الفاضل Truth (f)

تحياتي



صديقي لنبتعد قليلا عن تلك الثنائية، فهي باتت مستهلكة وممجوجة.. فالامر يتعلق اساسا بماهية قناعة المرء بالصراع مع اسرائيل .. وهو وان كان حرا بقناعاته ان من جهة ضرورة مواصلة الصراع مع العدو الصهيوني ومن خلفه اميركا، او كان من دعاة السلم (واعذرني ان اعتقدت انه لا سلم معه بل استسلام) ، فلا يمكن لاحد ان يلغي مطامع الاميركي والاسرائيلي بموارد منطقتنا، كما ولا يمكن ان يقض الطرف على ان "الديموقراطية" الاميركية قد استحالت في بلداننا الى ديكتاتورية مجرمة اشد نفعية وظلم من الانظمة الحاكمة ..

لا الغي ولا استطيع ان اتجاهل المطالب بالتحديث والاصلاح .. ولكن ان كان هذا التبديل في نظام الحكم سيأتي من ادارة لا يختلف اثنان على عنصريتها اتجاهي كعربي فضلا عن عدائها، فلا يمكن لي حينها ان انظر الى الاوامر والمطامع الاميركية - الصهيونية بانها على حد سواء مع مطالب الشعوب التي تعاني من الانظمة ... ففي ذلك نظر بعين واحدة الى الحقيقة ..

كما وانك ايها العزيز تلغي بكلامك طبيعة الانتماء وماهية العداء لشعوبنا العربية.. فاميركا واسرائيل بنظر الغالبية العظمى من شارعنا العربي هي العدو والطامع .. فكيف لك ان تتفضل بتصنيف آمالهم وطموحاتهم كشعوب تسعى للافضل .. وتوائمها مع "المطالب" الاميركية .. التي مع المسامحة والتلطيف لا يمكن لنا ان نصفها الا بـ"كلام حق يراد به باطل".. الا ترى معي ان فيما تفضلت نوع من التسرع؟؟

بالواقع ايها العزيز لست ضد المطالبة بالحرية والديموقراطية في اي وقت كان .. ولكن فلتسمح لي .. ان تبنى الاميركي مطالبي فصدق ان حريتي حينها ستكون بباطنها عبودية.. وديموقراطيتي بخفاياها ظلم ما بعده ظلم وديكتاتورية ما بعدها ديكتاتورية .. اما كلام جانبك الكريم عن المجتمع الدولي .. يعني عذرا ولكن لا يمكن ان يثير لدي الا الابتسام بحرقة ..


لك ان ترى الوقوف بوجه اعداء وجودنا هباء .. ولك ان تصفه بـ "الكلام الفارغ" .. هذا حقك .. ولكن لا يمكن ان تصادر دماء الشهداء .. لا يمكنك ان تلغي تضحيات المضحين .. او ألام المعذبين تحت الاحتلال وفي سجون الاعتقال .. لا يمكنك ان تقضي يوما على الحلم .. الذي اظن .. بل اوقن بانك انت ايضا قد حلمته معي .. فالحق ايها العزيز لا يقاس بالقلة او بالكثرة .. بل غالبا يقاس بالمبادئ ومدى الوفاء لها


دمت بخير