المسلمون هم أول ضحايا للمسلمين.
على نطاق الأسرة: المرأة المسلمة ضحية للرجل المسلم لأنه يحط من شأنها ويضعها في مرتبة أدنى منه من حيث العقل والمشاركة والقرار والجنس ، ويعتقد بحقه في ضربها إذا توافر شرط خروجها عن طاعته، ويعتقد أن المرأة من أقربائه إذا أقامت علاقة جنسية فإنها تتسبب في فقدانه لشرفه ومن ثم يجب أن يقتلها ، كما يعتقد الكثير من المسلمين أن عليهم ختان المرأة وقطع بظرها ، ويعتقدون أن معظم النساء سيذهبن إلى النار وأن المرأة حبل الشيطان ، وكل هذا تسبب في كل جرائم الشرف والبرودة الجنسية ونزيف الفتيات وموتهن وحوادث الضرب والإعتداء الناجمة عن تفسيرات النصوص الدينية.
كما أن الأولاد ضحية للوالدين المسلمين فالإبن يتم تلقينه كراهية الآخرين منذ الصغر، ويتعرض للضرب في العاشرة من أجل الصلاة، ولا يملك حق الإختيار أن يغير دينه إذا بلغ وإذا حصل فسوف يقام عليه حد الردة ويقتل رغم أنه ولد على دين ليس من اختياره.

على نطاق المجتمع: الديانات والعقائد والمذاهب الأخرى ضحايا للمسلمين في نفس المجتمع، فالشيعة ضحايا في السعودية السنية، والسنة ضحايا في إيران الشيعية، والشيعة والسنة ضحايا لبعضهما في العراق، والمسيحيون ضحايا للمتطرفين في كل الدول العربية وضحايا لأعمال هدم وكسر والإعتداء على كنائسهم وسبهم في الشوارع وإهانتهم في وسائل الإعلام الرسمية وفي خطب الجمعة ومكبرات الصوت وضحايا للقهر بمنع نقدهم للدين الذي ينتقدهم أتباعه بكل حرية. وبالمثل يتعرض الشيعة إلى نفس القمع في بلاد السنة، ويتعرض السنة إلى نفس القمع في بلاد الشيعة، ويتعرض كل من هو ليس مسلم إلى قمع وإجرام المسلمين ممن ينتمون إلى المذهبين في مجتمعهم.

وعلى نطاق السياسة والحكم: انتهكت كل حقوق الإنسان وارتكبت جرائم ضد الإنسانية في أفغانستان والسعودية والصومال وإيران وغزة والسودان وباكستان وكل تلك الإنتهاكات ضد الإنسانية وقع ضحاياها بسبب تفسير السلطات الحاكمة للنصوص الدينية في القرآن والحديث، ولا زالت البشرية تتعرض لجرائم الإسلاميين الذين تمكنوا من الحكم، وأما الذين يبشرون وينادون برغبتهم في تولي الحكم فهم بالفعل ينادون ويتقدمون كل يوم بطلبات الإحاطة ومشاريع القوانين التي تطالب بإرغام الناس على ارتداء زي محدد، وتطبيق حد الردة، وتكفير الكتاب ممن لا يتفقون مع آرائهم، وحبس الذين يتعرضون لهم بالنقد، وتطبيق حد الحرابة على الإعلاميين واغتيال كل من يخالفهم.

وعلى نطاق الدول الخارجية: قتل المسلمون الكثير من المدنيين بسبب التفجيرات التي قامت بها جماعاتهم في كل دول العالم تقريباً وبرروا ذلك السقوط بأن المسلمين ممن سقطوا من هؤلاء المدنيين شهداء لقضية نبيلة، وغير المسلمين يستحقون الموت الذي أصابهم ، ولا زالوا يصنعون القنابل والمتفجرات ويسيئون إلى سمعة المسلمين في كل مكان في العالم.

وعلى نطاق الإعلام والتعليم: يعلم المسلمون أولادهم في المدارس كراهية الآخر المخالف لعقيدتهم ومذهبهم، ويتبنى إعلامهم وجهة نظر متحيزة ضد الآخرين، ومحرضة بشكل دائم على الإنتقام والحرب، ومتهكمة ضد أي محاولة للسلام، ويحارب المسلمون أي شخص يحاول التصدي لتلك المحاولات ، كما يشوهون النظريات العلمية ويعتمون الحقائق ويضللون عقول مستمعيهم وقرائهم ويتجاهلون الفتاوى المتطرفة ويعطونها الحيز للتواجد والتناسل والتكاثر في أدمغة الناس من أجل المزيد من انتشار القهر والتطرف وتفريخ المزيد من المجرمين المعادين للإنسانية كلها، والتي من ضمنها غيرهم من المسلمين المخالفين لهم في المذهب أو التوجه.

التساؤل: من هو ضحية المسلمين؟
يشبه شخصاً خرج إلى الشارع وغطى نفسه بالطين من قمة رأسه إلى أخمص قدميه ثم دخل على شخص يرتدي بدلة نظيفة ويجلس في مكتب محترم وقابل استهجانه لمنظره بالقول أن الطين ليس نجاسة ولا وساخة لأن "الأرض طاهرة". شخص كهذا لا يمكن أن تدخل معه في مجادلة لتحاول تعليمه الفرق بين القلع ملط وتلييس الجسم بالطينة، وبين الإستحمام وارتداء البدلة والجلوس في مكان نظيف، لأنه فقد الإحساس بما هو نظافة وماهو وساخة، ولم يعد يجدي معه إلا طرده في الخارج وتنظيف المكان بعد خروجه، أو أخذه وتنظيفه وتلييفه ثم جعله يرتدي الملابس النظيفة وتعليمه كيف يمشط شعره ويستعمل المنديل عندما يريد النخربة في أنفه أو البصاق. وعندها قد يدرك الفرق بين ما كان عليه وماهو عليه الآن.