منذ ستة شهور تحديدا كانت هذه القصة كاملة بتفاصيلها،قررنا عدم نشرها لأن ملف الإخوان كان وقتها وحتي الآن متخما بالأحداث السياسية الساخنة،لكن خلال الأيام الماضية حدث ما جعلنا نفتح الملف من جديد، فقد تقدم شقيق الدكتورة الإخوانية المختفية ببلاغ إلي الجهات الرسمية بعد أن توصل إلي مكان شقيقته المختفية في واحدة من المستشفيات النفسية الشهيرة في القاهرة... وهذه تفاصيل ما جري.

هذه قصة تصل إلي مرحلة أفلام الإثارة،نعرفها بالأسماء، ونعرف أنه من حق القارئ أن يعرف التفاصيل كاملة،لكن لأن القصة تدخل في منطقة انحرافات جنسية وأسرار بيوت فإننا آثرنا أن نحجب الأسماء،لكننا لن نستطيع أن نحجب أنها جرت علي أرضية جماعة الإخوان المسلمين،فكل أبطالها من الجماعة،الذين تورطوا والذين حوكموا والذين نفذوا الحكم أيضا.

البطلة أستاذة مساعدة "ن" في إحدي كليات الطب بجامعات الجنوب،كانت تعمل في قسم الأخوات في جماعة الإخوان،تبلغ من العمر أربعين عاما تقريبا،ولها نشاط غير محدود في خدمة جماعتها،وكانت واحدة من بين الوفد الطبي الذي سافر إلي فلسطين أثناء أحداث غزة الأخيرة.

تزوجت "ن" من زميلها في نفس القسم وهو في الوقت نفسه أحد رجال الإخوان المسلمين في محافظته،ويقال إن الجماعة هي التي اختارتهما لبعضهما،وهو ما لم تعارض فيه "ن" لأنها كانت وقتها علي الأقل واثقة أن الجماعة تفعل ما فيه صالحها،ولأن الجماعة تسعي إلي زيادة عددها فقد أنجبت "ن" 7 أولاد في مراحل التعليم المختلفة من الابتدائي إلي الجامعي ليكونوا وقودا للجماعة.

ولأنهما زميلان في قسم واحد،ولأن الدكتورة"ن" كانت «أشطر» بلغة الجامعة فكان من الممكن أن تحصل علي الدكتوراه قبله، لكنها تعمدت أن تتأخر حتي يحصل الزوج علي الدكتوراه حتي لا تسبقه علميا وإداريا.

لم يعصم الزواج علي سنة الجماعة ألا تحدث خلافات بين الزوجين، ويؤكد معارفهما وأصدقاؤهما أن الخلافات كانت تصل في أحيان كثيرة إلي الضرب المبرح الذي كانت تتلقاه الدكتورة،لدرجة أنها كانت تذهب إلي عملها في الكلية وعلي وجهها آثار الضرب.

لم تتوقف الخلافات عند حد الضرب العادي،سرب الدكتور إلي معارفه وأصدقائه أن زوجته ملبوسة وتعاني من حالة نفسية سئية، وأنه يتحملها من أجل الأبناء، لكن تطورت الأحداث وبدأت الدكتورة تتغيب عن الكلية لأن آثار الضرب كانت واضحة أكثر من اللازم علي وجهها،وإذا اضطرت وذهبت إلي الكلية وسألها أحدهم عما بها كانت تتحجج بأشياء غريبة منها أنها سقطت علي الأرض أو اصطدمت بالباب وينتهي الموضوع.

لجأت الدكتورة "ن" إلي المسئول عن الجماعة في المحافظة الجنوبية،طلبت منه أن يتوسط لتحصل علي الطلاق، شكت له من قسوة زوجها الإخواني ومن ضربه المبرح وأن ما يحدث لا يتناسب مع وضعها ومكانتها الاجتماعية،أصر المسئول الإخواني أن يعرف ما جري، وأمام إصراره قالت له ما لم يتوقعه هو أو يتوقعه أحد،قالت له إن سبب عنف زوجها معها أنه وأثناء علاقتهما الحميمة معا كان يطلب منها أن يأتيها من حيث نهي الله عن ذلك،وهو ما ترفضه تماما،كان هناك ما هو أخطر وأوقح،كان يقول لها:إن ما يفعله شيء عادي وأن هناك إخوة آخرين من الجماعة يفعلون ذلك مع زوجاتهم.

لم يجد المسئول الإخواني أمامه إلا أن يسأل زوج الطبيبة عما قالته،وكان هذا كافيا لأن يضرب الدكتور زوجته بطريقة جنونية وهو ما قادها إلي أن تصبح نزيلة في مستشفي،الإهانة البالغة والافتراء في الضرب جعلت الدكتورة"ن" تحرر محضرا لزوجها اتهمته فيه بأنه ضربها ولم تكتف بذلك بل أرسلت بشكوي إلي المركز القومي للمرأة تطلب حمايتها كما بدأت في إجراءات رفع قضية خلع علي زوجها.

هنا تدخلت الجماعة التي وجدت أن شئون بيوت أفرادها الخاصة ستصل إلي المحاكم ومؤسسات الدولة،اجتمع الدكتور محمد حبيب نائب المرشد الأول معها،وقال لها إن الجماعة ترفض اتخاذ أي إجراءات قانونية في مشكلتها لأنها إحدي قيادات الجماعة البارزة، ثم إن ما يحدث بينها وبين زوجها شأن داخلي في الجماعة ولا يجب أن يتسرب خارج نطاقها.

لم يقف الزوج مكتوف الأيدي فقد قرر أن يبرئ ساحته أمام الجماعة وأمام المسئول عنه في محافظته، وأمام عائلتها، اتهم زوجته القيادة الإخوانية الكبيرة بأن لها علاقات مختلفة مع رجال تحادثهم من خلال شبكة الإنترنت.

وجدت الدكتورة "ن" ذكور الجماعة كلهم في مواجهتها وهي معزولة تماما،فقررت أن تشق عصا الطاعة،صممت علي دعوي الخلع ورفضت التنازل عن أية حقوق قانونية قد تكون لها،علي الفور أعلن مكتب الإرشاد عليها وأصدر قرارا بفصلها نهائيا من الجماعة.

اعتقد رجال الجماعة أن قرار الفصل سيهد الدكتورة"ن"،لكنها ازدادت إصرارا علي المواجهة،هددت باللجوء إلي الصحافة وفضح سلوك رجال الجماعة الشاذ في محافظتها،ومن يدري فقد يكون هذا بداية لفضح رجال آخرين في محافظات أخري.

وصل الصراع بين الدكتورة "ن" إلي رجال الجامعة،لم تذهب إلي الجامعة من بعدها،لم يكن غيابها في البداية لافتا،لكن بعد أن دام الغياب شك أصدقاء الدكتورة أنها اختفت،وأصبح الشك يقينا بعد أن أصبحت الدكتورة لا ترد علي المحمول الخاص بها.

وتناقضت الأخبار حولها،الزوج يقول عند والدتها،والأم خوفا من الفضيحة تقول إنها عند خالتها في القاهرة،والابن يقول إن أمه مريضة ولا تستطيع الرد علي التليفون.

مصادر مقربة من الواقعة أشارت لنا إلي أنه في نفس اليوم الذي أعلنت فيه الدكتورة"ن" أنها ستقوم برفع قضية الخلع اقتحم مجهولون الشقة عليها فجرا وقاموا بتخدير الدكتورة،وعندما أفاقت وجدت نفسها في مصحة نفسية يملكها دكتور شهير،وحاولت الجماعة بكل السبل أن تمنعها من الاتصال بأي ممن تعرفهم،لكنها استطاعت أن تسرب خبر وجودها في المصحة لإحدي صديقاتها.
http://www.elfagr.org/NewsDetails.aspx?nwsId=14382&secid=3403