عقلية القطيع لا تكف عن التناسل في ادمغة هؤلاء....يظنون ان بالعدد فقط سيحققون شيئا يضمن لهم الاعتراف و المكانة...خيالات السيف و الصحراء و الجيوش الغازية المليونية تدغدغ احلامهم و وجودهم في زمن العوالم الافتراضية التي تحدد البقاء بالقدرة على التاقلم و الكيفية التي يتم بها ذلك...
العدد...الرقم الكبير...الجموع الهائلة التي لا ملامح لها غير الطاعة و العماء الفكري...فقط...اما الكيف...اما الابداع الشخصي و الوجود الحر الخلاق فلا وجود لهم....
دون الحديث عن التطفلية المقيتة و الالتصاق بكل منجزات الآخرين و كانها ملكهم هم و وسيلة صنعت لهم....قمل او بكتيريا تعيش على وجود الآخرين الحيوية و بعد ان تصل لمرحلة القطيع الحرجة تبدأ في اعلان ذاتها بكل صلافة....و تريد فوق ذلك هدم الاسس التي بني عليها هذا الوجود و الابداع...
قضاياهم عار و قيح على كل ضمير انساني مسؤول..لن يتحدث احد عن ظلم النخب السياسية...عن غياب القضاء او فساده المستشري..عن كارثة التعليم و افواجه الحمارية...عن الفقر و المسؤول عن دوامه و امتداده طولا و عرضا...لا شيء من هذا....

البير...انا ايضا اتمنى امنيتك...و هي ان يختفي هؤلاء من كل منبر حر او صفحة اجتماعية بنيت وجودها على التعدد و ختلاف الآراء...لانهم طاعون يفتك و لا يريد الا الوجه الواحد و اللحية الواحدة و الللسان السلفي الواحد....
لكنها أمنية اجمل من ان تتحقق...لان الطاعون يحتاج لاجساد الآخرين ليستمر في الوجود...يحتاج للدماء الفكر المختلف ليروي جوعه الابدي القاتل...