[align=justify]السؤال الرئيس اليوم، لماذا أجَّل السيد محمود عباس مناقشة تقرير غولدستون وقد كان من السهولة إقراره؟! والجواب ببساطة: من أجل عيون "إسرائيل"، ولحمايتها من أي شيء حتى وإن كان مجرد تعزير أو شجب! إن أي كلام آخر وأي تبرير آخر سيكون مجرد كلام فارغ وخارج الدائرة، إذ أن اعتماد التقرير مرة أخرى يكشف للأسف كذب محمود عباس وكل مسوغاته التي ساقها، فالأغلبية متوفرة والدعم العربي والإسلامي متوفر، وحينما استجاب عباس مرغماً لرغبة الشعب الفلسطيني ولحركة حماس بعدما انكشف أمره وانفضحت نواياه، ها هو التقرير يُقر رغماً عن أنف الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها "إسرائيل"، وبدعم دولي كبير .

حقيقة إقرار التقرير بهذه الطريقة التي يمكن وصفها بالسهلة يعطي إشارات ودلالات واضحة لبعض الملاحظات التي يجب أن نتوقف عندها.
أولاً: أننا نستطيع أن نواجه الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، ونستطيع أن نحشد العالم مع وجهة نظرنا، وهناك مساحة كبيرة من أجل العمل خارج نطاق الاحتلال الإسرائيلي، وهذا ما يريد ويحاول ويعمل عباس على إثبات عكسه، فهو يوهم أتباعه ممن ربطهم خلفه عبر لقمة العيش، ويريد أن يقنعهم أنه لا إمكانية إلا للرضوخ للولايات المتحدة الأمريكية، والتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي والدوران في فلكهما على حساب الشعب والقضية الفلسطينية، حتى تمكن من أن يقتل في حركة بحجم فتح وتاريخ فتح وقوة فتح روح الثورة والتحرر فيها، وحوَّلها إلى حركة ليست فقط خانعة ذليلة مستكينة، بل منفذة لأجندة المحتل الغاصب، ملتزمة بما يُمْلَى عليها من قِبَلِ الصهاينة المجرمين .

ثانياً: بإقرار التقرير علينا أن نثمِّن دور بعض الدول العربية وعلى رأسهم ليبيا وقطر وسوريا التي رفضت استقبال "محمود عباس"، ولا ننسى الشقيقة مصر التي رفضت أن توفر لعباس غطاء لجريمته. وكذلك رئاسة جامعة الدول العربية التي صُدِمَت وذُهِلَت وتقززت من الجريمة النكراء التي ارتكبها عباس وزمرته. إننا نقول لكل هؤلاء أن إقرار التقرير لا يعني بتاتاً التوقف عن محاسبة عباس، بل عليهم أن يستمروا في مقاطعته وتهميشه وعدم اعتباره رئيساً للسلطة بما أنه فاقد الولاية من جهة، ومرتكب جريمة وطنية وقومية من جهة أخرى. كما أن عليهم الاستمرار في حماية القضية والتقرير، والعمل على محاسبة قادة الاحتلال وتقديمهم للمحاكمة.

ثالثاً: على الفصائل الفلسطينية ان تستمر في حملاتها الوطنية لمحاسبة المسؤول عن هذه الجريمة الواضحة وضوح الشمس، وهنا نطالب لجنة فتح المركزية أن تقوم بواجبها الوطني والأخلاقي بأن تشكل لجنة التحقيق والمحاسبة كما وعدت، وتعتبر تشكيل هذه اللجنة ومحاسبة المجرم إن ثبتت جريمته خطوة مهمة في طريق الإصلاح وإعادة الثقة لهذه الحركة التي نطالبها بأن تكون عنصر بناء في النظام الفلسطيني والقضية الفلسطينية لا عنصر تشويش وهدم، كما نذكرهم بقول السيد خالد مشعل أنكم تستحقون قيادة أفضل.

رابعاً: إن تلويح بعض الناطقين المقربين من عباس بأن التقرير يتهم حماس ويهددون بهذا الشعب الفلسطيني وحركة حماس لهو أمر يُسيء لهم ولطريقتهم، خصوصاً وهم يُدركون أن حماس أكبر وأعظم من أن يرف لها طرف من أي تهديد؛ فمن واجه الجيش الإسرائيلي لأكثر من ثلاثة أسابيع يستطيع أن يواجه العالم أجمع لأنه صاحب حق، فحماس قادرة أن تدفع ضريبة الدم والأرواح في سبيل التمسك بحقها، في الوقت الذي يضيعون هم حقوق الشعب من أجل امتيازاتهم ومصالحهم الشخصية.
خامساً: إن الجهد المصري في إتمام المصالحة مشكور، وعلى الفصائل أن تتخطى النفق المظلم وتخرج من عنق الزجاجة لإبرام مصالحة وطنية، وبناء نظام سياسي فلسطيني حر يرفض التبعية والقيود الصهيونية وله امتداد عربي وإسلامي، وتدخل فيه ومعه جميع الأركان المحلية كلها، والخارجية كلها وعلى رأسها منظمة التحرير، فقد انتهى الوقت الذي تحتكر فيه المنظمة من قِبَل فئة قليلة غير أمينة وغير شرعية، وأنصح بأن لا تقف فضيحة غولدستون حجر عثرة في طريق المصالحة، بل يجب أن نسير في اتجاهين متوازيين؛ محاسبة "محمود عباس" لما ارتكبه من جريمة من جانب، وإبرام اتفاقية تصالحيه سياسية مع ضمان الابتعاد عن الشروط الصهيونية والوجوه الصهيونية من جانب آخر.[/align]

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	تقرير خاص :حقيبة اسرار القذافي بحوزة الاسد والشيخ تميم يتصل بالاسد	the special one	2	787	05-01-2012, 08:25 PM آخر رد: Free Man
	تقرير مركز بيوالأمريكي حول الأقليات في مصر	((الراعي))	3	1,913	02-14-2010, 12:03 PM آخر رد: طريف سردست
	زهير الخويلدي، و ملاحظات آورفــاي .	Awarfie	20	3,374	04-04-2009, 12:40 AM آخر رد: Awarfie
	تقرير مُخبر بروسي عن كارل ماركس	شهاب المغربي	4	1,714	10-08-2008, 03:05 PM آخر رد: Obama
	ملاحظات أولية حول القمة العربية	ابن سوريا	15	2,500	03-30-2008, 04:28 PM آخر رد: أبو إبراهيم