خبر وفاة شقيق المتحدث الرسمى لحركة حماس سواءا كانت الوفاة جنائية أم طبيعية يحتاج لتحليل منطقى حتى نستشف الحقيقة ..فلنفكر سويا ونضع احتمالات وسيناريوهات لعلنا نصل الى الحقيقة .

أولا :لم يصل الأخ يوسف حمدان عواض ابو زهري (يرحمه الله) من خلال منفذ رفح البرى ولكن تم القبض عليه فى مسكن أحد سكان رفح بعد عبوره أحد الأنفاق ومن الطبيعى أن يثير ذلك غضب الأجهزة الأمنية خصوصا وأن الرجل عضو حركة حماس شقيق المتحدث الرسمى لحركة حماس ولا زالت الأجهزة الأمنية المصرية تراودها كوابيس الانفجارات التى هزت مدينة شرم الشيخ والتى قام بها فليسطينيون.
ثانيا:لوكان صحيحا أن الأخ يوسف حمدان عواض ابو زهري (يرحمه الله) اتصل من سجنه واستغاث بأهله لحث المسؤلين المصريين على الافراج عنه ..فمعنى ذلك أنه مسموح للمعتقلين السياسيين بالاتصال الهاتفى (الدولى)وهو أمر شبه مستحيل فى المعتقلات المصرية حيث لايسمح للسجين باستخدام الهواتف المحمولة واذا أراد التحدث مع أهله فعليه أن يستأذن ادارة السجن للسماح له باجراء محادثة هاتفية من الهاتف الأرضى حيث لا توجد امكانية الاتصال الدولى بخلاف أن المكالمة تكون فى الأغلب مسجلة.
ثالثا:مصر تتحمل عبء المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وكان من المقرر أن يتم التوقيع على اتفاقية المصالحة فى القاهرة قريبا ولكن اتساع هوة الخلاف بين السلطة والحماس بسبب تقرير جيفرسون عطل توقيعها من جانب حماس فقط..وأقصد أنه لو كانت السلطات الأمنية المصرية أقدمت على قتل الأخ يوسف فان ذلك لن يخدم المصالح المصرية و يتعارض تماما مع مساعى مصر ودورها كشريك محايد رئيسى لحل الخلاف بين الفصائل الفلسطينية .
رابعا:بعد استلام حركة حماس لجثة الفقيد أكدت أنها ستقوم بتشريح الجثة ومن المعلوم أن آثار التعذيب لا يمكن اخفاؤها وأى طبيب امتياز سيعرف ان كان المرحوم مات من التعذيب أم مات قضاءا وقدرا بأمر الله.
خامسا:من طبيعة الأجهزة الأمنية المصرية التعامل مع المعتقلين الأجانب بمنتهى الحرص لانه ربما يأتى الوقت الذى يستخدمونه كورقة فى خلاف ما أو أزمة ما.