دعنا نضع كلامك بجانب مواقف حماس وفتح الفعلية
أولا اشترطت حماس لعقد اتفاق مصالحة تأجيل الانتخابات لـ 6 أشهر عن موعدها الدستوري وقد وافق لهم أبو مازن على هذا الطلب علما أن كثير من قواعد فتح والفصائل الفلسطينية رفضت هذا التوجه من أبو مازن وأصرت عليه أن يجري الانتخابات في مواعيدها الدستورية ، فإذا كنتم لا تخشون الانتخابات فلماذا إذن هذا المطلب الغريب ألستم مستعجلين لتوحيد الضفة وغزة معا في حكومة واحدة وتحت رئاسة واحدة تسيطرون عليها ولوحدكم بدل امارة غزة البائسة التي تسببتم بمحاصرتها وتجويع أهلها وبطالة شبابها وحرمانها من الخدمات الأساسية.؟؟؟!!!
ثانيا قامت حماس بالتذرع بموضوع مصطنع ألا وهو موضوع إرجاء مناقشة تأجيل غولدستون في مجلس حقوق الانسان الذي سبق ورفضته حماس واتهمت غولدستون بالصهيونية ، كل ذلك من أجل الامتناع عن توقيع اتفاق المصالحة مع يحمله هذا الموقف من تأجيل للانتخابات ، مع أن تأجيل توقيع الاتفاق هو جريمة أسوأ بمليون مرة من إرجاء تقرير غولدستون.
في الوقت نفسه نرى الرئيس أبو مازن لا ينفك يمد لهم يد المصالحة ويدعوهم ليلا ونهار لإجراء الانتخابات والاحتكام لصناديق الاقتراع لحل الانقسام الفلسطيني الحاصل
إذن حماس لا تريد انتخابات وتماطل في التوقيع والدليل هو مواقفها العملية وليس مديحك لها وكلامها بحق نفسها ، وإذا وقعت فسوف تبيت نية النكث ونقض العهد تماما كما فعلوا في اتفاق مكة الذي أقسموا على الوفاء به في بيت الله الحرام وعند الكعبة المشرفة.
اقتباس:ومن حصد على ثلثي المقاعد اول مرة لن يصاب بانتكاسة تخرجه من المعادلة
هذا الكلام ليس صحيحا لا في عالم السياسة ولا في أي عالم فلا يوجد في الدول الديموقراطية حزب يظل يفوز إلى الأبد بل يتم تداول السلطة باستمرار والأغلبية والأقلية يتبادلون الأدوار بل وأحيانا تموت أحزاب وتنظيمات كانت حاكمة وكانت لها الأغلبية وتخرج من السلطة إلى الأبد بلا عودة. وحماس ارتكبت خطايا قاتلة خلال السنوات الأربع الماضية بحق القضية وبحق الشعب الفلسطيني أولها الانقلاب الدموي على السلطة وقتل مئات الفلسطينيين وجرح الالاف وتقسيم فلسطين سياسيا والتسبب بحصار غزة وتجويع اهلها وحرمانها من الخدمات الاساسية واستجلاب العدوان الاسرائيلي عليها ووضعها في مواجهة غير متكافئة ثم اختباء مقاتليها وهربهم وقت العدوان وانتهاء العدوان بلا ثمن سياسي محترم يستحق التضحية وضياع دماء الغزاويين ببلاش ورخيصة ورهن القرار الفلسطيني لدمشق وطهران ، ناهيك عن قطع الرواتب عن مئات ألاف الفلسطينيين من ذوي الدخل المحدود في بداية حكمها ولمدة 10 شهور وبعد الانقلاب يتبين أن لحماس أموال وأنهم يدفعون رواتب لعشرات آلاف من عناصرهم ، فإذا كنت تعتقد أن هذه الخطايا ليس لها أي ثمن سياسي سوف تدفعه حماس فأنت واهم فقد جرت مياه كثيرة في النهر منذ الانتخابات السابقة.
أما عن موضوع عباس فهذا شأن تنظيمي فتحاوي داخلي وليس من حق الحمساويين أن يتدخلوا فيه ، علما ان الرجل انتخب في المؤتمر العام للحركة وبالإجماع ، يعني الرجل ليس ضعيفا كما تدعون ولا يوجد داخل صفوف فتح أي معارضين له سوى حالات فردية معزولة ومنبوذة مثل القدومي ونبيل عمرو الذي خسر في الانتخابات الماضية.
ليست مشكلة حماس مع عباس أو دحلان أو أي كان فهذا تقزيم للحقيقة ولو جاء مروان البرغوثي أو نلسون مانديلا أو المهاتما غاندي لرئاسة فتح فستبقى المشكلة قائمة فالحمساويين اعتادوا دائما أن يشخصنوا خلافاتهم ويختزلونها في أشخاص في السابق عرفات ثم جبريل الرجوب ثم دحلان والآن محمود عباس ، مشكلة حماس هي أنها تريد الاحتفاظ بإمارتها الظلامية في غزة بأي ثمن وإدامة واقع تقسيم فلسطين هذا ما يؤكده الواقع الآن وما تشير إلى مواقف حماس على الأرض.